[موانع الرحلة في طلب العلم]
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[20 - 12 - 08, 08:51 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
أما بعد:
فلا شك أن طلب العلم والرحلة إليه شرف عظيم وعز تليد لا يستطيعه إلا الفحول من الرجال.
كيف لا وهو سير على منهج السلف الصالح في التلقي والتعليم.
ولقد ضرب لنا علماؤنا الأمثلة الكثيرة في هذه الرحلات حتى إنك لتعجب من شدة تحمل أحدهم المشاق تلو المشاق والصعاب تلو الصعاب من أجل أن يصل إلى مبتغاه.
على كل ليس مثلي من ينبه على شرف العلم والرحلة فيه.
ولكني أردت الكلام على موضوع في الطلب والرحلة وهو أن وسائل الاتصال قد تطورت تطورا عجيبا بحيث إنك تستطيع الاتصال بمن شئت ولو كان بينك وبينه المفاوز والقفار وقد تراه ويراك.
وهذه الوسائل الحديثة للاتصالات مثل الهاتف والإنترنت وغيرها من وسائل الاتصالات الحديثة يجب أن تستغل استغلالا طيبا عند طلبة العلم وخصوصا الذين لا يستطعيون الرحلة لظروف تحيط بهم.
أما في باب الرواية فأنا أحب لإخواني أن يرحلوا إلى العلماء ليأخذوا منهم ويحملوا عنهم فرؤية العلماء وحدها شيء يدفع الطالب إلى التقدم وخصوصا مع كبر سن الشيخ فيه من الفوائد ما لا يحصيه إلا الله جل في علاه.
أما عند عدم القدرة على الرحلة والسفر لأهل العلم ـ وهناك أسباب كثيرة تدعو الواحد منا لذلك ـ فلا أقل من أن يتصل الطالب بأهل العلم في الوسائل المتطورة ليلحق بالعلماء ويسمع منهم.
هذا وكثير من مشايخنا الأفاضل عند الاتصال بهم يستجيبون لطلباتنا فيسمعون منا ونقرأ عليهم ويجيزون من يرونه أهلا لذلك.
وأيضا في المقابل كثير من مشايخنا الأكارم يرون أن الطالب لا بد أن يجلس عند العلماء فلا تكفي مكالمة بالهاتف يسمع فيها الطالب حديثا أو حديثين ثم يجيزه الشيخ بهذين الحديثين أو بمروياته ـ هذا على حسب الشيخ ـ.
وهذا كله دعاني للنظر في الأمور التي تمنع الطالب من الرحلة والجلوس بين يدي العلماء وهي في ظني:
1 - عدم القدرة ماديا أو بدنيا: وهذه لا تحتاج إلى تعليق لوضوح ما فيها ولذا قال ربنا جل في عليائه (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
2 - قد يكون الشيخ في بلد بعيد يصعب الوصول إليه إلا مع المال الكثير فالطالب قد يستطيع الرحلة إلى البلدان المجاورة ولكنه لا يستطيع الذهاب إلى البلدان البعيدة لقلة زاده وهذه قد تدخل ضمن الأولى.
3 - قد يكون البلد الذي فيه الشيخ يحتاج إلى تأشيرة وهذه التأشيرة لا تتحصل إلا لمن له أقارب في تلك البلاد فلا يستطيع الذهاب إليها.
4 - وقد يتيسر له المال وكل شيء إلا أنه لا يتحصل على إذن والديه فيمنع من سفره وقد حصل معي هذا شخصيا.
هذا ما تبين لي من موانع تمنع طالب العلم من السفر فيقتصر الطالب على الهاتف أو على آلات الاتصال الحديثة.
وبعض مشايخنا ـ حفظهم الله ورعاهم ـ يقولون ينبغي أن أعرف الطالب وأعرف سلوكه وسيرته العلمية.
أقول هذا لا شك من الأمانة التي يتحلى بها الشيخ أن لا يبذل العلم لغير أهله ولكن هنا مسألة وهي أن الذي يتصل بالشيخ ويطلب السماع والإجازة لا بد أنه على دراية بما يفعل ولا بد أن له شيوخا أجازوه وإلا لما اتصل فهذا والله أعلم قد يكون شافعا له في ذلك.
ثم هذه الإجازة التي يعطيها الشيخ لهذا الطالب هي إذن له بالرواية عنه لا أكثر فإذا قرأ الطالب على الشيخ شيئا فيجيزه الشيخ بما قرأ أو سمع فقط ليس بالضرورة أن يجيزه بكل مروياته.
هذا وأنا أرجو من مشايخنا الأفاضل وعلمائنا الأماثل أن لا يصدوا طالبا وأن لا يردوا راغبا فإن زكاة العلم بذله وقد صح عن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كما في حديث صفوان بن عسال المرادي قال: أتيت النبي وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت له: يا رسول الله إني جئت أطلب العلم.فقال: مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب.
فهذا رسول الله رحب بطالب العلم وأنا أتمنى على مشايخنا وعلمائنا أن يرحبوا بنا إذا جئناهم طالبين ما عندهم من ميراث النبوة.
هذا ما أحببت كتابته فإن أحسنت فمن فضل الله علي وإن أخطأت فليس بمستغرب من مبتدئ مثلي الخطأ وأنا أستغفر الله من الخطأ والزلل.
هذا وأطلب من علمائنا أن ينظروا هذا المقال ويعلقوا عليه بما يرونه مناسبا للمقام.
أسأل الله أن يحفظ علماءنا وأن يبارك في سعيهم وأن ييسر لنا لقاءهم والسماع منهم واستجازتهم.
أخوكم المحب أبو الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[20 - 12 - 08, 03:02 م]ـ
أرى أن الموانع تكون في عدة أمور:
الأول: قلة ذات اليد، وطالب العلم مهم بالنسبة له أن يكون ذا يسر مالي أو تحت رعاية من لديه يسر مالي، ولا يعني ذلك تعذر الطلب على الفقير فعامة العلماء كانوا فقراء، ولكن الأفضل أن يكون ذا جدة، يقول الشاعر:
أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد (وبلغة) وصحبة أستاذ وطول زمان
والبلغة هي القدرة المالية والبدنية.
الثاني: من الموانع الاعاقة البدنية.
الثالث: الاشتغال بما هو أوجب وهو بر الوالدين، أو رعاية ثغر مهم، فهذا مانع مباح ما لم يعدم معرفة أصول الإسلام، وأذكر أنه مر بي أن الإمام أحمد سأله رجل عن أيهما أفضل طلب العلم أم ملازمة الأم، فقال: إن كان يحسن يصلي ويطلق فليلازم أمه.
فمن كانت أصول العلم لديه متاحة فبر الوالدين أولى من الرحلة، فالرحلة فضل وكمال عند ذلك، وبر الوالدين فرض دائم.
خاصة في زماننا مع توفر الآلات الحديثة، ووسائل طلب العلم عن بعد.
الرابع: الموانع النظامية من تأشيرات ونحوها.
الخامس: الخوف كما يحصل اليوم من خوف طالب العلم من الرحلة إلى بعض البلدان لما علم من تعنتها ضد المستقيمين وأهل الخير وإلحاق تهمة الإرهاب بهم.
والرحلة ينبغي أن تتجاوز مجرد (أجزني) و (أجزتك) إلى القراءة والعرض والمباحثة والمذاكرة والملازمة
والسلام
¥