تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأقول: من المعروف بل من المتواتر أن العلامة القرعاوي- مع معرفتي للكثير من خواصه وطلابه - لا رواية له إلا عن شيخه أحمد الله القرشي بالكتب الستة فقط - وهذه عادة أحمدالله القرشي كما قال مشايخنا من طلابه الخاصين: فإنه قد يجيز بالكتب الستة فقط، من طريق شيخين من شيوخه وهما نذير حسين و حسين بن محسن السبيعي الأنصاري وبهذا دون إجازته فقط - وهي عند تلامذة القرعاوي وقد تأملتها طويلاً،وكذلك فعل شيوخنا من قبل فترجح قصرها على ما ذكرت ولذلك اقتصرت على ما ترجح -، وفي القليل النادر يجيز عن كافة من أجازه – وعندي على ذلك نقولات عن طلابه ستنشر في موضعها قريباً بإذن الله جل وعلا.

وكذلك العلامةُ القرعاوي لم يُجِزْ أحداً من طلابه إلا بالكتب الستة – التي نص عليها شبخه أحمدالله كما هي عند تلامذته -. وعلى هذا فيحرم شرعاً أن يُسْند من طريقه غيرها.فلا عتب عليَّ في ذلك، لأنني فيها على الجادة.

بل قد نبهت على هذا، ونقلت كلام شيخنا المحدث النجمي المتعلق بروايته عن الإمام القرعاوي، في خاتمة ثبتي المختصر " الإجاز للمجاز بالسند العالي الممتاز" الذي صنعه ورتبه أخونا صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله بن منديل الفقيه، وهو متداول منذ عام ثمانية عشر، بين المشايخ في بكستان والهند والمغرب والحجاز،واليمن، وحلب،وغيرهم ممن تدبجت معهم.

وبهذه المناسبة أوجه نصيحة للمعتنين بالرواية والإسناد:أنه يجب عليهم أن يتقوا الله عز وجل،وأن يبتعدوا عن التلقين لبعض المشايخ، أو الإدعاء عليهم بمالم يقولوا، فمن ذلك أنني قد أخبرت أن بعضاً من طلبة العلم يسند عن الشيخين العلامتين،الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل،والشيخ إبراهيم الراشد الحديثي النجديين ثم الأبهيين - رحمهما الله -،وهذان الشيخان هما من مشايخي في السماع ومع ذلك فقد انقطعا عن التدريس وبخاصة الأول منهما منذ عام ألف وأربعمائة وست للهجرة، فهما من بلدي - وأنا أعرف بهما من غيري كما لايخفى على أهل الحديث - وقد طلبت منهما الإجازة بعموم الرواية،فأخبراني أنهما لايعرفان هذا الشيء وإنما سمعا وقرءا على علماء نجد، أما الإجازة المعروفة بالإذن فليس لديهما من ذلك شيء، ومع ذلك فقد تسارع البعض بالتلقين والإدعاء والله المستعان.

ومثلهما الشيخ نادر البرماوي المكي - وقد جالسته وأنا به خبير - قد رأيت بعض الفضلاء يدعي الرواية عنه عن فضل الرحمن المرادآبادي ونذيرحسين الدهلوي، ولا صحة لهذا، وقد كتبت في ذلك نقداً وسيظهر بإذن الله - عزوجل- قريباً، كما أخبرت أن العلامة وصي الله عباس الأثري له كلام في هذا أيضاً. فلعله يتحف أهل الرواية بما عنده.

وكذا المعمر محمد ملحم العسالي جالسته مرتين – وقرأت عليه الأدب المفرد كاملاً- وقد أخبرني أنه يروي عن القصاب وهاشم الخطيب، ولارواية له عن غيرهما إلا بالإجازة العامة،فما زعمه أحد الناس أنه يروي عن أبي النصر بن عبدالقادر الخطيب - وأنها حصلت له وهوصغير وكان بصحبة شيخه القصاب،- وغيره فهذا من جراء التلقين والله المستعان.

أقول هذا من باب تحسين الظن، وإلا فالشيخ قبل وفاته بقليل، لم يزل متماسك العقل، ولا أظنه يقبل التلقين.

وقد سألت أخانا المتقن - بل لا أعلم اتقن منه في هذا الفن - الشيخ عمر بن موفق النشوقاتي بخصوص العسالي، فقال:" لايصح هذا،وإنما أخذ عن عبدالقادر القصاب " أهـ

وكذا الشيخ المعمر فوق المائة والثلاثين عاماً محمد حياة بن قيصر السندي الحنفي ثم الأثري،هذا الشيخ قد تلقى عن بعض علماء الأحناف في بداية طلبه، ولكنه عند عودته لمنهج أهل الحديث إذا سئل عن مشايخه،فيقول أدركت من حياة نذير حسين الدهلوي نحو السبعة أو التسعة - الشك مني – والعشرين عاماً من حياته،ولم ألتق به، فأنا أروي عنه بالإجازة العامة،فهو قدأجاز لأهل الهند،وللمسلمين عامة.بل إن هذا الشيخ لايعتد بسنين حياته إلا التي قضها في السنة.

ومع ذلك ترى من يسند عنه والله المستعان. إلى غيرذلك من الأمثلة، وستظهر قريباً بإذن الله عزوجل. . قال ابن حبان عن أحد الرواة كما في المجروحين 2/ 495:" كان شيخاً كبيراً، فلما كبر اجتمع عليه من لادين له فوضعوا له .... فجعل يحدث بها وهو لايدري " أهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير