تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 02:19 ص]ـ

أخي يحيى بارك الله بك الوجادة ضعيفة لا أسباب منها أن كثيرا من الوراقين نسخو الكتب وكتبوا عليها بخط فلان من الأئمة ليروج سوقها ومنها أن الراوي بها لم ير الذي روى عنه غالبا فقد اعتمد على شهادة الشهود بأن الخط لفلان غالبا وقد يروي أحد بالوجادة عمن لقيه ولم يحصل منه على إجازة ولكن هذا قليل ومن مضعفات الوجادة رواية الراوي عمن لم يعاصره أما السماع فلا يمكن أن تعتريه هذه الأمور وثمة أمر هام جدا وقد ألمح إليه أخي الفاضل البيلي وهي أن الرواية بالوجادة لا تكون بالنظر إلى كتب الحديث المتدوالة إنما في أصولها فيروي المحققون للكتب مثلا الكتاب الذين قاموا بتحقيقه عن نسخة نقلت من نسخة نقلت من ... الخ نقلت من خط المؤلف وأنت تروي ما قام المحقق بتحقيقه عنه وجادة عن عن الخ السند فقد يكون بينك وبين النووي راو واحد وهو المحقق إذا حقق الأصل على خط النووي وقد أنزلوا في هذا الملتقى المبارك شرح النووي لمسلم بخطه فيما أذكر فترويه عنه بالوجادة وبينك وبنه عدة قرون ألا ترى أن في هذه الرواية ضعف لا سيما وقد بعدت القرون ومن يستطيع أن يقسم لك أن هذا الخط هو خط النووي ثم إن صحيح البخاري مثلا لك أن ترويه بالوجادة عن علماء الأزهر الذين أمرهم السلطان عبد الحميد رحمه الله ولك أن ترفع الأسانيد وجادة إلى البخاري لكن هؤلاء الرجال جميعا لم يعتمدوا على ما وجدوه فقط بل لكل منهم مرويات واتصالات وسماعات صحيحة أو لأغلبهم ثم لو اعتبرنا الوجادة أعلى من السماع وأخذنا بها يندرس العلم لأنه يؤخذ من أفواه الرجال فستجد بعد قرن على أبعد تقدير أناسا جهلة يحرفون الكلم عن مواضعه لجهلهم فإذا لم تقرأ على شيخ يضبط لك لفظك فستضيع الألفاظ النبوية وأضرب على ذلم مثلا حفظ على الفقير متن الأربعين النووية عشرات الناس بعضهم من الفضلاء من أئمة المساجد أو ممن يعتلون المنابر فإذا ما وصل إلى قول النووي رويناه في كتاب الحجة يقول رويناه بفح الراء والصواب أنه بضمها وتشديد الواو المكسورة (رُوِّيناه) وأنا من الناس قرأته على بعض شيوخي مضموما أول الأمر بل وجدت بعض المحققين ضبطه بضم الراء ومع ذلك تجد القاريء يفتحها فلو اعتمدت على الوجادة فحسب لوجدت من يحقق الكتاب ويضبطها بالشكل الخاطيء ولو كان الحجة للنووي لصحت قراءة الفتح لكمها ليست له والله أعلم بالصواب.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير