هل ماتت سنة: علو الإسناد؟؟؟.
سؤال لكم: هل يتسنى لكل طالب يريد القراءة أو الإجازة عن شيخ ما أن يحقق ذلك؟.
فإن قلتم: نعم، قلت: الواقع يكذب ذلك، فكم من رجل لم يستطع الإجازة لبعد المسافة، أو لامتناع الشيخ عن الإجازة- إلا لكبار المشايخ-، وغير ذلك من الأسباب.
وإن قلتم: لا، فقد وافقتموني الرأي، واعلم -أخي الكريم- أني أقول لجميع إخواني: حاولوا القراءة والإجازة عن الشيخ مباشرة، فإن لم يتيسر لكم -لبعد مسافة، أو لشدة الشيخ في الإجازة أو غير ذلك- فخذ من الطالب، وأنا معكم أن الطالب يأخذ من الشيخ مباشرة إن استطاع.
وأختم كلامي بمثال على ما أقول:
إن كثيرًا من الطلبة من أهل مصر حاولوا الذهاب لشيخنا الطرابيشي – حفظه الله-، ولم يستطيعوا الذهاب، لأمور:
1 - البعض ليس معه قيمة التذكرة.
2 - البعض معه القيمة، ولكنه ممنوع من السفر لأمور ما.
3 - البعض يمنع بسبب أنه لا بد وأن ترسل له دعوة من سوريا.
4 - الشيخ نفسه قد يعتذر لتعبه أو لمرضه أو لشيء آخر.
فهل إذا قرأ الطالب على تلميذ الطرابيشي –مثلا- نعيب عليه؟؟.
وأيضًا أقول: ربما الدافع للقراءة والإجازة عن الطالب دون الشيخ- لدى البعض- هو قوة وإتقان الطالب عن الشيخ، فهناك بعض الطلبة أخذت عن الشيخ مباشرة، وتذهب للتلميذ فيسألهم لماذا لم تذهبوا لشيخي؟، يقولوا: ذهبنا وأخذنا الإجازة، ولكننا نريد العلم والإتقان منك، وهذا معلوم لديكم أن الشيخ قد يكون عالي السند ولكنه كبير السن فيأخذ الطالب السند من الشيخ والعلم من تلميذه، وأيضًا البعض قد يكون مبتدئًا فيريد أن يقرأ على الطالب ويتعلم منه ويأخذ الإجازة، ثم يذهب إلى الشيخ كي يجيزه دون امتناع، والكثير يفعل ذلك، وقد كان بعض المشايخ يسألون الطالب عمن قرأت كتب التوحيد؟، فيقول: لم أقرأها على أحد وأريد قرأتها عليكم، فيقول الشيخ: اذهب واقرأها على تلميذي فلان، فإن أجازك أجزتك، وعندنا في إجازات القرآن كثير من هذا القبيل، أن الطالب يقرأ على التلميذ – أولا- ثم يذهب للشيخ، حتى إن بعض المشايخ لما يقرأ على شيخه القرآن ويعجب به، يقول له: إذا انتهيت معي من الختمة سوف أرسلك لشيخي كي تقرأ عليه وتأخذ السند.
وسؤال أيضًا: إذا كان الطالب من أهل هذا الملتقى – وغيره- يستطيع القراءة والإجازة على هؤلاء المشايخ فلماذا يطلبها من أهل الملتقى؟.
وأيضًا هؤلاء الطلبة يريدون القراءة عبر الانترنت، فهل هؤلاء المشايخ السابقين يجلسون أمام الانترنت كي يتسنى لهؤلاء الطلبة القراءة عليهم؟، لقد أخبرني الشيخ يوسف أبو الحجاج آل علاوي أنه طلب الإجازة هاتفيًّا من الشيخين عبد الله بن عقيل، وعبد العزيز الزهراني فرفضا، وقالا له: لن نجيز إلا لمن جلس أمامنا، وغيرهم كثر بنفس هذا الأمر،
أيضًا من ضم شيوخي الشيخ حامد العبادي، والشيخ عبد الله الناخبي – وغيرهما- وقد ماتا – رحمهما الله- ومن حقهما علينا أن ننشر سندهما بعد موتهما، فأرجو – أخي الفاضل- نواف البكري أن تضع هذه الأمور في الحسبان.
وأرجو أن تقبل نصيحتي- وظني فيك ذلك-، أرجو أن تكون رحيمًا بإخوانك من أهل الملتقى – وغيرهم- فالبعض قد يكون مبتدئًا، ويفرح عندما يرى إجازة في كتب التوحيد فيقول اقرأها على أحد الإخوة الأفاضل وأتعلم منه، ثم بعد ذلك انظر لعلو السند، فعلو السند ليس كل شيء، وما فائدته مع خلوه من العلم والإتقان؟ والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أرجو من الإخوة الفضلاء الاطلاع على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156739
كتبه الفقير إلى عفو ربه
حسن بن مصطفى الوراقي المصري