تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن فرسان أهل العلم والحديث في تلك الفترة، العلامة الشريف الحسن بن خالد، الذي عقدت له مجالس ومذكرات علمية مع أولاد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ـ رحمهم الله ـ ولا شك أن من ضمن من حضر تلك المجالس العلمية الشيخ سليمان، وفيها استفاد وأخذ الإجازة من العلامة الشريف الحسن بن خالد.

هذا وقد فات الأخ عبدالله الشمراني في كتابه (الإمام المحدث سليمان بن عبدالله) (ص:127 - 130) الحصول على هذه الإجازة، حيث اكتفى بذكرها من كتاب (علماء نجد) للبسام، وأحسن في تحقيقه لثبوتها بذكره لوفد الشريف حمود وقدومه للدرعية.

وكأنه قد قصَّر في الجهد والبحث، حيث قال في (ص:127).

(وقد بحث كثيراً في الكتب التي تناولت تاريخ نجد وعلماءها فلم أظفر بشيء سوى ما ذكره البسام .. ).

ويظهر من كلامه أنه اقتصر على هذا المصدر، ولو اجتهد في البحث لوجدها في دارة الملك عبدالعزيز.

ومن تمام الفائدة وللأهمية العلمية والتاريخية، أذكر قصة الوفد الذي أرسله الشريف حمود، وذلك من كتاب (نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود) تأليف العلامة عبدالرحمن بن أحمد البهكلي (ص:165 - 169).

(نص قصة وفد الشريف حمود وقدومه للدرعية):

( ... واجتمع رأيهم على أن يرسل الشريف من طرفه العلامة الحسن بن خالد وابن أخيه الماجد أحمد بن حيدر الحسني يوجههما إلى (الدرعية) إلى عند سعود بن عبدالعزيز بن سعود، والملك العادل والشريف الباسل منصور بن ناصر ينفذ عن نفسه فيما يتعلق ببلد ولاية صبيا وبيش ومعيناً لعمه الشريف حمود لأنه صاحب رأى صادق ولسان ناطق، وله عند أهل نجد فضيلة السبق بالإجابة وهذا بعد أن بلغت الأخبار بوفاة أمير نجد القائم بدعوة ابن عبدالوهاب والضارب عليها الهامات والرقاب، عبدالعزيز بن محمد بن سعود التميمي فيما أخبرني به ولده عبدالرحمن بن عبدالعزيز بمكة المشرفة، والمرادي كما أخبرني به العلامة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، وكان سبب وفاته أن بعض الرافضة من أهل العراق طعنه بسكين وهو في الثانية أو الثالثة من صلاة العصر، ووقع له ما وقع لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فحمل من المسجد إلى البيت وعاش قليلا ريثما أوصى، ثم انتقلت روحه وصلى عليه الناس في الدرعية أفواجاً واتصل خبره بجميع الأقطار، فصلى عليه كل من بلغت إليه دعوته ودخل في إجابته.

وقام بالأمر من بعده ولده سعود بن عبدالعزيز وبايعه الحاضرون، وكاتبه بالبيعة الناؤون، ولم يتخلف عن بيعته أحد، فمع ذلك أراد الشريف إرسال من يثق به لتأكيد بيعة سعود وأخذ العهد منه والوثيقة والتعرف بأحواله، فأرسل إليه السيد العلامة الحسن بن خالد الحازمي، وفوض إليه جميع ما في ضميره من المقاصد من سعود على بن أخيه الملك العادل منصور بن ناصر بن محمد الحسني صاحب صبيا وبيش وتلك الجهات في التوجه صحبة الحسن بن خالد كما قدمنا قريباً، وفي صحبتها الشريف أحمد بن حيدر بن محمد الحسني من قبل عمه الشريف حمود، وأصحبهم الشريف من المال والهدايا الممتعة من النفائس والغرائب، وجعل من الزاد والرواحل ما يحملهم ويحمل متاعهم، وكانوا ركباً كثيراً. ومن جملة ما تحراهم فيه الشريف فصل إمارة عبدالوهاب ابن عامر عنه، وأن يكون أميراً مستنداً إلى سعود من غير واسطة والتزم بجهاد اليمن وفتح ما أمكن فتحه ودفع الخراج لسعود، فنفذ المذكورون على اسم الله من أبي عريش إلى صبيا ومنا إلى بيش ثم إلى درب بني شعبة ثم إلى العقبة، وقد كتب الشريف إلى عبدالوهاب يخبره بأنه سيرسل من طرفه من ينفذ إلى الدرعية لأجل العزا في عبدالعزيز وتأكيد البيعة وأوهمه أنه ما تعرض لشيء من خوض الإمارة، ولما وصل الركب إلى طور السراة عبروا في بلاد عبدالوهاب وهم آمنون، وانفصلوا من السراة إلى بلاد شهران ثم إلى بيشه ثم إلى بلاد قحطان وقطعوها في نحو خمسة أيام حتى وصلوا إلى وادي الدواسر وأقاموا فيه ريثما ذهب تعب الرواحل، وقام بأمرهم أمير الدواسر بالضيافة، وكذلك كل أمير يعبرون بلده، ثم سافروا من بلاد الدواسر إلى الدرعية في قدر ثمانية أيام من حين خرجوا من بلاد الدواسر إلى الدرعية، ولما وصلوا إلى الدرعية إلى سعود تلقاهم بما يتلقى به عظماء الوفود، وأنزلهم في بيت يجمعهم وأجرى عليهم الكفايات وأستحضرهم في مجالس العامة، واختص بهم في أوقات خاصة بهم، وتأكد منهم العهود وتأكدوا منه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير