[العالم المبارك فيصل المبارك]
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:04 م]ـ
الإخوة الكرام:
إن من أكثر علماء القرن الماضي بركة وتوفيقا وعلما الشيخ العلامة فيصل المبارك رحمه الله صاحب الأوائل النجدية إذ هو أول عالم نجدي فسر القرآن كاملا، وأول من شرح الرحبية والواسطية والآجرومية والملحة والزاد والبلوغ والعمدة وغيرها. وقد كان علماء نجد منشغلين بالفتيا والقضاء والتعليم ولذا قلت مصنفاتهم، أما الشيخ فيصل فقد جمع من الخير أطرافه إذ نجد فيه عدة أشخاص في شخص واحد، فهو القاضي والمفتي والواعظ والإمام والخطيب والمعلم والمجاهد والمستشار لأولي الأمر والمصنف في الفنون العديدة. إن لهذه الشخصية حقا على طلاب العلم والمؤرخين ليبرزوها بالشكل اللائق لتكون قدوة لطلاب العلم والمتعلمين.
اسمه ونسبه وعشيرته:
هو الشيخ العالم الورع الزاهد فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل بن حمد بن مبارك بن عبدالرحمن بن حسن بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حسن بن راشد بن محمد بن عبدالله آل حمد الربَّاعي الحسني البشري العنزي الوائلي.
يرجع نسبه إلى آل أبي رباع من آل بشر من عنزة بن أسد من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
كانت قبيلة آل أبي رباع يسكنون أشيقر في القرن السادس ثم انتقلوا في أول القرن السادس إلى التويم ثم انتقلت عشيرة آل حمد إلى حريملاء.
وقد كانت حريملاء لآل أبي ريشة وهو أسرة من الموالي، ثم ضعف أمرهم وذهبوا واستولى عليها ابن معمر. ثم قدم راشد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن مدلج بن حمد بن رباع آل أبو رباع وابن عمه علي بن سليمان بن حمد من التويم بعد أن ضاقت بهم واشتروا حوطة حريملاء من أمير العيينة حمد بن عبدالله بن معمر وذلك سنة 1045هـ، وانتقل كثير من أبناء عمهم وهم آل مبارك، وسويد وحسن ابنا راشد آل حمد وآل عدوان وآل بكور.
وقد ولد الشيخ فيصل رحمه الله في حريملاء عام 1313هـ، وانتقلت أسرته إلى الرياض سنة 1320هـ. وفي سنة 1322هـ قتل والد المصنف في معركة البكيرية. فتولى كفالته عمه محمد.
مسيرته العلمية وطلبه للعلم
قرأ الفرآن في الرياض على المقرئ عبدالعزيز الخيال. ثم عاد إلى حريملاء سنة 1331هـ وحفظ القرآن على جدِّه لأُّمِّه الشيخ ناصر بن محمد الراشد. ثم درس على علماء حريملاء ومنهم: الشيخ عبدالله بن محمد الحجازي قاضي بلدان المحمل. وعمِّه الشيخ محمد بن فيصل المبارك وقد درس عليه الحديث. والشيخ عبدالله بن فيصل الدوسري
ثمَّ رحل إلى الرياض و طلب العلم على علماء الرياض ومنهم:
الشيخ العلاَّمة عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ والعلاَّمة الشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ عبدالرحمن ابن داود و الشيخ حمد بن فارس رحمة الله على الجميع.ثم رحل إلى الأحساء وقرأ على الشيخ عبدالعزيز ابن بشر قاضي الإحساء والشيخ عيسى العكاس. ثم رحل إلى قطر فدرس على العلامة الفقيه محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله. ثم عاد إلى الرياض فقرأ على الشيخ العلاَّمة المفتي محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله ونلاحظ أن بين الشيخ فيصل وسماحة المفتي سنتين فقط، إذ ولد الشيخ محمد بن إبراهيم سنة 1311هـ، والشيخ فيصل ولد سنة 1313هـ، ومع ذلك جلس الشيخ فيصل بين يدي شيخه ضاربا لنا مثالا رائعا في التواضع للعلم، كما قرأ الشيخ على الشيخ عبدالعزيز النمر وعلى الشيخ عبدالله العنقري عند إقامته في المجمعة.
إجازاته العلميَّة:
أجازه الشيخ سعد بن حمد بن عتيق محدث الديار النجدية بتدريس أمهات كتب الحديث، و كذلك أمهات كتب مذهب الإمام أحمد، و كذلك أجازه الشيخ سعد إجازة خاصَّة في علم التفسير. كما أجازه الشيخ عبدالعزيز النمر رحمه الله إجازةَ الفتوى، وهو إذ ذاك في العشرين من عمره، وذلك عام 1333 هـ.
صفاته:
كان رحمه الله صاحب عبادة لا يترك الذكر بعد الفجر إلى طلوع الشمس، كما كان بعيدا عن الشبهات متسما بالزهد في الدنيا والتقلل منها. كما تميز بالكرم والجود وحسن الخلق مع الكبير والصغير، إضافة إلى قوته في الحق رحمه الله.
¥