تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سلسلة طالب العلم (2) أقوال السلف في طلب العلم ... !!!]

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[28 - 08 - 05, 03:28 ص]ـ

[سلسلة طالب العلم (2) أقوال السلف في طلب العلم ... !!!]

حسام الدين بن سليم الكيلاني

[email protected]

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

ثم أمَّا بعد:

فإنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من خلصت نيته في الحق، ولو على نفسه، كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين بما ليس فيه شانه الله.

ها نحن مع اللقاء الثاني، في سلسلة طالب العلم والذي أنقل فيه أقوال بعض السلف الصالح في محاسبتهم أنفسهم في طلب العلم ومراقبتهم نياتهم.

فعليك أخي في الله أن تنظر إلى نيتك ومكانها وهدفها ومحصلها؟؟؟؟

رحم الله سلفنا الصالح إذ كانوا يقولون:

كان الحسن البصري كثيرًا ما يعاتب نفسه ويوبخها فيقول: تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين، وتفعلين فعل الفاسقين المنافقين المرائين، والله ما هذه صفات المخلصين.

كان سفيان الثوري يقول: كل شئ أظهرته من عملي فلا أعده شيئاً؛ لعجز أمثالنا عن الإخلاص إذا رآه الناس.

قال بعض السلف: أعز شيئ في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر.

وكان من دعائهم: اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه، واستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف لك به، واستغفرك مما زعمت أنى أردت به وجهك فخالط قلبي منه ما قد علمت.

وكان الفضيل بن عياض يقول: إذا كان الله يسأل الصادقين عن صدقهم، مثل إسماعيل وعيسى عليهما السلام، فكيف بالكاذبين أمثالنا؟!!

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: من أراد أن يأكل الخبز بالعلم فلتبك عليه البواكي.

وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه فليصمت، وإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه فإنها تحب الظهور والثناء.

وفي ترجمة هشام الدستوائي في كتاب (سير أعلام النبلاء) قال عون بن عمارة: سمعت هشاما الدستوائي يقول: والله ما أستطيع أن أقول أنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل.

وعلق الإمام الذهبي على كلام الدستوائي فقال: والله ولا أنا، فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق.

كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم، وما لنا فيه كبير نية، ثم رزقنا الله النية بعدُ.

وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.

فهذا أيضًا حسن، ثم نشروه بنية صالحة.

وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا، وليثنى عليهم، فلهم ما نووا.

قال صلى الله عليه وسلم: من غزا ينوي عقالاً فله ما نوى. [أخرجه الإمام أحمد (5/ 315) والنسائي (6/ 24) والحاكم في المستدرك (2/ 109)،وصححه الألباني في صحيح الجامع (6401)].

وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم، ولا لهم وقع في النفوس، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل، وإنما العالم من يخشى الله تعالى.

وقوم نالوا العلم، وولوا به المناصب فظلموا، وتركوا التقيد بالعلم، وركبوا الكبائر والفواحش فتبًا لهم، فما هؤلاء بعلماء!!

وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل، وأفتى بالرخص، وروى الشاذ من الأخبار.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير