ـ[أحمد الفقيه الزهراني]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فكل يقدر على الكذب والسباب والاستخفاف بخلق الله، والتنقص من شخص يرى أنه سبقه بفضل دنيوي، أوديني،وبخاصة إذا كان تحت جنح الظلام، ولا تراه أعين الخلق ولكن الله – جل وعلا - يراه، عندها فقط يشمر المغبون عن ساعديه، ويجلب بخيله ورجله على ذلك، ولكن هذه الخطوات لا تزيد المتزن – الذي يخاف يوما تظهر فيه الحقائق - إلا وقاراً، بل تحثه على الحرص على ما ينفعه في الدنيا والأخرى، لعلمه أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، وليقينه أن أكثر الناس كميازيب خاوية، فلا تجمع الكلام إلا حقداً، ولا تنشره إلا حسداً، فما عاقبة المحسود إلا استقامة السير – بفضل الله – وعلو السمعة، وكل هذا لصدق التأهب وإدارة الظهر لكل حاسد إذا حسد، فكل هذه الأدواء لا تعد إلا أن تكون فاضحة لحال المستجيب لوساوسه الشيطانية، وأقلامه الآثمة، ورغباته السبعية
فيتمندل به الغير، وينتعله شيطانه، حتى تخبط في توزيع ولائه وبرائه، فصار أضحوكة – شعر أم لم يشعر - للقارئين ولولا الاسم المستعار لفُضِحَ بشخصه وعينه، قال الإمام ابن معين:ليكن حظ المؤمن منك، ألا تضره إن لم تنفعه، وألا تذمه إن لم تمدحه " وقال بعض الحكماء:" اثنان ظالمان: رجل أهديتَ له النصيحة فاتخذها ذنباً .... "
ومن المعروف أن العلم رحم بين أهله، لا قطيعة وتخاصماً ولا حول ولا قوة إلا بالله، فطلبة العلم الصادقون طريقتهم مستقيمة وأهدافهم ظاهرة محدودة في رضا الله جل وعلا، فيجب على الإخوان – وفقنا الله وإياهم لكل خير – التريث والتأمل في كل ما يكتبون ويقولون 0
وأما كلام أهل الحق – كما هو ظاهر من كلامهم – كأخينا صاحب الفضيلة الدكتور الغوثاني – حفظه الله ورعاه – في أخذ العلامة عبد الرحمن الكتاني عن العطار الهندي فالشيخ يقول أنه قد أجازه مكاتبة لوالده وهو في حالة سفر بعد ولادته،- مع أن شيخنا لم يصحب والده بل مكث في فاس-، وقد كتبت جميع أسماء مشايخ الشيخ ثم علق عليها الشيخ وأجاز بها -والشيخ فيه ورع عجيب في هذا الباب فكنت أطلب منه بعض المسلسلات بشرط أن يكون قرأها فيقول نتريث ولو لسنوات حتى أجد الحجة فروايته عن العطار أولى بالتريث-، وهم نحو الأربعة والستين شيخاً أو أكثر، وستظهر الصورة مع الثبت، ولا أقول هذا تعصباً في إثبات، مالم يثبت،ولو ظهر لفضيلتكم نفي ذلك، فالرجوع عندي أهون من شرب كأس الماء، وليس في ذلك حرج – والله على ما أقول شهيد –
وأشكر لفضيلة الشيخ حثه على التثبت وأنه لابد من الدليل في صحة الأخذ، وهذا يتوافق معي في أن من ادعى الأخذ والإجازة عن شخص فلا بد من الدليل "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"
وفي المقابل تجد أحدهم ينقل لنا أن الشيخ فلاناً قد أجازه وأذن له،فإذا طالبناه بالحجة وصحة هذا النقل قال:بالتليفون!!؟ وأما شيخ الإسلام فيقول: من أراد أن ينقل مقالة عن طائفة فليسم القائل والناقل وإلا فكل أحد يقدر على الكذب ". المنهاج 2/ 518
وأنا أقول: هذا فتح باب شر للمدعين وهم كثر في هذه الأيام،بل إن أحدهم، قد كذب على كثير من المشايخ في زعمه الأخذ عنهم، وقد كذبوه بحضرة عدد من المشايخ، وكُتِبَ في ذلك ووقع عليه، ولولا أنا مأمورون بالستر لأظهرت صور ذلك والله المستعان.
ولعل كلامي هذا قد أغضب بعض الشباب من أهل الانترنت لأن غالب روايتهم هاتفية،هوائية لا تساوي فلساً، فاستشاطوا غضباً، وزعموا تشددي في ذلك،ولو كانوا أهل علم ودراية لعلموا أن كلامي هو الحق لأنه موافق لكلام السلف.
والأخ الآخر هو فضيلة الشيخ أبي أويس المغربي – حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مأوانا وأياه – فهو مستفسر عن كلامي بكل أخوة إسلامية،فجزاه الله خيراً –
فأقول:أول مجالستي للشيخ الكتاني منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ولم تكن على محبة وما من عام – إي في زيارته – إلا والذي بعده يكشف خلق الشيخ وحسن تعامله وقوة علمه، ولم ألحظ عليه أي بدعة، اللهم إلا في يوم من الأيام بعد أن قرأنا الموطأ للمرة الثالثة،قال عندي كتاب لم نقرأه فهو أولى من التكرار!!، فلماذا ما نقرأه!؟
¥