تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و كان شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني يحبه حبّاً مفرطاً و يثني عليه، و قد كتب في جواب عن سؤال ورد عليه في حق السيد نذير حسين المترجم له: إن الذي أعلمه و أعتقده و أتحققه في مولانا السيد الإمام و الفرد الهمام نذير حسين الدهلوي أنه فرد زمانه و مسند وقته و أوانه، و من أجل علماء العصر، بل و لا ثاني له في إقليم الهند في علمه و حلمه و تقواه، ة أنه من الهادين و المراشدين إلى العمل بالكتاب و السنة و المعلمين لهما، بل أجل علماء هذا العصر المحققين في أرض الهند أكثرهم من تلاميذه، و عقيدته موافقة لعقيدة السلف الموافقة للكتاب و السنة ع:

و في رؤية الشمس ما يغنيك عن زحل

فدع عنك قول الحاسد العذول، و الأشر المخذول، فإن وبال حسده راجع إليه و آئل عليه ((أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)) فمن نال من هذا الإمام الهادي إلى سنة خير الأنام فقد باء بالخسران المبين، و ما أحسن ما قال القائل:

ألا قل لمن كان لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في ملكه لأنك لم ترض لي ما وهب

اللهم زد هذا الإمام شرفاً و مجداً، و اخذل شائنته و معاديه، و لا تبق منهم أحداً، هذا ما أعلمه و أتحققه في مولانا السيد نذير حسين أبقاه الله، و الله يتولى السرائر، - انتهى ما كتب شيخنا حسين بن محسن المذكور-.

و لم يكن للسيد نذير كثرة اشتغال بتأليف، و لو أراد ذلك لكان له في الحديث ما لا يقدر عليه غيره، و له رسائل عديدة، أشهرها: معيار الحق، و واقعة الفتوى و دافعة البلوى، و ثبوت الحق الحقيق، و رسالة في تحلى النساء بالذهب، و المسائل الأربعة، كلها باللغة الأردوية، و فلاح الولي باتباع النبي، و مجموعة الفتاوى بالفارسي، و رسالة في إبطال عمل المولد بالعربي، و أما الفتاوى المتفرقة التي شاعت في البلاد فلا تكاد أن تحصر، و ظني أنها لو جمعت لبلغت إلى مجلدات ضخام.

و أما تلاميذه فعلى طبقات، فمنهم العالمون الناقدون المعروفون، فلعلهم يبلغون إلى ألف نفس، و منهم المقاربون بالطبقة الأولى في بعض الأوصاف، و منهم من يلي الطبقة الثانية، و أهل هاتين الطبقتين يبلغون إلى الآلاف،

و أما أشهرهم في الهند فمنهم ابنه السيد الشريف حسين المتوفى في حياته، و الشيخ عبد الله الغزنوي العارف المشهور و بنوه الأتقياء محمد و عبد الجبار و عبد الواحد و عبد الله، و منهم الشيخ محمد بشير العمري السهسواني، و السيد أمير حسن و ابنه أمير أحمد الحسيني السهسواني، و الشيخ عبد المنان الوزيرآبادي، و الشيخ محمد حسين البطالوي صاحب إشاعة السنة، و العلامة عبد الله بن عبد الرحيم الغازيفوري، و السيد مصطفى بن يوسف الشريف الحسني الطوكي، و السيد أمير علي بن معظم علي الحسيني المليح آبادي، و القاضي طلا محمد بن القاضي محمد حسن البشاوري، و الشيخ غلام رسول القلعوي، و المحدث شمس الحق ابن أمير علي الديانوي صاحب العون المعبود، و الشيخ عبد الله بن إدريس الحسني السنوسي المغربي، و الشيخ ناصر بن المبارك النجدي و الشيخ سعد بن حمد ابن عتيق النجدي و خلق لا يحصون.

و قد مدحه العلماء يقصائد غراء، و ترجم له الشيخ شمس الحق المذكور في مقدمة غاية المقصود ترجمة حافلة، و أفرد لترجمته المولوي فضل حسين المهدانوي المظفربوري كتابه "الحياة بعد الممات"، وهو كتاب حافل لأخباره في اللغة الأردوية.

و إني قد صحبته أياماً ببلدة دهلي، و أجاز لي إجازة عامة تامة، و كتب لي الإجازة بيده الكريمة سنة 1312هـ

و كانت وفاته يوم الاثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة 1320هـ ببلدة دهلي، رحمه الله و نفعنا ببركاته. آمين.

- انتهى ما كتبه مؤرخ الهند الأعظم- و العبارات بين القوسين بالمداد الأحمر ليس للمورخ بل هي لي

و جميع من لاحظ و تأمل في مفردات المؤرخ ليستيقن حسن اختياره و إنصافه.

و أنكر تتلمذه على الشاه إسحق الدهلوي الحنفية المتعصبة، و ردّ عليهم "سيد الطائفة" السيد سليمان الندوي في كتابه "حياتِ شبلي" بالأردوية بما يلي:

إن تتلمذ السيد نذير على الشاه إسحق مختلف فيه بين السادة الحنفية و أهل الحديث، فإن الحنفية يقولون: إن الشاه المحترم أجازه تبرّكاً فقطْ في حين يعدّه أهل الحديث من تلاميذه الحقيقيين، و لقد وجدت مخطوطا بقلم النواب حسن صديق خان عن حياة الشيخ نذير حسين الدهلوي، صرّح فيه أنه شارك في دروس الشاه الحديثية ... ثم ساق النص، فمن شاء أن يرى النص بكامله بالفارسية فليراجعه. (انظر ص: 46 - 45 من "حياةِ شبلي" (ط) دار المصنفين، الهند

على كل، ما كان هذه الشخصية الفذة إلا حسنة من حسنات دهره، و أنشد في حقه:

و إذا سمعت مذمته من ناقص فذاك الشهادة له بأنه كامل

و لولا خوف الإطالة لكتبتُ و كتبتُ، فإن مناقبه أكثر من أن تحصى،

و أرجو من الإخوة أن لا يحرموني في الإجازة من هذا "الحي" الذي يروي عن الشيخ المذكور.

و أرجو كذلك من الإخوة أن يفيدوني بعنوان هذا الحي لعلي أطلع الإخوة الآخرين.

و أخيراً أرجوا من الإخوة أن لا ينساني في صالح دعواتهم.

حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثواكم و سدد على طريق الحق خطاياي و خطاياكم

أخوكم في الله

أويس بن إقبال نمازي

و كذا يمكن الاتصال بي على العنوان البريدي: [email protected]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير