ولدت سنة 1940 في قرية تسمى (كلس) قرب لاهور، وتربيت هناك وحفظت القرآن الكريم في تلك القرية، واتممت الدراسة الابتدائية بها، ثم انتقلت الى لاهور لأدرس عند بعض الشيوخ لدراسة العلوم الشرعية والكتاب والسنة وكان ذلك مسجد يسمى مسجد (القدس) هناك في هذا المسجد توجد جامعة أهل الحديث، درست فيها لمدة ثماني سنوات والشيخ الذي درست عليه هو الشيخ ابو احمد عبدالله الروبري واخوه محمد حسين ومشايخ آخرون، درست العربية والفارسية حتى انتهيت في ثماني سنوات من جميع العلوم، ثم التحقت بسعي محمد سيخي عبدالله الروبري بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وكان على علاقة بالشيخ محمد بن ابراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمهما الله تعالى - وكان ذلك سنة 1963، ثم تخرجت فيها سنة 1968، في هذه الفترة درست على بعض المشايخ والعلماء في الحرمين الشريفين منهم الشيخ عبدالحق الهاشمي ودرست عليه كتب الحديث، وكذلك في المدينة المنورة درست على الشيخ حماد الانصاري والشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ ابن باز والشيخ محمد بن ابراهيم.
بعدما تخرجت في الجامعة كنت اعمل في خدمة الحجاج لسنوات، وعندما رجعت الى باكستان اشتغلت في التدريس سنة 1969، واهتممت بكتب الحديث خصوصا بالاصول الستة، وبالتفسير، واصول التفسير والفقه المقارن درسته نحو ثلاثين سنة، وكنت ادرس كتب «بداية المجتهد والفرائض» ودرست صحيح البخاري أربعين سنة، والآن اشتغل بجانب تدريس صحيح البخاري يوميا، بالتأليف والتصنيف.
كتب ومؤلفات:
واستطرد الشيخ المدني في الحديث حتى وصل الى مؤلفاته الكثيرة ومنها:
1ـ جائزة الاحوذي في التعليقات على سنن الترمذي. وهو كتاب باللغة العربية، وقد قامت بطباعته ونشره جمعية إحياء التراث الإسلامي في دولة الكويت.
2ـ الوصائل في شرح الشمائل للإمام الترمذي وهذا الكتاب سيطبع في باكستان وهو باللغة العربية ايضا.
3ـ تعليقات على صحيح البخاري، وقد وصلت الى نهاية كتاب الحج.
4ـ خدمة الفتاوى. وهو عبارة عن مجموع الفتاوى التي تنشر في الجرائد والمجلات في باكستان مثل جريدة «الاعتصام» الاسبوعية، و «المحدّث» الشهرية، الصادرتين في لاهور، وهذه الفتاوى تنشر منذ ثلاثين سنة، وقد طبع من هذه الفتاوى الجزء الأول في «العقيدة» وهو مجلد في 900 صفحة.
الجزء الثاني تحت الطبع وهو في كتابي الطهارة، والصلاة، وهناك جزءان آخران، ليكتمل مصنف الفتاوى في أربعة أجزاء وهو باللغة الأردية.
تلاميذه:
سألت الشيخ عن تلاميذه فقال: التلاميذ الذين تخرجوا على يدي هم بالمئات ويصعب حصرهم لأنهم ينتشرون في جميع دول العالم إسلامية وغير إسلامية، وأغلب السلفيين الذين يلتحقون بالجامعة الإسلامية هم من تلاميذي.
لي تلاميذ في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول اوروبا، وهناك مجمع في اميركا اسمه مجمع «فقهاء الشريعة» مركزه في واشنطن وانا عضو فيه، ورئيسه الأخ حسين حسان حامد، والأمين العام الدكتور صلاح الصاوي، وهذا المجمع يضم علماء من جميع بلدان العالم الإسلامي وجميعهم من المتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية وتعقد اجتماعات هذا المجمع كل سنة في بلد مختلف وكان آخر اجتماع لنا منذ اشهر في القاهرة وافتتح الاجتماع فضيلة شيخ الازهر الشريف الذي يدرس فيه كثير من تلاميذي لنيل درجة الدكتوراه، وفي جمعية إحياء التراث الإسلامي يوجد من تلاميذي الشيخ محمد اسحاق وهو عالم كبير، وفي اميركا المئات من تلاميذي ومن اشهرهم الشيخ وليد بسيوني، ووليد ادريس وكثيرون.
وتابع الشيخ: جميع تلاميذي تخصصوا في علم الحديث والفقه.
• سألته: لماذا اخذت علم الحديث تحديدا من بين علوم الشريعة لتتخصص فيه؟
- فأجاب: لأن الأصل هو الحديث.
فقلت له: أليس الأصل هو القرآن؟
فقال: الكتاب والسنة كلاهما شيء واحد، لا يفترقان، ولفظ الحديث يطلق على القرآن ويطلق على الحديث.
ثم قال: طلاب العلم الشرعي يدرسون جميع العلوم الشرعية ثم يختارون بعض العلوم يتخصصون فيها لطبيعتهم الخاصة.
• أيكون هناك ميل قلبي لعلم دون غيره؟
- هذا يخضع لطبيعة الإنسان وأنا بطبيعتي كنت أميل الى الفقه والحديث، وهذه في النهاية ارادة الله تعالى.
منكرو الحديث
• ما رأي فضيلتكم في جماعة «القرآنيون» الذين يعطلون الحديث النبوي ولا يعترفون إلا بالقرآن الكريم فقط؟
¥