فطلبة العلم -أو من يظنون أنفسهم طلبة للعلم- منتشرون بكثرة ولله الحمد ..
لكن ليس فيهم من يحرر المسائل .. وليس فيهم من يفقه الواقع تماما!!
ليس فيهم من يفقه بالعلوم العسكرية المعاصرة وأنظمة التسلح الحالية ..
-وإن قلت ليس فيهم فلا أقصد العدم التام بل النسبي-
بصراحة عندنا مثلا في الكويت ..
الكثير ممن يدافع عن الباطل!! ويؤيد الكفر والفسوق والعصيان!!
بلحى طويلة وثياب قصيرة -وأنا ولله الحمد مطلق للحية ومقصر للثوب، لكن القصد أنهم يعطون الأشياء صبغة شرعية بدخولهم فيها-
وللأسف فأنا هنا أعرف الكثير من المشايخ الأفذاذ مثل الشيخ حامد بن عبدالله العلي .. وغيره .. وهم زاهدون في دعوة من هنا!!
لماذا؟؟
لأنه كلما خرج منهم من يدعو الناس ويبصرها بالسياسات والأمور التي تحاك ضدهم يخرج من يخرج ويقول: من السياسة ترك السياسة!! لا حول ولا قوة إلا بالله ..
صدق الشيخ حامد العلي حينما أخبرنا ذات مرة بأنه يجب على كل شخص -على الأقل عندنا في الكويت- التركيز على ثلاث مفاهيم: الأول: بيان أن الكفار لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ..
الثاني: التركيز على توعية الناس على المنافقين -أو بتعبير أدق: صفاتهم وأقوالهم لأن الشيخ لم أعهد من أحد سواه ما عهدته منه من نبذ الكلام في أي مخالف ما دام مسلما إلا إن طغى بشكل بان للجاهل قبل العالم-
الثالث: إصلاح الناس!! وليس هذا بالمعنى الفاسد الذي تنتهجه الويلات المتحدة .. وحلفاؤها .. بل الإصلاح الديني!! الإجتماعي على أسس دينية .. تنمية الأسرة .. إصلاح الناس توحيدا واتباعا وتزكية!!
وغير ذلك من الدرر التي ألتقطها من فضيلة الشيخ حول هذه المواضيع ..
=====
عندنا: ألف حافظ للواسطية ربما (والعدد كبير نسبة إلى عددنا الضئيل وتركيبتنا السكانية الغريبة) عندنا حفاظ للقرآن أكثر مما أتصور .. عندنا طلبة علم أكثر مما أعرف!!
عندنا أناس متحمسون أكثر مما أعرف!!
لكن المشكلة!! لا علم بحماسة ولا حماسة بعلم ..
الكل يقف زاهدا في دعوة الخلق إلى الحق .. إلا النفر القليل اللذين لا يجدون من يساندهم .. وقد رأيت ما يشيب الرأس من تبدل المواقف حين الحاجة إلى النصرة ولكن الحمدلله القائل: إن تنصروا الله ينصركم!!
عندنا الكثير ممن هو دائر في غبار مناظرات السلف .. يبحث عمن يقول الكلمة لا يقصدها أو لا يقصد المعنى الذي هو في رأس من يطلب العلم ليكفره أو يبدعه أو يهجره أو يحذر منه!!
ولا أدعوهم لترك منهج السلف .. أفأستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟ كلا ..
لكن دعوة لمواجهة طواغيت العصر!! المعنوية قبل المادية!!
دعوة لبيان شريعة الرحمن!!
دعوة لترك عبادة الأوثان!!
ووالله ما أروع كلامه -الشيخ الفنيسان رعاه الله- حيث يدعو لتقسيم المراحل الدراسية!!
ووالله كم الطلبة مغرورون بحضورهم دورة أو غيرها ووالله أعرف أناسا لا يعرفون الدليل الذي يستشهدون به أصحيح أم ضعيف؟!!
وكم أعرف من يهرف بما لا يعرف .. وكم أعرف من يعاند لا بعلم ولا ليقال هو عالم لكن فقط رغبة في المعاندة!! ومنهم من يعاند ليقال: هو عالم، قادر على تفنيد الآراء ..
الله المستعان .. أظنه يحق لي أن أقول: هلك الناس!! وياأسفا على إخوتي .. وتبيض عيناي من الحزن وانا كظيم ..
======
عذرا على المشاركة الأولى المليئة بالزفرات .. لكنه والله موضوع مس جرحا فنزف دما .. وإن لم يتحملني إخوتي فمن لي ..
والله المستعان وعليه التكلان ..
أخوكم: محمد البحار ..
ـ[محمد البحار]ــــــــ[09 - 09 - 05, 07:48 ص]ـ
بالمناسبة .. لا أقصد أن يفهم الشخص الواقع فيلوي النصوص لتوافق الواقع!!
بل يغير الواقع ويعمل جاهدا على تهييء البيئة الصالحة التي يرتضيها الرحمن ..
بعزة وقوة كرد سلمان رضي الله عنه لليهودي ..
وغيره من الأمثلة!!
لا يقولون لنا: أنتم إرهابيون فنقول الجهاد فقط جهاد دفع .. والله إن هذه الكلمة تسببت بكفر بعض العلمانيين!! فهم يقولون القرآن متناقض إذ يأمر بقتل الكفار ومحاربتهم فتقولون فقط جهاد دفع ... وغيره مما يحبون اتباع متشابهه فيه ..
ولا يقولون لنا: عندكم عبودية فنقول رواسب جاهلية .. ولا يقولون تنقص للمرأة فنقول: منحناها حق التصويت!! لا .. ليس الذكر كالأنثى .. لها حقوقها وعليها واجباتها .. كالرجل تماما .. فكما أنه لا يجوز لها ان تسترجل .. فلا يجوز له أن يتخنث!!
ووالله من أجمل الردود على دعاة الوداعة مع الكفار ما كان يرده على الكفار الدكتور محمد خير هيكل في كتابه: الجهاد والقتال في السياسة الشرعية .. وإن كنت لا أتبنى آراء حزب التحرير .. لكن المنصف يعلم أن الكتاب رائع جدا .. وكلامه من أروع ما يكون في جل مسائل الكتاب .. وتحريره جميل .. وكم نحتاج من يرد مثله وأفضل منه .. والله أعلم ..
وعذرا على الإطالة .. أعلم بانني خرجت عن الموضوع .. لكنني أؤيد غالب ما جاء في كلام الشيخ الفنيسان سدده الله .. وجزاكم الله خيرا ..
¥