[أبيات ألقيت بمناسبة ختم سنن الترمذي في مدينة الكويت]
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[23 - 01 - 08, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبيات ألقاها فضيلة الشيخ المحقق عمر بن موفق النشوقاتي -حفظه الله ورعاه، وجعل الجنة مثوانا ومثواه- بمناسبة ختم سنن الترمذي في مدينة الكويت برعاية وزارة الأوقاف فيها، على المشايخ الأجلاء العلامة المحدث الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي المكي، والعلامة المحدث الشيخ حافظ ثناء الله بن عيسى خان المدني الباكستاني، والعلامة المحدث الشيخ محمد إسرائيل بن محمد إبراهيم الندوي الهندي -حفظهم الله تعالى-
وكان مجلس الختم المبارك ليلة الإثنين (23) من ذي القعدة سنة (1428هـ)، وذلك في فناء المسجد الكبير بمدينة الكويت، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
يقول -حفظه الله-:
عَبَقٌ غدت منه الورى تتنسم
وسرى إلى كل القلوب يترجمُ
وزكت به نفس المحب وأُتحفت
ببشائر الحسنى تلذ وتنعُمُ
فلقد بدت أرض الكويت مسرةً
للناظرين وعروةً لا تُفصمُ
يحنو إليها العاشقون لأُنسها
وإلى مجالسها السنية يمموا
نشرت زكيَّ الطيب من أوقافها
وعلت على صرح العلوم تُقَدَّمُ
دأب على نشر الهدى وعزيمة
تفري الحديد وهمة لا تسأمُ
نزلت بساحتها جموع أحبةٍ
راموا سعادتهم فطاب المغنمُ
لله مجلسكم بدت أنواره
وسكينة في جانبيه تخيمُ
تتلى به أنفاس أشرف مرسل
ويقال حدثنا الحبيب الأعظمُ
فترى قلوبَ العاشقين يهزُّها
طرباً سماع الهدي إذ تترنَّمُ
* * *
هذا كتاب الترمذيِّ منارةٌ
للسنَّة الغراء ليست تهدمُ
سِفر حوى في دُفتيه مناهلاً
للواردين فمِن هداه تعلَّموا
فلئن علا سند البخاريْ رتبةً
وتلاه في شرف المعالي مسلمُ
فلقد غدت للترمذيِّ مكانةٌ
تسمو على كتب الورى وتُسَلَّمُ
ولقد حوى علل الحديث وحكمه
وله بهذا الفن نقدٌ محكمُ
وحوى من الفقه المسدَّدِ ما حوى
مما حكى السلف الخيار وعلَّموا
صنفتُه وعرضتُه أدباً على
أهل الدراية والعلوم فأنعموا
من حازه في رحله فكأنما
في بيته خير الورى يتكلَّمُ
هذا الهمام الترمذيُّ بعلمه
ملأ البقاع وما حكته الأنجمُ
وسما على أقرانه حتى غدا
طودَ الحديث وحجَّةً لا تهزمُ
عَلَمٌ همامٌ حجةٌ ومَحجَّةٌ
وبحفظه ضُرب المثالُ الأقومُ
أهل الحديث غدوا على أعتابه
يرجون فوزاً بالسماع ليغنموا
فرووا غليلَهمُ بحسن صحيحه
وبدا مُعَلَّلُه وبان المبهمُ
* * *
لله مجلسكم بدت أنواره
ببدور حسنٍ قد سَمَوا وتقدموا
فحووا من العلم الغزير موارداً
يُروى بها الظمآن بل يتنعمُ
فكأنهم في العلم بحرٌ مائجٌ
وكأنهم في الحسن عقد ينظمُ
فنضارةٌ في الوجه مشرقةٌ إذا
صمتوا ودُرُّ القول إن يتكلموا
يا سادتي عطفاً على فقرائكم
فلعلنا من فيضكم لا نحرمُ
أنتم رياض الفضل طاب نسيمها
ولواء أهل العلم صار إليكمُ
فلقد أتيتُ إلى الكويت مسارعاً
أطوي فيافيَها وقصديَ أنتمُ
وأتاكمُ جمعٌ محبٌّ صادقٌ
يرجو الندى فتعطفوا وتكرموا
فلقد طربنا من سماع حديثكم
لطفاً أجيزونا لنرويَ عنكمُ
* * *
يا أيها القومُ الكرامُ لتهنؤوا
بسماعكم سنن الحبيب وتنعُموا
قد نلتم شرفاً وزدتم رفعةً
والثغر يوم ختامه متبسِّمُ
رباه هذا الحفل فيك تنافسوا
فسبيلهم هذا الطريقُ الأقومُ
سَقياً لقلبهمُ رحيقاً سَلسَلاً
تاريخه: نورٌ بمسكٍ يُختَمُ
1428هـ = 256 + 122+1050
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[23 - 01 - 08, 11:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
ويا ليتني كنت معكم أنهل من معين العلم