تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندها أدرك طُلابه مدى حاجته إلى زوجة يسكُن إليها، وتعينه على تربية الأبناء، فما كان منهُم إلاَّ أن أخذُوا في البحث له هنا وهناك، وطرقوا لذلك أبوابًا كثيرةً، وكان الجميع يُرحِّبون بالشَّيخ ويعلنُون عن رغبتهم في تزويجه، ولكنَّهُم يُبدون تخوُّفهم من فراقهم لابنتهم عندما يُسافر الشَّيخ من هذه المنطقة، أو تقتضي الأمور عودته إلى بلاده، وما زالت هذه التخوُّفات عقبة في طريق إنجاز هذا الموضُوع، حتى أعلن أحدُ الصَّالحين من طلاب الشَّيخ ومُحبيه استعداده لتحدِّي العادات والتقاليد، حتى لو ذهبت معه ابنته إلى شرق الدُّنيا أو غربها.

وعندما كادت الأمور أن تتم، إذ بأخي الشَّيخ (عبدالمنان) يبعث للشَّيخ برسالةٍ من بلاده أفغانستان، يطلبُ فيها منه إرسال وكالة تخوِّل له النِّيابة عن الشَّيخ في عقد زواجه بامرأةٍ من بلادهم، فكان أن أرسل له بالوكالة، وما لبث أن جاءت الزَّوجة بعد فترةٍ مع أحد محارمها، ولا تزالُ معه إلى الآن ورُزق منها عددًا من الأبناء.

عبدالرحمن بن خالد المشاركات: n/a

أحسبه ولياًّ من أولياء الله


كنت أسمع دائما عن الشيخ عبيدالله الأفغاني من الشباب الذين زاروا مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
وكانوا يحدثونني عن بذله لوقته وانهاكه لجسمه في سبيل تعليم كتاب الله
بل إن أحدهم نقل لي عن أحد المشائخ قوله - عن الشيخ عبيدالله-:
أحسبه ولياًّ من أولياء الله.

وكنت دائما أشتاق للذهاب إلى رؤيته، مع قدم عهدي بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، فأنا لاأتذكرها إلا عندما كنت في أوائل سني المرحلة الإبتدائية قبل التوسعة الحالية،
فكانت الأشواق نيرانا تتأجج ويشتعل ضرامها وكلما سمعت من يحدثني عن المدينة أو الشيخ عبيدالله، بل عندما أقرأ أو أسمع عن بدر وأحد وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أحس بأن النار تزاد وقوداً.
فكان لابد من الزيارة ويسر الله لي تلك الزيارة فقد رجعت منها قبل خمسة أيام.
ولله الحمد مكثت هناك قرابة الشهر والنصف قضيت فيها أياما من أروع الأيام، أسأل الله أن يعيدها ونحن في انتصار عظيم لهذه الأمة.

رأيته لأول مرة وأنا لم أكن أعرفه قبل ولكن بمجرد أن رأيته عرفت أنه هو، متكىء على عمود في آخر التوسعة العثمانية القديمة، قبل التكييف الأيمن الموجود حديثاً، مستقبل القبلة حوله مجموعة من طلابه وغيرهم، منهم من يقرأ عليه ومنهم من يأخذ بسمته ومنهم من يريد نيل بركة مجلس العلم، مع وجود الكثير من طلابه خلفه يحفظون ويراجعون ثم يأتون تباعاً، بترتيب أسمائهم الموجود عنده على الورقة التي توضع في مكانه أول مايفتح المسجد النبوي قبل الفجر بساعة ونصف تقريباً، وكلٌّ يكتب اسمه وقد يصلون إلى أربعين أو أكثر في المرة الواحدة ويبدأ في التسميع بعد الفجر، ويضع ورقة أخرى الساعة الحادية عشرة ظهراً -كماسمعت- ويبدأ في التسميع للطلاب بعد العصر،
ولا أدري هل هناك وقت ثالث يسمع فيه للطلاب داخل الحرم أم في مسجد مجاور لكن أظن أن هناك وقتاً ثالثاً له في الحرم، فهو قد حول تدريسه كله في الحرم كما سمعت.

قال لي أحد الإخوة أن هذا الرجل عندما أحس بدنو أجله أصبح يقضي جل وقته في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

تعجب منه ..

يأتي إلى المسجد مدفوعا على عربية، ويجلس على مخدة لينة ويضع على رجليه لحافا صغيراً، ويخلع عمامته إذا جلس غالباً ويوضع له حاملا مصاحف خشبيين يتكيء عليهما على العمود الذي خلفه، وبجانبه طيب يطيب به طلابه ومن يسلم عليه.

يداعب من حوله وينصحهم ويوجههم ..

منقول

ـ[ابو معن]ــــــــ[26 - 09 - 06, 07:27 ص]ـ
الكتاب الذي أشار إليه فضيلة الشيخ الفقيه مطبوع الطبعة الأولى عام 1424هـ
ويقع في (523) صفحة
من تأليف الشيخ يحى بن عبدالله البكري الشهري
توزيع دار عالم الفوائد
وملحق بالكتاب مسألة النطق بالضاد

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير