تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السيد الشريف أحمد بن زيني دحلان الحسني رحمه الله تعالى لا يحكم عليه أمثال السيد رشيد رضا الحسيني وغيرهم, فأهل الحجاز أعلم بهذا الرجل ممن يريد أن يحشر أنفه في تاريخهم وأخبارهم, وأما ما كان بينه وبين أتباع محمد بن عبد الوهاب وعقيدته وتصوفه وغير ذلك فلا شأن لي به هنا, لكن التاريخ يكذب أقواما زعموا أن السيد دحلان المذكور ليس عالما أو محدثا أو غير ذلك, ومن هو السيد رشيد رضا أصلا حتى يتفوه بمثل ما تفوه به, إنما هو رجل عقلاني تلميذ الماسونيين!!! فانظر في أخباره وتاريخه ما سطره مشايخ الحجاز وعلمائها ومؤرخيها, ومن أولئك العلامة مؤرخ مكة عبد الشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي الصديقي الحنفي الماتريدي أحد شيوخ سليمان بن حمدان ..

أما الكلمات الأخرى التي سطرتها فمثلي يمر عليها مرور كرام لأنه لا طائل تحتها ولا جديد عندها.

كلامك في السيد محمد رشيد رضا رحمه الله وغفر له، سأصفعك به ومن خلال كلامه في المبتدع الضال الشيني دحلان.

قال السيد محمد رشيد رضا رحمه الله في تقدمته لكتاب " صيانة الإنسان " للسهسواني رحمه الله تعالى (ص 7 - 10)، مانصه:

رسالة الشيخ أحمد زيني دحلان في الرد على الوهابية

تصدى للطعن في الشيخ محمد بن عبدالوهاب والرد عليه أفراد من أهل الأمصار المختلفة، منهم رجل من أحد بيوت العلم في بغداد قد عهدناه يفتخر بأنه من دعاة التعطيل والإلحاد ـ في الحاشية: هو جميل الزهاوي ـ.

وكان أشهر هؤلاء الطاعنين مفتي مكة المكرمة الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفى سنة 1304 هـ ألف رسالة في ذلك تدور جميع مسائلها على قطبين اثنين:

قطب الكذب والافتراء على الشيخ، وقطب الجهل بتخطئته فيما هو مصيب فيه.

أنشئت أول مطبعة في مكة المكرمة في زمن هذا الرجل، فطبع رسالته وغيرها من مصنفاته فيها، وكانت توزع بمساعدة أمراء مكة ورجال الدولة على حجاج الآفاق فعم نشرها، وتناقل الناس مفترياته وبهاءته في كل قطر، وصدقها العوام وكثير من الخواص، كما اتخذ المبتدعة والحشوية والخرافيون رواياته ونقوله الموضوعة والواهية والمنكرة، وتحريفاته للروايات الصحيحة، حججاً يعتمدون عليها في الرد على دعاة السنة المصلحين، وقد فنيت نسخ رسالته تلك ولم يبق منها شيء بين الأيدي، ولكن الألسن والأقلام لاتزال تتناقل كل ما فيها من غير عزو إليها، ودأب البشر العناية بنقل ما يوافق أهواءهم، فكيف إذا وافقت هوى ملوكهم وحكامهم.

كنا نسمع في صغرنا أخبار الوهابية المستمدة من رسالة دحلان هذا ورسائل أمثاله فنصدقها بالتبع لمشايخنا وآبائنا، ونصدق أن الدولة العثمانية هي حامية الدين، ولأجله حاربتهم وخضدت شوكتهم.

وأنا لم أعلم بحقيقة هذه الطائفة إلا بعد الهجرة إلى مصر والاطلاع على تاريخ الجبرتي، وتاريخ الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى، فعلمت منهما أنهم هم الذين كانوا على هداية الإسلام دون مقاتليهم، وأكده الاجتماع بالمطلعين على التاريخ من أهلها، ولاسيما تواريخ الافرنج الذين بحثوا عن حقيقة الأمر فعلموها وصرحوا أن هؤلاء الناس أرادوا تجديد الإسلام وإعادته إلى ما كان عليه في الصدر الأول، وإذاً لتجدد مجده، وعادت إليه قوته وحضارته، وأن الدولة العثمانية ما حاربتهم إلا خوفاً من تجديد ملك العرب، وإعادة الخلافة الإسلامية سيرتها الأولى.

على أن العلامة الشيخ عبدالباسط الفاخوري مفتي بيروت كان ألف كتاباً في تاريخ الإسلام ذكر فيه الدعوة التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقال إنها عين ما دعا إليه النبيون والمرسلون، ولكنه قال إن الوهابيين في عهده متشددون في الدين، وقد عجبنا له كيف تجرأ على مدحهم في عهد السلطان عبدالحميد.

ورأيت شيخنا الشيخ محمد عبده في مصر على رأيه في هداية سلفهم، وتشدد خلفهم، وأنه لولا ذلك لكان إصلاحهم عظيماً ورجى أن يكون عاماً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير