تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا مات الميت ماذا يفعل له أهله، وما يقولون حين يمشون بالجنازة، وإذا مات الأب ماذا يفعل الأولاد من الخير والصدقات، وقراءة القرآن وهل ينفعه ويصل إليه أم لا؟ إذا صلوا الفرض هل لهم أن يجلسوا في مصلاهم للدعاء؟ والإمام يدعو وهم يؤمنون, وعن القنوت في صلاة الصبح, وعن صلاة التراويح كم ركعة هي, وعن مجالس الوعظ والإرشاد في المساجد وعن قراءة المولد للنبي صلى الله عليه وسلم, وهل يتصدق ويجعل ثوابه للنبي وما هي محبته عليه الصلاة والسلام. وهل لعيسى عليه السلام أب أم لا وهل هو حي الآن أم لا؟

ولما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء هل كان بجسده أو روحه، وهل يجوز التداوي بالحرام، وهل يجوز للمسلم أن يكون مذهبياً أم لا. وما هي السنة في صيام التطوع.

وهي مسائل كما سمعت هامة وجليلة تولى الإجابة عليها بما وفقه الله مستدلاً بالكتاب والسنة وذكر بعض أقوال العلماء.

أما كتابه الثالث فهو: توضيح الحج والعمرة، كما جاء بالكتاب والسنة. وقد بلغت صفحاته 120 صفحة فرغ من تأليفه ليلة الثلاثاء من شهر صفر عام 1367هـ.

وأكتفى في تلخيصه بما ذكره مصححه والمشرف على طبعه: فضيلة الشيخ محمد علي عبد الرحيم رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية حالياً عند تصدير الكتاب حيث قال:

"مصدر يشرح قواعد الإسلام الخمس، وما يهم كل مسلم معرفته من الأوامر والنواهي، مع تفصيل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به".

وقال: "قرأت الكتاب فألفيته مع صغر حجمه جامعاً لكل ما يهم المسلم معرفته من عقيدة سليمة وعادة صحيحة".

وقال: "أما عبارات الكتاب فهي في متناول الجميع لا لبس فيها ولا إيهام يتفهمها العام قبل الخاص، ويعقلها المتعلم قبل العالم فجاء جزيل النفع كثير الفائدة".

ولفضيلته رحمه الله مجموعة من الفتاوى لم تطبع ومسودات لبعض المذكرات في الحديث والمصطلح ألقاها على طلابه في المعهد العلمي وفي كلية الشريعة بالرياض.

وفاته:

توفي رحمه الله تعالى في ليلة الثلاثاء الموافق 28/ 3/1377هـ بعد أن انتابته أمراض كثيرة لم تكن سبباً لتوقفه عن الدعوة والجهاد في سبيل الله، بعد خدمة جليلة للسنة شهد له بها القاصي والداني.

وخلف أربعة أبناء، وأربع بنات, لم يكن رحمه الله حريصاً على ترك دنيا لهم حرصه على إحياء دار الحديث بالمدينة المنورة، وجعلها شغله الشاغل والتي كان ينوي جعلها كلية للحديث النبوي الشريف في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن أدركه الأجل قبل أن تتحقق أمنيته.

وقد حقق الله تعالى إنشاء كلية الحديث في هذه المدينة الطيبة تابعة للجامعة الإسلامية في عام 1396هـ نفع الله بها وبقية كليات الجامعة والمعاهد الإسلامية جمعاء, وجعلها معاقل خير لخدمة الإسلام والمسلمين فرحمه الله رحمة واسعة، وأغدق عليه رضوانه، وجعلنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وبعد: .. فإن الله تعالى يقول: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (آل عمران: 185) الآية, ويقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (آل عمران: 144).

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه", فقالت عائشة رضي الله عنها: "إنا نكره الموت", فقال: "ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضره الموت بشّر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أمره إليه مما أمامه وكره لقاء الله، وكره الله لقاءه". متفق عليه.

وروى البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فأفتوا الناس بغير علم فضلوا وأضلوا".

هذا وليحسن العلماء، وليخلص الطلاب, وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه: عمر محمد فلاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير