وخير شاهد على مؤلفاته وتحقيقاته وتعقباته علماء فحول يثنون على عمله (25):
1 - قال عنه سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - إبان رئاسته –الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء -: (فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري أحد العلماء المعتبرين, وقد أسندنا إليه إعداد بحوث علمية تتولى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الإستعانة بها في تقديم بحوثها إلى هيئة كبار العلماء , لدراسة مواضيعها لدى الهيئة في دوراتها , وليس لدينا في الرئاسة من البحاث (26) من هو أفضل منه علماً ونشاطاً وقدرة وسعة اطلاع (27) , وهو بحق يعتبر من العلماء الأفاضل) (28).
2 - قال عنه معالي الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ إبان رئاسة - الرئاسة العامة للبحوث العلمية الإفتاء - إنه: (على درجة عالية من الجودة والإتقان في إعداد بحوث علمية مطولة للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ولهيئة كبار العلماء , ودراسة كثير من الكتب وتنقيحها , وتصحيح بعض المخطوطات العلمية والكتب والرسائل التي تقوم هذه الرئاسة بطباعتها في إطار نشر الكتب السلفية النافعة) (29).
3 - قال عنه فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان - رئيس مجلس القضاء الأعلى , وعضو هيئة كبار العلماء -: (كان واسع الإطلاع نقي السريرة , من النوادر في الإهتداء إلى مواطن البحث العلمي وأماكن المسائل , فكانت له طريقة الفذة ... , وكان على قدر كبير من معرفة الحديث ورجاله والفقه والعقيدة , وهو من النوادر في معرفة أماكن البحث في عدد من الكتب إذا أراد إعداد بحث معين سرعان ما يحدد أماكن أصوله ... , وكان يقوم بالعمل الذي يوكل إليه خير قيام في إعداد بعض البحوث التي تطلب منه والتحضير لها , وربما قام بالرد على بعض الأمور على الذين يخالفون العقيدة الصحيحة في كتاباتهم) (30).
4 - قال عنه فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - عضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً -: (تولى كتابة البحوث التي تطلب من الدار , والإجابة التحريرية على الأسئلة , وإعداد المقالات المطلوبة من دار الإفتاء , وقام بذلك أتم قيام فقد وهبه الله - تعالى - القدرة على الإنشاء وسهلت عليه الكتابة , وتمكن من الإطلاع على الكتب ومعرفة محتوياتها) (31).
5 - قال عنه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - حينما كان- نائب رئيس المعاهد والكليات العلمية آنذاك- هذه المقطوعة الشعرية (32):
أيها العالم الحصيف هنيئاً
لك هذا العطاء من العلم بحره
كم دفين في قاعه كان نسياً
صغته للأنام في حسن صنعه
كم جهولاً قد قال في العلم قولاً
ظنه الحق فانبريت لهدمه
كم صفيق قد نال من سلف الأمة
تجهيلاً سمته سوء خسفه
خبطوا كالعشواء في كل بحث
كيف يعطي العطاء فاقد لبه
فأبنت الصواب في غير مسـ
ــأله تدفق الجهول برمسه
تدفع الباطل اللجوج بحق
مشرق في السماء إشراق شمسه
نفثات من فيض علمك تترى
في بحوث جلي تعج بنفحه
كم كتاب حققت حتى كأن الله
قد صاغ فيه أنفاس قدسه
عشت يا إسماعيل للبحث والتحقيق
نبراس من يتيه بدربه [وكانت مؤلفاته تتسم]: بالمتانة والقوة والجدية والموضوعية , وقد تميز بدفاعه عن الحديث ورجاله بمؤلفاته التي تفوق الوصف بدقة الرصف (33).
و [كان] أمله العظيم في حماية الدين , ونشر العقيدة , بما ستخرجه المعاهد والكليات من طلاب سوف يحملون مشاعل الدين والدعوة إلى الله , فيعود للإسلام مجده وعزه (34).
تتلمذ على يده الكثير من الذين يحملون الدكتوراه, فهو كالمعدن الثمين الذي لا يعرفه إلا المختصون (35) بمعرفة المعادن (36).
وفي عام 1405هـ. أحيل للتقاعد , ثم تعاقدت الدار معه للحاجة الماسة إلى عمله (37) , ومع ذلك استمر يؤدي العمل الذي يوكل إليه في هذا المجال (38).
لقد عاش أمة وحده استفاد منه الكثير من علماء هذه البلاد , ومن كبار العلماء , واستفاد منه غيرهم ممن يفد إلى هذه البلاد للتعليم خاصة علم الحديث ورجاله , لقد أثرى المكتبة الإسلامية بكتب عز لها نظير تسابق عليها الموافق والمخالف (39).
وفي آخر حياته أصيب بأمراض مستعصية طال فيها تجلده وعلاجه في المستشفيات حتى وفاه الأجل (40). فهو خسارة على الأمة بوفاته (41) -رحمة الله عليه- (42) (*)
¥