تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما بخوص التصوير فمروني بما تبتغون الذي بحوزتي إجازتيَّ من سيدي الوالد عن الشيخ حسين إحداهما لم يتصرف الولد بنص شيخه فأجازني بنفس الألفاظ التي أجازه بها شيخه الشيخ حسين رحمه الله وما ذكرته لكم عن محقق شرح شيخ الإسلام على الجزرية أظن أن اسمه كان البارودي وطبعت بتحقيقه بمكتبة الإرشاد في صنعاء ومن هناك جلبتها ولكنني اليوم بحثت عنها كثيرا فلم أهتد لها ويوجد نسخة في مكتبة سيدي الوالد سأصور لكم نص كلام المحقق وأما إجازة سيدي الوالد التي بخط الشيخ رحمه الله فلا أعدكم حتى يأذن لي برفعها إليكم لأنني لا أملك منها صورة وهي من الإجازات التي يحتفظ الوالد بها ويحرص عليها حرصا شديدا ولا يوجد للوالد إجازة ولا ورقة خاصة أو عامة لم أتجرأ على طلب تصويرها منه إلا هذه ولأجلكم سأفعل وكما أن لدي بخط الشيخ رحمه الله صورة عن سند البخاري شهد فيه أن الشيخ شكور مرير المياديني محقق فهرس ابن حجر المعجم المفهرس قرأ عليه الصحيحين ببغداد

والشيء بالشيء يذكر قد كان الشيخ رحمه الله في بغداد وعنه أخذ الوالد فيها وكنت أحضر معه قبل نحو عشرين سنة وأذكر أنه أقرأني الفاتحة وشيئا من سورة البقرة وقال لي إذا بدأ أبوك القراءة علي فاذهب إلى محمد ومحمد هو الشيخ محمد الكردي الدردبخاني لا أذكر من اسمه غير هذا وكان عمره إذ ذا عشرن سنة وكان الشيخ يحبه وكان لا يتكلم العربية بحكم كرديته غير أنه آية في الحفظ والإتقان على عدة قراءات

ومن المواقف التي أذكرها من الشيخ رحمه الله أنه كان إذا قرأ عليه الوالد شيئا ومر باسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم المؤلف وصلى على النبي سيدي الوالد بكى الشيخ وقال ياشيخ ياسين أنت تحب النبي أقسم بالله إلا ربك يوفقك لأنك تحب النبي

وكان لديه عصا صغيرة لا يزال يرتسم بذهني ما كتبه عليها بخطه الجميل (العصا لمن عصا) ويضرب بها أبناءه الطلبة وفيهم من المتزوجين بل من قاربوا الأربعين أما إذ غضب فيخرج عصا كبيرة كالأسد الهزبر ويترك الصغير جانبا ومن طرائف ما رأيت بعينيَّ منه رحمه الله أنه كان يخرج معنا ماشيا عندما نخرج إلى البيت وكان الوالد إذ ذاك لا تساعده حالته المادية على شراء سيارة بل ولا حتى على استأجار التكسي كل يوم فكنا نمشي نحو أربعين دقيقة ذهابا ومثلها إيابا لدرس الشيخ رحمه الله وعلى هذا النحو أخذ عنه الوالد رواية حفص وورش والصيحيحين فكان الشيخ يحب الوالد لا سيما وهو من أهل الشام والشيخ مشتاق للشام فيماشي الوالد إلى نصف الطريق فيمشي ثلث ساعة وفي إحدى المرات عطش الشيخ عطشا شديدا وكان عمره قد جاوز الستين بلا شك فدخل الوالد إلى دكانة فسأله عن ماء فقال لا يوجد ماء (ماكو إلا موطا= لا يوجد إلا دوندرما) وهي نوع من المثلجات تعرف بالدوندرمة أو الآيسكريم فالتفت الوالد على الشيخ وقال ياشيخ تنفع هذه قال الشيخ هات فأخذ الوالد له وللشيخ ولرجل ان يرافق الشيخ من أهل لبنان ولي وفي اليوم التالي ذهبنا إلى الدرس وإذا بالشيخ يمد يده إلى كيس من يخرجه تحت سريره ويقول خذا هذا قيمة الدوندرمة ياشيخ ياسين قال الوالد ياشيخي لا داعي فغضب وزجر وقال تريد أن يضيع أجري عند الله لا والله تأخذ الدرهم حتى لا آتي يوم القيامة وقد نقص من أجري بتدريسك بقدر درهمك أحتسب الأجر كاملا عند الله والله لتأخذنه ولم يكن الدرهم يساوي شيئا يذكر في أواسط الثمانينات الميلادية فالدينار عشرون درهم والدرهم نأخذه نحن الصغار إذ ذاك كل يوم من أهلينا لنشتري به شيئا في المدرسة

سيدي الفاضل أثرت الشجون وأعدت لي بعض ذكريات صباي ومرني بالذي تريده مما يخص ذلك الشيخ الجليل والمحدث النبيل الذي ما عرفنا عنه إلا تحري اتباع الكتاب والسنة في أقواله وأفعال في أخلاقه وصفاته فرحمه الله وأجزل له المثوبة عنده وجمعنا به في مستقر رحمته

رحمهم الله سيرة عطرة

ماشاء الله تبارك الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير