من قلة العلم وضحالة الفهم أن يستأثر طالب العلم بالحديث في المجلس مع زملائه وأقرانه ويمنعهم من الكلام إلا إذا سُئل أو طُلب منه أن يتحدث أما إذا تبرع هو بالثرثرة فهذه رعونة.
? طالب العلم إمام في الخير:
قال تعالى: [واجعلنا للمتقين إماماً] قيل في معناها: نأتم بغير ويأتم بنا غيرنا من الصالحين. ومن إمامة طالب العلم أن يكون مُسارعاً إلى الصف الأول في الصلاة مُحافظاً على السنن والنوافل سبّاقاً إلى الخيرات مُسارعاً إلى الصالحات.
كيف تكون مصيبة الناس بطالب العلم إذا صلى في بيته أو نام عن صلاة الفجر؟ وقس على ذلك.
? أنظر بعينين:
يقولون من اكتفى بالحديث عن الفقه أو بالفقه عن الحديث كان كصاحب العين الواحدة لا يرى بالأخرى، ومن جمع بينهما كان كصاحب العينين ومن فقدهما فهو أعمى.
? أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه:
إذا صَعُبت عليك مسألة واستشكلت قضية فعليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الحي القيوم، فلا يكشف الضر إلا هو ولا يحل العقد غيره: [أمّن يجيب المضطر إذا دعاه].
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ضرعاً وعند الله منها المخرج
? دفتر الجيب لجمع الفوائد:
من طلبة العلم من يحمل بجيبه دفتراً للفوائد كلما سمع فائدة أو حكمة أو حديثاً أو بيتاً أو لطيفة سجلها واحتفظ بها وهذا سوف يكون ثري المعلومات واسع الإطلاع.
? لا تُحجم عن الإمامة والخطابة:
قد يُحجم البعض عن الإمامة بالناس وعن خُطبة الجمعة بحجة الخوف من الشهرة والظهور وهذه وسوسة، وهل يستفيد طالب العلم ويحفظ وينتبه إلا إذا تصدر بالإخلاص، إن الإمامة والخطابة تعين بعد الله تعالى على الحفظ والفهم وسعة الإطلاع والجرأة ثم هي من أشرف العبادات وهل كان محمد ? إلا إماماً خطيباً.
تقدم فيهم شهماً إماماً ولولاه لما ركبوا وراءه
? أدب التصرف:
طالب العلم حكيم في تصرفاته أدبياً في إجراءاته فإذا زار إخوانه زارهم في وقت مناسب للزيارة وإذا اتصل بالهاتف اتصل في وقت مناسب للاتصال، ما رأيك في طالب يتصل في ساعة متأخرة من الليل أو بعد الفجر أو عند القيلولة أهذا وقت كلام واتصال؟!.
? الكامل من العلماء:
من فهم نصوص الشريعة كتاباً وسنة وأقوال سلف وعرف مع ذلك الواقع الذي يعيش فيه فأنزل النصوص منازلهم من الواقع فهو الكامل ومن عرف الواقع بلا علم كان كمن عرف المرض ولا علاج لديه ومن فهم النصوص ولم يعلم الواقع كان كمن عنده علاج وهو لا يعرف المرض.
فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
? لا تتقمص شخصية غيرك:
بعض الناس سريع الذوبان في غيره مغرم بالتقليد ينصهر بالحرارة وينكمش بالبرودة إذا أعجبه شخص قلده في كل شيء حتى في سعاله وعطاسه وتثاؤبه وضحكه وبكائه وهذا يدل على انهزام الإرادة وهزال الشخصية والرجل كل الرجل هو العصامي في شخصية يأخذ من الصالحين معاني الفضل التي فيهم كالكرم والصبر والحلم والشجاعة ويدع هذه الأمور الجبلية التي لا طائل لمحاكاتهم فيها.
? نظرة في كتاب المُحلى لابن حزم:
سمعت من يُحذّر طلبة العلم من القراءة في المحلى لابن حزم فحملت هذا التحذير على أحد سببين:
الأول: أن هذا المحذِّر مُقلّد تشبع بالتقليد لا يرى الخروج على المذهب طرفة عين وابن حزم في نظره عدو لهذا النهج أو لأن هذا المحذر ما قرأ المحلى وما مرَّ عليه.
صحيح أن المحلى فيه أمور لا يُوافق عليها كفيه القياس والتأويل في الصفات والنقد المرير للعلماء وبعض المسائل لكن أين الكنوز التي فيه من علم أصيل وتأصيل ودليل ونقل عجيب فاستفد يا طالب العلم منه ولا تسمع للمثبط.
? في ظلال القرآن لسيد قطب:
فيه مواضع كتأويل في بعض آيات الصفات وبعض الملاحظات ولكنه من أجمل ما كتب في موضوعه وهو يدل على صدق صاحبه وإخلاصه فطالعه يا طالب العلم وما أروع عباراته خاصة للخطيب والداعية.
? وسط بين طرفين:
لا أريدك أن تكون يا طالب العلم مُقلداً جامداً فالمقلد أعمى ولا أريدك أن تُهاجم العلماء وتستقل برأيك، لا هذا ولا هذا والوسط الاعتصام بالدليل والاستفادة من كلام العلماء.
? قيد لا بُدَّ منه:
¥