و قد اجتمع فى رحلته بالقيروان بكبار مشيخة المدرسة المالكية فى الفقه، و من أهمهم الشيخ أبوالحسن القابسى و أبوعمران الفاسى، و قد صحبه هذا الأخير بها و حج معه فى السنة التى حج فيها، و لكنه فارقه فى رحلة العودة فلم يتح لأبى عمرو ما أتيح لأبى عمران من دخول العراق و لقاء شيوخ الرواية به، و قد قال الدانى فى ترجمته له فى الحديث عن هذه الأحداث:
" كتب معنا بالقيروان و بمصر و بمكة المكرمة، و توجه إلى بغداد، و أنا بمكة سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة و أقام اشهرا، و قرأ بها القرءان و سمع الحروف، و كتب عن جماعة من محدثيها حديثا منثورا " (غاية النهاية:2/ 321 - 322ترجمة 3691).
و هكذا كانت خاتمة المطاف بعد هذا التجوال و التجواب أن ألقى أبوعمر عصا الترحال، و مد أطناب الإقامة فى كنف أمير دانية و الجهات الشرقية من الثغر بالأندلس الأمير مجاهد العامرى، إلى أن توفى هذا الأمير سنة 436 هـ، ثم فى رعاية ولده الموفق إقبال الدولة بقية حياته إلى أن لبى أبوعمرو داعى ربه هنالك، فمات عن سن يشارف الثالثة و السبعين عاما رحمه الله تعالى.
و كان رحمه الله لما حضرته الوفاة أوصى ابنه أبا العباس بأن يصلى عليه بعد وفاته عبدالله بن خميس فأنفذ وصيته بذلك فى النصف من شوال سنة اربعمائة و أربعة و أربعين.
ووافق ذلك يوم الإثنين، و كان دفنه عند صلاة العصر فى اليوم الذى توفى فيه.
"و مشى السلطان ابن مجاهد أمام نعشه، و كان الجمع عظيما فى جنازته".
فرحم الله حافظ القراءات و إمام المقرئين بالمغرب و المشرق عثمان بن سعيد الدانى، و بوأه الله منازل الصديقين، و خلد ذكراه فى العالمين بين الأئمة المجتهدين.
يا حافظ الدنيا و من بهر النهى تيسيره و بيانه و الجامع
و بمقنع بذ الفحول و محكم *بده العقول فما لديه منازع
و بديع إسناد كأن رجاله *فيه البدور سمت لهن مطالع
من كل حبر للمقارىء بارع *بر تخيره إمام بارع
يتفجر التنزيل بين ضلوعه * كالنبع يدفق سيبه المتدافع
قد جئت فى علم المقارىء واحدا *فذا فمالك فى النبوغ مضارع
و برزت كالشمس المنيرة بالضحى *زهراء جللها الضياء الساطع
حتى تقاصر عن مداك محاول *و رمى المقادة و استراح الطامع
و كذاك يختص الإله بفضله *من شاء ما دون المواهب وازع
جادت أباعمرو ثراك مراحم * تزهو بها لك فى الجنان مراتع
ما حبر السبع المثانى قارىء * و تصدر السبع المقارىء نافع
(الترجمة بأكملها و كذا القصيدة منقولة من كتاب معجم شيوخ الحافظ أبى عمرو الدانى لفضيلة الدكتور عبدالهادى حميتو حفظه الله)
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:53 ص]ـ
شكر الله أخي الكريم، ولعل اللقاء يكون قريبا إن شاء الله تعالى.
ـ[احمد اليماني]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة الجميلة
ـ[أبوشمس الدين]ــــــــ[24 - 12 - 07, 01:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ماجد الشيحاوي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 12:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[15 - 05 - 09, 01:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سيد بن محمود]ــــــــ[31 - 07 - 10, 12:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأعرجي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 03:03 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم