تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وبعد) فإن العالم الجليل، والفاضل النبيل الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن حمد المشهور بالصنيع، من علماء مكة المكرمة، والمشتغلين فيها بالحديث الشريف وعلومه، كتب إليَّ كتاباً مؤرخاً في السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة ست وستين وثلاثمائة وألف، يطلب من هذا العاجز إجازة عامة بجميع مروياتي ومقروآتي، ومسموعاتي ومجازاتي في جميع العلوم، وما لي من المؤلفات والحواشي والتقارير، والتعليقات، إجازة عامة شاملة تامة مطلقة. مع أني لست من هؤلاء الفرسان، ولا ممن جالوا في ذلك الميدان، لكني لم أجد بُداً من تلبيته لطلبه، وإجابته لرغبته، لما علمته من كمال أهليته وجزيل فضله، وغزير علمه، لما طبعت الجزء الأول من معالم السنن وهو شرح الإمام الخطابي على سنن الإمام أبي داود، وقد قلت فلي المقدمة التي وصفتها: إن لهذه المقدمة النفسية (مقدمة أبي داود) شرحاً للإمام الحافظ أبي طاهر السلفي، لكني لم أعثر عليه ولا أعلم منه نسخة في مكتبة من المكاتب، فاطلع على ذلك الشيخ سليمان الموما إليه، فكتب لي كتاباً مؤرخاً في 3ذي الحجة سنة 1351جاء فيه: إن شرح هذه المقدمة يوجد في مدرسة ديوبند (السند)، وكتب إلى شيخه العلامة الكبير المحدث الفقيه الشيخ عبيد الله بن الإسلام السندي ثم الدهلوي الديوبندي فتفضل باستنساخها وإرسالها للشيخ سليمان، وهو تفضَّل بإرسالها إلينا مع تعليقات عليها دلت على فضله وعلمه، وقد نشرت المقدمة مع ما عليها من التعليقات في آخر "معالم السنن" وذلك في سنة 1353.

فأقول وبالله التوفيق: إني قد أجزت الشيخ سليمان بن عبد الرحمن المذكور بجميع مقروآتي ومروياتي ومسموعاتي، ومؤلفاتي التي زادت بين كبير وصغير على عشرين مؤلفاً إجازة عامة شاملة تامة وخصوصاً بكتابي (الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية) المطبوع سنة 1351هـ، التي اختصرت فيه ثلاث أثبات لثلاثة من أعلام الشهباء ومحدثيها في القرن الثاني عشر، وقد جمع هذا الكتاب فأوعى لأسانيد الصحاح الستة، وغيرها من كتب الحديث والعلوم والفنون، وحوى لأثبات ومعاجم ومسلسلات لا تُحصى. وذيَّلته بإجازاتي من مشايخي وما سمعته وأُجزت به منهم رحمهم الله تعالى.

وإني أوصي المجاز المذكور ضاعف الله لي وله الثواب والأجور بما أوصي به نفسي من تقوى الله تعالى في السر والعلانية،والإخلاص له تعالى في القول والعمل، وأن لا يألوا جهداً في الاهتمام بأمر المسلمين والسعي في خدمة دينه وأمته وبلاده، ونشر دعوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأُوصيه أن لا ينساني من دعواته الصالحة في الأوقات الرابحة عند الكعبة المعظمة، وعند غيرها من الأماكن المقدسة.

وإني أسأل الله تعالى أن يهديه إلى ما يحب ويرضى، ويجعله من المقتدين بسنته، القائمين بشريعته، ويوفقه لكل عمل مبرور وسعي مشكور.

وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبي ونعم الوكيل

قاله بفمه وكتبه بقلمه

خادم السنة النبوية بمدينة حلب

محمد راغب الطباخ

عفى الله عنه

في العشرين من شهر شوال سنة 1366.

منقولة من موقع: رابطة علماء سورية لمشرفه شيخنا المحقق: مجد مكي الحلبي نزيل جدة

http://www.islamsyria.net/Details.php?QType=1&Id=213

ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[15 - 07 - 07, 11:06 ص]ـ

احسنتم وجزاكم الله خيرا0

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير