[من نوادر الإجازات إجازة العلامة الحسن الحازمي للشيخ سليمان أل الشيخ]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[16 - 08 - 07, 01:15 ص]ـ
إجازة
العلامة السلفي الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني
للشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين وبعد
من خلال جمعي ودراستي لترجمة الإمام المحدث سليمان بن عبدالله وجهوده في الحديث وعلومه وجدت أن أصعب ما يواجهني قلة المعلومات والمصادر.
فمن نظر في كتب التراجم والتاريخ مما يتعلق بعلماء نجد، وجد أن المعلومات عن شخصية هذا العالم الجليل قليلة ونادرة، ولهذا أغلب المصادر التي فيها ذكر للشيخ سليمان، أكثر معلوماتها مكررة فكل ينقل ممن سبقه ولا زيادة.
هذا ومما كان في حكم النادر وجوده أو المفقود، الإجازات الحديثية التي أجاز العلماء فيها للشيخ سليمان، فقد أجازه العلامة محمد بن علي الشوكاني، والعلامة الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني.
وقد بحثت عن إجازة الشوكاني للشيخ سليمان فيما قد يكون من مضامينها، ككتب التراجم والتاريخ، وسألت المؤسسات والمراكز العلمية التي فيها مخطوطات لعلماء نجد، وكذا سألت أهل العلم والباحثين فلم أظفر بشيء، ولا زال البحث جارياً.
هذا وقد ذكر الشيخ عبدالله البسام ـ رحمه الله ـ في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون) (2/ 342) أن الشوكاني أجاز الشيخ سليمان، ولم يذكر مصدر هذه الفائدة العزيزة.
وأما إجازة العلامة الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني للشيخ سليمان، فقد ذكر صدراً منها الشيخ عبدالله البسام في كتابه (علماء نجد) (2/ 342) ولكن لم يذكر مصدر هذه الإجازة كما صنع في إجازة الشوكاني.
وعدم ذكر الشيخ البسام لمصادر المعلومات خاصة النادرة والمهمة من المؤآخذات التي عيب بها كتابه (علماء نجد) فقد أتعب الشيخ الباحث الذي يريد الاستفادة والتوثيق والتوسع في دراسة تراجم علماء نجد وما يتعلق بهم.
وقد بحثت عن إجازة العلامة الشريف الحسن بن خالد فلم أظفر بشيء، وبعد الجهد في البحث وكثرة السؤال مع توفيق الله قبل ذلك، وجدت هذه الإجازة في دارة الملك عبدالعزيز، وقد صورها لي الأخ أيمن الحنيحن فله الشكر.
وهي ضمن مجموع في الإجازات بخط الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى، وهي بخط واضح وتقع في ورقتين، وهي ضمن (مكتبة الصالحية/رقم 5) والعجيب ليس في خاتمة الإجازة ذكر لموضع كتابتها وتاريخها، فلعل الناسخ وهو الشيخ إبراهيم بن عيسى ترك ذلك سهواً أو اختصاراً أو غير ذلك.
وفي هذه الإجازة أجاز العلامة الشريف الحسن بن خالد الشيخ سليمان إجازة عامة، ثم أورد على سبيل الاختصار أسانيده للكتب الستة، مقتصراً في روايتها عن شيخه العلامة الشريف عبدالله بن محمد بن إسماعيل.
وليته ذكر شيوخه وأسانيده للعلوم الشرعية، ففي هذا فائدة عظيمة، وذلك في معرفة شيوخ وأسانيد العلامة الحسن بن خالد، لاسيما أن المصادر التي ترجمة لهذا العالم الجليل قليلة مع عدم البسط والتوسع في ترجمته.
ومن خلال النظر والدراسة، أرى أن هذه الإجازة العزيزية كتبت في منطقة نجد في محافظة الدرعية عام1218هـ والدليل على هذا أن العلامة الشريف الحسن بن خالد كان القاضي والمفتي والمتكلم في دولة الشريف حمود بن محمد بن أحمد الحسني التهامي (1170 - 1233هـ).
وعندما اغتيل الإمام داعية التوحيد عبدالعزيز بن محمد بن سعود ـ رحمه الله ـ عام (1218هـ) أرسل الشريف حمود وفداً إلى الدرعية للتعزية في هذا الإمام، وتأكيد بيعته للإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد ـ رحمه الله ـ وكان على رأس هذا الوفد العلامة الشريف الحسن بن خالد.
ولما وصل الوفد إلى الدرعية إلى الإمام سعود بن عبدالعزيز، تلقاهم بما يتلقى به عظماء الوفود وأنزلهم في بيت يجمعهم، وأجرى عليهم الكفايات وأستحضرهم في مجالس العامة، وواصلوا أولاد شيخ الإسلام
محمد بن عبدالوهاب ـ رحمه الله ـ ودار بينهم مسائل ومذاكرات علمية، وعرضوا للوفد ما عندهم من كتب الحديث وغيرها من الكتب العلمية.
إن وصول وفد الشريف حمود إلى الدرعية، كان في أواخر سنة (1218هـ) وكان عمر الشيخ سليمان في هذه السنة (18) عاماً، وهو في هذا العمر معدود من أهل العلم، ناهيك عن تعلقه الشديد بالحديث وعلومه ومجالسة فرسانه.
¥