تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نصيحة الحافظ الذهبي لأهل الشغف بجمع الأسانيد.]

ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 08:36 م]ـ

قال أبو أسامة حماد بن أسامة: سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عُدَّة الموت، لكنه علة يتشاغل بها الرجل.

قال الذهبي: صدق والله، إن طلب الحديث شيء غير الحديث، فطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث، وكثير منها مَرَاقٍ الى العلم، وأكثرها أمور يُشغف بها المحدث: من تحصيل النسخ المليحة، وتطلّب العالي، وتكثير الشيوخ، والفرح بالألقاب والثناء! وتمني العمر الطويل ليروي، وحب التفرد، الى أمور عديدة لازمة للأغراض النفسانية لا الأعمال الربانية.

فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفا بهذه الآفات، فمتى خلاصك منها الى الإخلاص؟!

وإذا كان علم الآثار مدخولا، فما ظنك بعلم المنطق والجدل وحكمة الأوائل، التي تسلب الإيمان، وتورث الشكوك والحيرة، التي لم تكن والله من علم الصحابة ولا التابعين، ولا من علم الأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وابن أبي ذئب وشعبة، ولا والله عرفها ابن المبارك، ولا أبو يوسف القائل: من طلب الدين بالكلام تزندق. ولا وكيع ولا ابن مهدي ولا ابن وهب ولا الشافعي ولا عفان ولا أبو عبيد ولا ابن المديني وأحمد وأبو ثور والمزني والبخاري والأثرم ومسلم والنسائي وابن خزيمة وابن سريج وابن المنذر وأمثالهم.

بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو وشبه ذلك،

نعم، وقال سفيان أيضا - فيما سمعه منه الفريابي-: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه.

ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:46 م]ـ

قال الحافظ الذهبي رحمه الله في أوائل التذكرة:

فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذا إلا:

بإدمان الطلب،

والفحص عن هذا الشأن،

وكثرة المذاكرة،

والسهر والتيقظ والفهم،

مع التقوى والدين المتين والإنصاف،

والتردد إلى مجالس العلماء،

والتحري والإتقان،

وإلا تفعل:

فدع عنك الكتابة لست منها * ولو سودت وجهك بالمداد

قال الله تعالى عز وجل: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)

فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا، وإلا فلا تتعن،

وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب،

وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك،

فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله،

فقد نصحتك،

فعلم الحديث صلف،

فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت ألا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب!

ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 06 - 07, 11:53 ص]ـ

أحسنت وجزاك الله خيراً.

ولا يخفى على من يعرف الحافظ الذهبي أنه من أساطين الرواية ومن أسعد الناس فيها حظاً منذ ولادته إذ استجاز له في عام مولده من خلق من كبار العلماء والمسندين بعضهم من شيوخ النووي ونحوه: أخوه من الرضاع العالم المحدث الفقيه علي بن إبراهيم العطار تلميذ الإمام النووي.

ثم ابتدأ الذهبي طلب الحديث بنفسه في نحو سنة 692 وهو في حدود العشرين من عمره، وكان اشتغاله قبلُ بالقراءات، ثم ارتحل بعد يسير إلى الديار المصرية وسمع وأخذ بها وفي طريقه إليها ببلدان عديدة من جماعات.

وحج فاتفق له بالحرمين وطريقهما من ذلك ما اتفق.

وقد بلغ شيوخه في النسخة التامة من "معجمه الكبير" قريب ألف وثلاثمائة شيخ من الرجال والنساء، من العلماء والمشاركين في الطلب والعوام الذين لهم رواية، على اختلاف مذاهبهم، وطبقاتهم وفيهم من هو مثله في السن والطبقة وفيهم من هو دونه بدرجة فأكثر بحيث إنه كتب عمن هم في سن أبنائه أو قريباً من ذلك ومن هذا الجنس الحافظ الجهبذ محمد بن أحمد بن عبدالهادي.

ولفرط كثرة المجيزين له في الاستدعاءات من الآفاق قال في صدر "معجمه": وربما أجاز لي الرجل ولم أشعر به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير