حول كُتيّب "رفع الألغاز عن طرق حفص بن سليمان البزاز" ومؤلِّفه
ـ[أبو باسل]ــــــــ[12 - 12 - 06, 03:08 ص]ـ
أيُّها الإخوة الكرام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ثُمَّ أمّا بعد؛ فإن النصيحةَ مِن حقِّ المؤمنِ على أخيه، لا سيّما إذا كانت تتعلق بالعلم؛ فإنَّ "هذا العلم دينٌ، فانظروا عَمَّن تأخذون دينكم".
وقديمًا قيل: "لا يُؤْخَذُ العلمُ من أربعةٍ، ويُؤْخَذُ مِمَّن سوى ذلك"، ومِن هؤلاء الأربعة: "لا يُؤْخَذُ العلمُ مِن سَفِيهٍ مُعْلن بالسفه وإنْ كانَ أَرْوى الناسِ، ولا يُؤْخَذُ مِنْ كَذّابٍ يَكْذِبُ فِي أحاديثِ النّاسِ إذا جُرّبَ ذلك عليه".
وإنَّ مِن الدِّينِ بمكانٍ أَنْ لا "يُقَصَّرَ بِالرَّجُلِ الْعَالِي الْقَدْرِ عَنْ دَرَجَتِهِ، وَلَا يُرْفَعَ مُتَّضِعُ الْقَدْرِ فِي الْعِلْمِ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ، وَيُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ فِيهِ حَقَّهُ وَيُنَزَّلُ مَنْزِلَتَهُ"، كما ذكر ذلك الإمام مسلم في مقدمة صحيحه.
وانطلاقًا مِن هذا كُلِّه معشرَ الإخوانِ أفتحُ هذا الموضوعَ؛ وليتبيّنَ ذوو الفضلِ من سَارقِيه، فأقول وبالله التوفيق:
صدر عام 2005م كُتيّب لحمد الله الصفتي، أسماه "رفع الألغاز عن طرق حفص بن سليمان البزاز"، ادَّعى في مقدمته، ص9 أنَّه صاحب قَصبة السَّبْقِ في هذا المضمار (أعني: التأليف في طرق حفص)، فيقول: "ومع ما بذلته في هذا الموضوع من جهد، أرى أنَّه مساهمة متواضعة في خدمة كتاب الله عز وجل، وأرجو أن ينهض الإخوان من أهل العلم لتكميل هذه البداية .... ".
ثم إنّه أخذ يناقض ما سطّرَه في المقدمة بما كتبه في التمهيد، ص11؛ حيث خَصَّ بالذكر كتاب "فتح الرحمن في تيسير طرق حفص بن سليمان"، الذي أعدّه الأخوان الفاضلان: رضا علي درويش، وسامح أحمد محمد، والذي صدرت الطبعة الأولى منه عام 2000م، عن مؤسسة قرطبة بالهرم، بمراجعة فضيلة الشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله.
والعجب أن الصَّفتي لم يذكر كتابًا غير هذا الكتاب ـ وكأنّه بذلك يفتضح نفسَه بنفسِه دون أنْ يدري ـ ثم أخذ يهاجمُ الكتابَ بما فيه وما ليس فيه، معرِّضًا بمؤلِّفَيْه بما لا يليقُ بأهلِ القرآن، مِن أمثال قوله: "هذه غفلةٌ ليس بعدها غفلة، خَلِّ عَنْكِ الوهمَ يا أمّ عمرو ..... ".
والعجب العجاب أن يجتمعَ الناقدُ والناقلُ ـ بله والسارق ـ معًا. وليعذرني القرّاء في كلمتي هذه في شأن رجلٍ هو للأسف ينتسب إلى أهل القرآن، لكنها الحقيقة.
إنَّ الناظر إلى كتاب "فتح الرحمن في تيسير طرق حفص بن سليمان" يجد أنَّ المؤلِّفين قد قاما بعمل جداول لطرق حفص مع تصنيفها، فبلغت 51 جدولاً، وهي لعمري طريقةٌ مبتكرة لم يسبقهما أحدٌ إليها. فجاء الصفتي في كتابه المنتحل "رفع الألغاز عن طرق حفص بن سليمان البزاز"، فاقتبس 46 جدولاً فقط من هذه الجداول!!
ملحوظة: قد أرفقتُ مع كلامي هذا نموذجين فقط من تلك الجداول، وفيه يتضحُ تلاعب الصفتي ببعض الألفاظ لحبك تلك السرقة.
ثم أتى الصفتي في أثناء الكتاب بثلاث منظوماتٍ من تأليفه، يستطيعُ مَن له أدنى معرفةٍ بالعروض اكتشاف أخطائه العروضية الجمّة، وسأذكرها إن شاء الله لاحقًا.
أَمّا أخطاؤه العلمية فحدِّث ولا حرج، وقد تكفّل بها جمعٌ من الإخوان، ويمكن مطالعتها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80515&page=3&highlight=%D4%E3%D1%E6%CE
وغَيرَتُهُمْ على بَناتِ الأفكارِكغيرَتِهِمْ على البَناتِ الأبكارِ.
ـ[أبو باسل]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:00 م]ـ
أيها الإخوة الكرام، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وصلني هذا الرد من أخي الفاضل الأستاذ أحمد عبد الباسط، يردُّ فيه ويعرّفنا بـ "مَن يكون الصفتي"، المؤلِّف المنتحل لكتاب "رفع الألغاز عن طرق حفص بن سليمان البزاز"، وكان الصفتي قد عرّض بأخينا الفاضل في ردّه الأخير بموضوع "تحذير الشيوخ"، والذي أخذ يتهمني فيه أيضًا، بل ويتهم فيه أهل السلف كلّهم.
قال الأستاذ: "بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ كلامي بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي رواه الشيخان وغيرهما، وهو: "مَن عملَ عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ".
¥