وله " شرح على منظومة عمدة الأحكام" للسيد العلامة عبدالله بن محمد بن إسماعيل الأمير، ولكنه لم يكمل. وقد رأيت منه قطعة فريت فيها من التحقيق واستيفاء الأدلة ما أنبأ عن سعة إطلاعه وكمال عرفانه، وله شرح على منظومة عالم المدينة الشيخ محمد سعيد سفر سماه: " نثر الدرر، على منظومة الشيخ محمد سعيد سفر"، وهي متضمنة عدم التعصب والابتداع، وله جوابات عن مسائل عديدة ومراجعات بينه وبين علماء وقته، وكلها مشحونة بالفوائد مربوطة بالدلائل، وكان من الشجعان والأبطال،إذا دعيت في الهيجا نزال، وقد عدت له من الوقائع ما ينيف على عشرين وقعة. وكان مجيداً في النظم والنثر.
وبعد وفاة الشريف حمود بن محمد وأسر ولده الشريف أحمد بن حمود كما في ترجمتيهما لم يزل صاحب الترجمة في قتال هو وأهل " السراة"، فقصدته الأتراك إلى " السراة"، والتحم القتال بينهم حتى انهزمت الأتراك، وبعد انتهاء المعركة وقف صاحب الترجمة في طائفة من خيل أصحابه، وكان قد انعزل طائفة من الأتراك المنهزمين في شعب من تلك الجبال، فأرسلوا رصاص بنادقهم، فأصابت المترجم له رصاصة منها أزهقت روحه، فسقط من فوق جواده ميتاً، وفاز بالشهادة في ليلة الخميس،ثالث وعشرين شعبان، سنة 1234، في موضع يقال له " شكر" من " السراة".
موته عن ست وأربعين سنة من مولده، رحمه الله وإيانا والمؤمنين، آمين. وفي " حدائق الزهر" لعاكش أن وفاة المترجم له في شعبان سنة 1235هـ.)
نص إجازة العلامة الشريف الحسن بن خالد للشيخ سليمان بن عبدالله:
((هذه إجازة من الشريف الحسن بن خالد الحازمي الحسني للشيخ سليمان ابن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي أنجز وعده بإعزاز عباده المتقين، الذين لم يزالوا عن الشريعة النبوية المطهرة ذابين، واشهد أن لا إله إلا الله الذي ضعفت الأفكار عن كُنه معرفته وصح إيمان المعترف بوحدانيته في الوهيته، واشهد أن محمداً عبده ورسوله الحسن الأسماء والصفات، المبعوث والمنعوت بالآيات والبينات وبالفضائل الشريفة في أشرف الآيات، صلى الله عليه وعلى آله نجوم الهداية للبريات، الذين اتصل سند فضلهم ونسبهم إلى أكرم المخلوقات، ورضي الله عن أصحابه الأكرمين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فأقول وأنا الفقير إلى الله الحسن بن خالد: إني أجزت للأخ سليمان ابن عبدالله بن محمد شيخ الإسلام ـ زاده الله تعالى مما أولاه وعمر بوجوده ربوع العلم النبوي وأحياه ـ ما أجازني به مشايخي الأعلام.
وسأجيزه ما أرويه عن شيخي العلامة الشريف عبدالله بن محمد بن إسماعيل، وها أنا أتشرف بأسانيد الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام في الأحكام.
فأقول: أما صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري:
فأرويه عن شيخنا المتقدم ذكره، قال: أرويه عن شيخنا عبدالخالق بن علي المزجاجي الزبيدي سماعاً لبعضه وإجازة لباقيه، قال أرويه عن شيخنا العلامة محمد بن علاء الدين المزجاجي قراءة وسماعاً نحو إحدى وعشرين مرة، عن شيخه المحقق إبراهيم بن حسن الكردي إجازة، قال أخبرني به العبد الصالح المعمر عبدالله بن ملا سعد الله اللاهوري، عن الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي، عن والده أحمد بن محمد النهروالي، عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبدالله الطاووسي، عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي، عن الشيخ المعمر محمد بن شاد بخت الفرغاني، عن الشيخ المعمر يحيى بن عمار بن مقبل الختلاني بسماعه، عن محمد بن يوسف الفربربي، عن مؤلفه الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري.
وأما صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري:
فأرويه عن شيخي العلامة عبدالله بن محمد المذكور، قال: أرويه عن شيخي عبدالخالق سماعاً لكثير منه وإجازة لسائرة، عن شيخه محمد بن علاء الدين، عن شيخه الحسن بن علي العجيمي إجازة، عن شيخه أحمد العجل، عن الإمام محمد الطبري، عن جده المحب محمد الطبري، عن الزين المراغي، عن أبي العباس الحجار، عن الأنجب بن أبي السعادات الحمامي، قال أنبأنا أبو الفرج مسعود الثقفي، عن الحافظ عبدالرحمن بن سنده، عن الحافظ محمد بن عبدالله الجوزقي، عن أبي الحسن بن عبدان، عن مؤلفه الحافظ مسلم بن الحجاج.
وأما سنن أبي داود:
¥