وبعد: كثر في زماننا هذا طلب الإجازة والرواية عن أهل العلم، وهذا كما هو واقع كان على حساب العلم وطلبه، والدعوة إلى التوحيد والسنة، فحال بعض طلبة العلم مع الإجازة وطلبها مما يحزن فتراه يسهر الليالي الطوال للنظر في أسانيد من أخذ عنه والآ خر يعدد من أجازه من الشيوخ، وآخر يفكر ويرتب من سيزوره من الغد ليستجيزه، وآخر يرتب الرحلة لملاقاة الشيوخ واستجازتهم، وآخر يحمل الكتب لقراءتها على بعض الشيوخ ممن يزعم أنهم تحملوها بالسماع، إلى غير ذلك مما يجلب التعب وضياع الوقت.
ولقد لبس الشيطان على البعض فترى بعض طلبة يقول أن لاأريد تحصيل كثرة الإجازات ولكن أريد إجازة واحدة ليكون لي أسانيد إلى الكتب الشرعية ويكفي، فما يلبث حتى يأتيه بعض من لديه هوس الإجازات ويقول لماذا لاتكثر من الإجازات والسماع هل أهل البدع أفضل منك هم لهم أثبات وسماعات لماذا لاننافسهم إلى غير ذلك من النصائح التي هي من تلبيس الشيطان فما تأتي السنة إلا وهذا يشار إليه أنه من أكثر طلبة إجازة وسماعاً ورحلة. ثم ماذا!!!!!
إن أهل البدع يفرحون لإنشغال طلبة العلم بالإجازات وتركهم لطلب العلم والدعوة إلى التوحيد والسنة ومحاربة أهل البدع.
ولقد رأيت وسمعت من غرايب هوس الإجازات أن بعض من اشتغل بها قرأ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب قرأه على بعض العلماء عدة مرات وظننت أن هذا لمحبة التوحيد والدعوة إليه وعند التأمل سمعت منه أن هذا لأجل أن هؤلاء العلماء لهم علو في رواية هذا الكتاب إجازة وقراءة وسماعاً. وقس على هذا كتب أهل العلم، وأئمتنا أئمة الدعوة من أهل نجد وغيرهم من العلماء يكررون قراءة كتب التوحيد والسنة للعلم وزيادة الإيمان.
وبعض هذه الإجازات أضعفت التوحيد والسنة والولاء والبراء عند البعض حيث يلازم شيخاً من أصحاب الطرق الصوفية ودعاة الوثنية ليأخذ منه سماعاً وإجازة وقد يكون هذا القبوري يسب دعاة التوحيد والسنة وهذا لايحرك ساكناً المهم متى يتلفظ بالإجازة.
والبعض ممن أصابه هوس الإجازات يبحث عن المعمرين من الشيوخ ممن جاوز التسعين والمائة ممن ليست لهم إجازة يعمد ويتقصد تركيب الأسانيد لهم وتلقينهم عنوة فيقول: ياشيخ هل أدركت العالم الفلاني وقرأت عليه فيقول الشيخ المعمر: نعم، ثم يقول له هل أجازك؟ فيقول الشيخ لاأعرف ما تقصد ولاأفهم ما تقول!!! فيعيد عليه السؤال فيتكرر الجواب. وبعد مدة يلقن الشيخ تلقيناً فيقول نعم العالم الفلاني أجازني. وعند التحقيق ترى أن هذا الشيخ يقصد بالإجازة الإذن له بالفتوى والتدريس.
وقد وقع لي هذا مع الشيخ الفاضل الدكتور عبدالملك بن الشيخ عبدالله بن دهيش، فقلت له وأنا في مجلسه في الرياض ياشيخ: الشيخ محمد بن إبراهيم لم يجيز أحداً من طلبته فقال: لا أجاز والدي ووالده كان من أجل وأخص تلاميذ الشيخ فقلت له ياشيخ هل أجازه بالرواية عنه قال نعم، فقلت ياشيخ لعلك واهم قال: بل الإجازة عندنا، فقلت أريد النظر إليها قال نعم، فجاء ولده بالإجازة وعند قراءتها وجدتها إجازة من الشيخ محمد بن إبراهيم للشيخ عبدالله بن دهيش في الإذن له بالفتوى والتدريس.
وختاماً أقول: تحصيل الإجازات طريقة من سبق من أهل الحديث لكن أن نبالغ في تحصيلها والرحلة إليها على حساب طلب العلم ونصرة التوحيد والسنة لاشك أن هذا من ضياع الوقت وقلة البصيرة.
الكثير مما تقوله حق
ولكن رفقا بإخوانك
فالكثير منهم نيته حسنة
والكثير منهم الله اعلم بهم ....
والبعض ظهر منه التشبع بما لم يعط والتفاخر بعدد الشيوخ حتى ولو كانوا من صغار طلبة العلم
يعدهم من شيوخه ويقول: بلغ عدد شيوخي ثلاثمائة
سبحانك يارب
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 05:16 ص]ـ
بارك الله في الشيخ رياض قد اجدت وافدت كعادتك حفظك الله ورعاك وختم لنا ولك بالحسنى اصبت قلب الحقيقة
لكن الامر يحتاج الى وقفة ومن الملاحظ الان ان معظم السماعات و الاجازات الجيدة عند مشايخ اهل السنة من هم على منهج السلف فالاولى الاكتفاء بالاخذ عنهم وسماع منهم لكي لا نترك هذا العلم يذهب من بين ايدينا بعد ان عاد الينا بعض فترة
وانما الاعمال بالنيات
والاخلاص عمدة الامر
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه
والله يعلم ان لكم في القلب محبة
من اجل حرصكم على السنة
ـ[فياض محمد]ــــــــ[28 - 04 - 10, 11:54 م]ـ
الإجازة النافعة تكون بالقراءة على الشيخ أو السماع منه.
ـ[إسماعيل الشرقاوي]ــــــــ[01 - 05 - 10, 01:44 ص]ـ
نعم. أخي فياض. جزاك الله خيرا وأفاض عليك من العلم والفهم.
ـ[أبوسعيد الزهيري]ــــــــ[03 - 05 - 10, 12:52 ص]ـ
ينبغي الاهتمام بما يلي:
أولا: عرض القرآن على شيخ مسند ضابط عالي السند.
ثانيا: سماع الكتب التسعة وسنن البيهقي الكبرى على أيدي المشايخ المسندين ذوي الإساد العالي.
ثالثا: قراءة المتون التي تحفظ, والكتب الملائمة لتخصصك, بالسند العالي, مع العناية بالضبط.
رابعا: إذا سافرت بلدا ما لأي غرض فاحرص على لقي أهل العلم, واستجازتهم, ولاتعقد سفرا لأجل الإجازة المجردة عن السماع.
وأخيرا اسأل المسندين العارفين, ولاتتصدر لإجازة الناس, وأنت لم تتأهل لذلك, أوفي البلد من هو أولى منك.
¥