تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان الشيخ قد حاول أن يلقي دروسه أثناء غاية وأحياناً كان يتوارى داخل قبة المسجد حيث لها باب منفصل وذات يوم جاء قاسم العزي إلى المسجد فجأة وهم يدرسون كتب السنة وكأن هذا جريمة في نظرهم فسأل الشيخ ماذا تدرسون فأجابه الشيخ بصراحة وتحدي كتاب نيل الأوطار للإمام الشوكاني وإذا به يهاجمه بكلام ملؤه الغيظ والحنق وقد احمر وجهه قائلاً: اتقوا الله هل قد نسيتم دخول القبائل إلى صنعاء هاتكين الحرمات ناهبين المتاع والبيوت بسبب كتب أهل السنة المعادية لأهل البيت أتركوا كتب الناصبة، وكتب إلى وزير المعارف محرضاً له على قطع راتب فضيلة الشيخ الذي يستلمه مقابل تدريسه في المدرسة العملية التابعة لوزارة المعارف.

ثم ذهب الشيخ لمقابلة ابن وزير المعارف وكان ذكياً لبيباً مقدراً للأمور وبعد أن أخبره الشيخ بالموضوع كتب له ورقة إلى والده فجاء الجواب (درسوا ما أردتم فنحن لا نصدق أحداً).

ولكن قاسم العزي بعد أن علم برد الوزير توعد بأنه سيكتب إلى الإمام أحمد بن يحيى بن حميد الدين إلى تعز وذهب الشيخ إلى شيخه العلامة السيد محمد زبارة فكتب له رسالة إلى الإمام مفادها (أن القاضي محمد بن إسماعيل العمراني رجل عالم فقيه غير متعصب ولا ميال إلى أي مذهب من المذاهب وهو يتصف بالإنصاف إلا أنه يخشى من الوشاة أن يغرروا عليكم يا مولانا بأنه يريد تخريب المذهب وأنه يناصب أهل البيت العداء، بل هو ينهى عن ذلك فلا تصدقوا قاسم العزي ولا غيره) فكتب الإمام جواباً مفاده (حماكم الله لا يتصور أحد أن نمنع كتب السنة أن تدرس في المساجد من إنسان عادي فضلاً عن عالم من العلماء وإذا قيل لكم أن الإمام يمنع هذا فلا تصدقوه ولكن أنصحكم إرغاماً للشيطان وإرضاء للرحمن أن تجمعوا بين الشيئين فتدرسوا شفاء الأوام للأمير الحسين والبخاري ومسلم وغيرها حتى تقطعوا عنكم تقولات الآخرين) انتهى رد الإمام بن يحيى حميد الدين.

10) حايته الدعوية والتعليمية:

حاول فضيلة القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله نشر العمل وتوعية المجتمع بكل الوسائل التي أتيحت له واهتم اهتماماً كبيراً بالجانب الفقهي ومتطلباته ويمكن أن نجمل إسهاماته التعليمية في حقل الدعوة بالنقاط التالية:

1) التدريس في المؤسسات العلمية التالية:

أ) المدرسة العلمية التي أنشأها الإمام يحيى بن حميد الدين 1344هـ.

ب) المعهد العالي للقضاء.

ج) جامعة صنعاء.

د) جامعة الإيمان.

2) فتح الحلقات العلمية ومنها:

أ) حلقة مسجد الفليحي واستمر يدرس في هذا المسجد مدة طويلة.

ب) حلقة مسجد الزبيري ولا تزال هذه الحلقة العلمية قائمة حتى كتابة هذه الترجمة.

وقد درس فضيلة القاضي في هذه الحلقات أمهات كتب الحديث النبوي الشريف وكتب الفقه الإسلامي ففي الحديث كتابي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وموطأ مالك وغيرها من كتب الحديث وفي الفقه كتب الإمام الشوكاني نيل الأوطار والسيل والجراز ووبل الغمام والدراري المضيئة وكتاب سبل السلام لمحمد بن إسماعيل الأمير عدة مرات وفقه السنة لسيد سابق عدة مرات وغيرها من كتب الفقه وهو يحب كثيراً تدريس كتب الحديث النبوي الشريف وكتب الفقه لعلماء اليمن المستقلين عن التقليد والمتحررين عن التمذهب كمؤلفات شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير والعلامة صالح المقبلي والعلامة حسن بن أحمد الجلال رحمهم الله جميعاً.

كما أنه قد درّس الكثير من كتب اللغة العربية نحو وصرفاً وبلاغة وكتب أصول الفقه ومصطلح الحديث. كما قام بتدريس كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد لطلاب جامعة الإيمان وهو من كتب الفقه المقارن.

3) الإفتاء:

تصدر فضيلة القاضي العلامة (محمد بن إسماعيل العمراني) حفظه الله للإفتاء في سن مبكرة في فتاوى إذاعة صنعاء منذ نشأتها بعد قيام الثورة اليمنية 1962م ولا يزال حتى يومنا هذا وقد تميزت فتاواه على فتاواه غير من المفتين بالاستقلالية عن التقيد بمذهب معين لأنه يفتي في المسألة مبيناً أقوال أهل العلم فيه موضحاً ترجيحه من بين الأقوال دون تعصب لأي مذهب وهذا المنهج في الفتوى جعل فتواه محل رضا وقبول من الجميع.

4) الكتابة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير