دعوى التمسك بالكتاب والسنة تدعيها كل طائفة حتى المبتدعة ولكن الفارق بينهم وبين أهل السنة في هذه الدعوى أن أهل السنة يدعون للتمسك بالكتاب والسنة على نهج الصحابة والسلف الصالح بمعنى أن نفهم الكتاب والسنة كما فهمها أولئك تماماً وهذا قيد لا بد منه.
? رأي طريف:
اشتغال طلبة العلم بكثرة التأليف تحصيل حاصل وتكثير للمكتبة الإسلامية ولو تفرغ طلبة العلم لتعليم الناس وتفهيمهم كتب السلف كان أجدى وأنفع ومن جرّب عرف.
? من أحسن كتب التفسير:
طفت في كثير من كتب التفسير فما رأيت مثل تفسيرين: تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي وثالثها تفسير الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، أما تفسير ابن جرير الطبري فطويل ولُبّه عند ابن كثير وأما فتح القدير فغالبه نحو وصرف وفيه فوائد وأما الخازن ففيه بدع ومخالفات وأما الرازي فطويل يسرح في أودية ويأتي بأوابد وزاد المسير من أجمع الكتب لأقوال المفسرين ولكن أين الأحاديث النبوية في التفسير.
? التصحيح والتضعيف أمر اجتهادي:
لا يلزم قول أحد في تصحيح حديث أو تضعيفه إذا خالفه إمام مثله إلا بمُرجحات وبعض الطلبة يُلزمون بعضهم بتصحيح أو تضعيف لأحد العلماء قد خالفهم قوم فلماذا يؤخذ بقول هذا ويُطرح قول ذلك.
? إذا سألك عامّي:
إن سألك عامي عن مسألة فاذكر الجواب الراجح الذي تطمئن إليه النفس ولا يلزمك أن تذكر له أقوال العلماء في المسألة فيقع في حيص بيص.
? الردود قسمان:
رد على كافر فهذا واجب ومن أحسن ما يكون [فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان]. ورد على مخالف في مسألة سبق فيها الخلاف عند السلف ولم يُجْمَع عليها فلا تُشغل نفسك بهذا الرد، والله الموفق.
? إعارة الكتب:
لا تمنع مُسلماً من كتاب يُريد الاستفادة منه ولكن سجّل اسم المُستعير والكتاب ومُدّة الإعارة لتكون لك بينة فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر.
? ترتيب المكتبة:
إما على الفنون أو على حروف المُعجم أو على المؤلفين وليكن لك فهرس إذا كثرت الكتب ودرج للمجلات الإسلامية والنشرات ليسهل مُراجعتها عند الحاجة.
? حبذا:
حبذا المُغني ولو خُرّجت أحاديثه، وحبذا المجموع لو ترك وجوه الأصحاب من خرسانيين وعراقيين، وحبذا المُحلى لو أثبت القياس وترك تجريح الناس، وحبذا ابن كثير في التفسير لو أعرض عن بعض الإسرائيليات، وحبذا التمهيد لو كان مُرتباً، وحبذا زاد المعاد لو ترك الاستطراد، وما سلم من النقص إلا كتاب الله عز وجل [ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا].
? مع علماء الجرح والتعديل:
أبو حلتم والأزدي والجوزجاني مُتشددون، والبخاري والنسائي والذهبي مُعتدلون، وابن حبان والحاكم والترمذي مُتساهلون.
? عِلمان وإمامان:
إذا رأيت الرجل يضع من شأن أحمد بن حنبل فهو عدو للسنة وإذا رأيت الرجل يحط من قدر ابن تيمية فهو مخالف لمُعتقد السلف الصالح في الغالب.
? دعوة موفقة:
إنما نجحت دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى بعد توفيق الله لثلاثة أسباب:
1. إخلاص صاحبها.
2. لاعتصامه بالكتاب والسنة.
3. لمعرفته لواقعه ولانضمام من نصره بالسيف.
? أعوذ بالله من تغليظ المشايخ:
بعض الفضوليين همهم تغليظ العلماء وتعجيزهم بالأسئلة وليس المقصود الاستفادة وهؤلاء يُظهر الله للناس عوارهم وعثراتهم، وعلمهم قليل البركة ضحل المنفعة نسأل الله التوفيق.
? الدعوة عند أهل السنة:
الدعوة عند أهل السنة على قسمين: دعوة العامة وهؤلاء يعلمون ما ينفعهم ولا يُشوّش أذهانهم.
دعوة الخاصة وهؤلاء يُناصحون سراً كولاة الأمر ولا تُذكر نصيحتهم على رؤوس العامة إذ لا مصلحة في ذلك.
? خير الخيرين وشر الشرين:
الفطن اللبق من يعرف خير الخيرين وشر الشرين، أما معرفة الخير من الشر فكل الناش يعرفه، وعلى طالب العلم عند دعوته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أن ينظر في المصلحة وتحقيقها ويبدأ بالكبار قبل الصغار من الأمور أي الأولويات. هل يصح أن تنكر تعليق صورة في مكان لا يُصلي أصحابه، أو تُطالب قوماً يشربون الخمر بترك الإسبال.
ووضع الندى في موضع السيف في العُلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
? ختاماً:
في الختام أزجي لك تحياتي يا طالب العلم ودعائي لك بالتوفيق ولعلك تدعو لي معك بالهداية والثبات، أسأل الله تعالى أن يفغر لي ولك وأن يشرح صدري وصدرك للإسلام وسلام عليك ورحمة الله وبركاته وصلى الله على محمد وآله وصحبه، وإلى لقاء.
محبكم: عائض بن عبدالله القرني
... منقول