تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنا لله وإنا إليه راجعون فكم دعا العلماء للتورع في الطعن، قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه تصنيف الناس: (إن كشف الأهواء , والبدع المضلة , ونقد المقالات المخالفة للكتاب , والسنة , وتعرية الدعاة إليها , وهجرهم وتحذير الناس منهم , وإقصائهم , والبراءة من فعلاتهم , سنة ماضية في تاريخ المسلمين في إطار أهل السنة , معتمدين شرطي النقد: العلم , وسلامة القصد.

العلم بثبوت البينة الشرعية , والأدلة اليقينية على المدعى به في مواجهة أهل الهوى والبدعة , ودعاة الضلالة والفتنة , وإلا كان الناقد ممن يقفو ما ليس له به علم. وهذا عين البهت والإثم.

ويرون بالاتفاق أن هذا الواجب من تمام النصح لله ولرسوله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ولأئمة المسلمين , وعامتهم. وهذا شرط القصد لوجه الله تعالى , وغلا كان الناقد بمنزلة من يقاتل حمية ورياء. وهو من مدرك الشرك في القصد.

وهذا من الوضوح بمكان مكين لمن نظر في نصوص الوحيين الشريفين , وسبر الأئمة الهداة في العلم والدين.

وفادة التصنيف

* ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بلج الصبح , وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود, وافد من كل فج استبعد نفوسا بضراوة , أراه: " تصنيف الناس " وظاهرة عجيب نفوذها هي: " رمز الجراحين " أو:" مرض التشكيك وعدم الثقة " حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف , فألقوا جلباب الحياء , وشغلوا به أغرار التبس عليهم الأمر فضلوا , وأضلوا , فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل, وتدثروا بشهوة التجريح , ونسج الأحاديث , والتعلق بخيوط الأوهام , فبهذه الوسائل ركبوا ثبج التصنيف للآخرين؛ للتشهير , والتنفير , والصد عن سواء السبيل.

ومن هذا المنطلق الواهي , غمسوا ألسنتهم في ركام من الأوهام والآثام , ثم بسطوها بإصدار الأحكام عليهم , والتشكيك فيهم , وخدشهم , وإلصاق التهم بهم , وطمس محاسنهم , والتشهير بهم , وتوزيعهم أشتاتا وعزين:

في عقائدهم , وسلوكهم , ودواخل أعمالهم , وخلجات قلوبهم , وتفسير مقاصدهم , ونياتهم ... كل ذلك وأضعاف ذلك مما هنالك من الويلات , يجري على طرفي, التصنيف: الديني , واللاديني.

فترى وتسمع رمي ذاك , أو هذا بأنه: خارجي. معتزلي. أشعري. طرقي. إخواني. تبليغي. مقلد متعصب. متطرف. متزمت. رجعي. أصولي.

وفي السلوك: مداهن. مراء. من علماء السلطان. من علماء الوضوء والغسل.

ومن طرف لا ديني: ماسوني. علماني. شيوعي. اشتراكي. بعثي. قومي. عميل.

* وإن نقبوا في البلاد , وفتشوا عنه العباد , ولم يجدوا عليه أي عثرة , أو زلة , تصيدوا له العثرات , وأوجدوا له الزلات , مبينة على شبه واهية , وألفاظ محتملة.

* أما إن أفلست جهودهم من كل هذا رموه بالأخرى فقالوا: متستر. محايد.

إلى غير ذلك من ضروب تطاول سعاة الفتنة والتفرق , وتمزيق الشمل والتقطع.

* وقد جرت هذه الظاهرة إلى الهلكة في ظاهرة أخرى من كثرة التساؤلات المتجنية-مع بسمة خبيثة- عن فلان, وعلان, والإيغال بالدخول في نيته , وقصده , فإذا رأوا ((شيخا)) ثنى ركبتيه للدرس, ولم يجدوا عليه أي ملحظ, دخلوا في نيته, وكيفوا حاله: ليبني نفسه , لسان حاله يقول: أنا ابن من فاعرفوني. ليتقمص شخصية الكبار. يترصد الزعامة.

* وإن ترفقوا , وغلبهم الورع , قالوا: محترف بالعلم.

* وإن تورع ((الجراح)) عن الجرح بالعبارة, أو استنفدها, أو أراد ما هو أكثر إيغالا بالجرح , سلك طريق الجرح بالإشارة , أو الحركة بما يكون أخبث , وأكثر إقذاعا.

مثل: تحريك الرأس , وتعويج الفم , وصرفه , والتفاته , وتحميض الوجه , وتجعيد الجبين , وتكليح الوجه , والتغير , والتضجر.

أو يسأل عنه , فيشير إلى فمه , أو لسانه معبرا عن أنه: كذاب , أو بذيء.

ومثل: تقليب اليد , أو نفضها.

إلى غير ذلك من أساليب التوهين بالإشارة, أو التحريك.

ألا شلت تلك اليمين عند الحركة التوهين ظلما.

وصدعت تلك الجبين عن تجعيدها للتوهين ظلما.

ويا ليت بنسعة من جلد, تربط بها تلك الشفة عند تعويجها للتوهين ظلما.

ولله در أبي العباس النميري , شيخ الإسلام ابن تيمية

- رحمه الله تعالى - إذ وضع النصال على النصال في كشف مكنونات تصرفات الجراحين ظلما فقال3 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=895152#_edn1) :

( فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون لكن يرى انه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.)) إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى

3 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=895152#_ednref1) " مجموع الفتاوى ": (28/ 237 – 238).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير