وقال في النشر أيضا:" وأما (ألم نخلقكم) في المرسلات فتقدم أيضاً ما حكى فيه من وجهي الإدغام المحض وتبقية الاستعلاء. وقد انفرد الهذلي عن أبي الفضل الراوي من طريق ابن الأخرم عن ابن ذكوان بإظهاره، وكذلك حكى عن أحمد بن صالح عن قالون ولعل مرادهم إظهار صفة الاستعلاء وإ فإن أرادوا الإظهار المحض فإن ذلك لا يجوز، على أن الحافظ أبا عمرو الداني حكى الإجماع على ن إظهار الصفة أيضاً غلط وخطأ فقال في الجامع وكذلك أجمعوا على إدغام القاف في الكاف وقلبها كافاً خالصة من غير إظهار صوت لها في قوله (ألم نخلقكم) قال وروى أبو علي بن حبش الدينوري أداء عن أحمد بن حرب عن الحسن بن مالك عن أحمد بن صالح عن قالون مظهرة القاف قال وما حكيناه عن قالون غلط في الرواية وخطأ في العربية (قلت) فإن حمل الداني الإظهار من نصهم على إظهار الصوت وجعله خطأ وغلطاً ففيه نظر فقد نص عليه غير واحد من الأئمة. فقال الأستاذ أبو بكر بن مهران وقوله (ألم نخلقكم) وقال ابن مجاهد في مسائل رفعت إليه فأجاب فيها لا يدغمه إلا أبو عمرو قال ابن مهران وهذا منه غلط كبير وسمعت أبا على الصفار يقول قال أبو بكر الهاشمي المقرى لا يجوز إظهاره. وقال ابن شنبوذ أجمع القراء على إدغامه قال ابن مهران وكذلك قرأنا على المشايخ في جميع القراءات أعنى بالإدغام إلا على أبي بكر النقاش فإنه كان يأخذ لنافع وعاصم بالإظهار "2/ 77.
ابن الجزري أخذ بالوجهين في المسألة، فإن قلت وما أدراك؟؟ قلنا قول ابنه في شرح الطيبة فهو أدري بكلام أبيه وباختيارات أبيه ...
قال الإمام أحمد بن محمد بن الجزري في شرحه لمتن الطيبة:" وقوله (ألم نخلقكم) هل يلفظ بها كاملا من غير ابقاء صفة الاستعلاء من القاف أو ناقصا تبقية للصفة لأجل قوة القاف بذلك وذهب الداني وجماعة إلى الأول وذهب مكي إلى الثاني .. وكلاهما مأخوذ به كما بينه في النشر ... " 33
قال النويري في شرح الطيبة " ... ولا شك من أراد بإظهاره الإظهار المحض فإنه ممتنع إجماعا، وأما الصفة ـ أي إبقاء الصفة ـ فليس بغلط ولا قبيح فقد صح نصا وأداء ولم يذكر في الرعاية غيره إلا أن الأدغام أصح رواية وأوجه قياسا ... " صـ191
فانظر ـ رحمك الله ـ كيف صحح الوجهين؟؟ ولا يمنع كون الإدغام المحض أصح، والوجه الآخرصحيح وهو لجميع القراء لأنه ذكر بعد ذلك قول ابن الجزري بخصوص أبي عمرو
وليس بعد هذا الكلام كلام.
أما استشهاده " قال الإمام أحمد الطيبي:
نَخْلُقكُّمُ أدْغِمْ بِلا خِلافِ وَلا تُبَقِّ صِفَةً لِلْقافِ ()
فلم يَعُد بعد قوله الصريح كلام لأحد، وهو المجمع على ثقته وعدالت " ا. هـ
ويمكن أن نضم إلي هذا القول قول أبي شامة:" وأما قوله في سورة المرسلات (ألم نخلقكم) فمجمع على إدغامه .. " 139))
الجواب:
لو أخذنا الكلام علي ظاهره، فخالف الطيبي فيه صريح النشر " والوجهان صحيحان " كما سبق
أو القول بأن اختار من الوجهين أصحهما، وإلا فقد مر تصحيح الوجهين.
وأما استشهاده:" - قال الإمام سيِّدي علي الضباع:
((ذهب جمهور أهل الأداء إلى إدغام القاف في الكاف منه إدغامًا محضًا، وذهب مكي وابن مهران إلى إدغامه فيه مع بقاء صفة استعلاء القاف، وليس مكي وابن مهران عن حفص من طرقنا، فكل ما ذكره المحررون من التفريع لا داعي إليه، فليُعلم، والله سبحانه وتعالى أعلم)) (). اهـ
وما قاله رضي الله عنه هو الصواب لا غيره، فإن كلَّ المحققين من أهل القراءات على مثل هذا القول، ولذلك تجدهم ما ذكروا لحفص في الكلمة سوى الإدغام الكامل.)) ا. هـ
الجواب: وقبل الجواب علي كلام الضباع .. نظر في قول أخينا الشيخ الصفتي يقول:" فإن كلَّ المحققين من أهل القراءات على مثل هذا القول، ولذلك تجدهم ما ذكروا لحفص في الكلمة سوى الإدغام الكامل))
أولا من يقصد بالمحققين؟؟
فابن الجزري إمام المحققين بلا نزاع قال بالوجهين كما سبق وقال الأزميري والمتولي والشيخ عامر عثمان في تحريره " شرح تنقيح التحرير" ومع ما ذكرهم الشيخ الصفتي من الشيوخ في رسالته .. وكل ذلك يدل علي بطلان إجماعه وهي جرأة بلا دليل.
أما الجواب علي قول الضباع كالآتي:
قال المتولي: " أما حفص فقال الأزميري:" قرأنا له بالإدغام مع إبقاء الصفة مع المد في المنفصل علي الساكن قبل الهمزة علي أن يكون من التبصرة وغاية ابن مهران، وإن لم يسندها في النشر إلي رواية حفص ويأتي له علي الإدغام الكامل كل الوجوه "صـ 509
فإن قلت كيف يأخذوا بوجه لم يسنده في النشر؟؟
قلنا: إن ابن الجزري هو الذي قال بالوجهين كما سبق، إذن هم ذهبوا إلي ما اختاره ابن الجزري، والضباع خالف ما اختاره ابن الجزري ...
وعليه عمل المشايخ أمثال الشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ الجوهري والشيخ حسنين جبريل وعبد الحكيم عبد اللطيف وغيرهم خلافا لما قاله الضباع.
والضباع لم يثبت التوسط لصاحب روضة ابن المعدل وأثبته بعده السمنودي وعامر بما وجداه في المخطوطة، يعني ليس كل ما يقوله الضباع مسلم به،
وليس كل ما خرج فيه ابن الجزري عن كتبه لا يؤخذ به (انظر في مسألة "ضعف ")، وأيضا ليس كل ما في الكتب التي ذكرها يؤخذ به هناك ضوابط وهو موضوع طويل ولو قرأت في الروض النضير وتحريرات الزيات وعامر لعلمت ما قلته لك.
ولو قلنا: لماذا أخذ الشيخ الضباع بطريق روضة ابن المعدل لحفص وهو ليس من الكتب التي اعتمدها ابن الجزري؟؟ هل سيجيب الصفتي علي هذا السؤال؟؟ رغم أن هذين الكتابان ليسا من الكتب المعتمدة عند حفص؟؟
هذا الرد علي كتاب " شهود العيان بردِّ قولهم: لحفص في (ألم نخلقكم) الوجهان ".
وفي المرة القادمة سأرد ـ إن شاء الله ـ علي بحث الصفتي المعنون بـ (هداية القراء لوجوب إطباق الشفتين عند القلب والإخفاء (
والسلام عليكم
أبو عمر عبد الحكيم
¥