بل منهم من داهن وباع من دينه ما يشتري به في سوق الإجازات، فلبس الخرقة، وتقلد السبحة، ورضي ذليلاً بشتم أهل السنة في مجالسهم كلّ ذلك ليخرج بورقة مكتوب فيها (أجزت فلاناً)، فإلى الله المشتكى!.
فإن قال قائل: نحن نقمش ثم نفتش!.
قيل: ليس هذا ببذل الدين، والمظاهرة لأهل البدع والتزوير والمين، وإذاعة هذا وإشهاره بين العالمين، فكان الناس من قبل يرون نتاج التفتيش لا نتاج التقميش، فليس كلّ من سمعوا منه حدثوا عنه!، واليوم نرى الصفو والكدر، وتعرض سلع أهل الإجازات وهم في مرحلة التقميش، بل ربما أشادوا بأشياخهم المبتدعة، وحثوا الناس إليهم، وفتنوا الجهال بالثناء عليهم، فيا رب رحماك رحماك.
وجملة القول: أن فتح الباب لكل أحدٍ بالرواية عن أهل البدع، والتساهل في ذلك مثلبةٌ عظيمة، وزلةٌ وخيمة، ومدخل شرٍّ يعود على الناس بالصرف عن دين الله تعالى، والله المستعان.
خاتمة مهمة
وفي الختام، أود أن أشير إلى أن ميدان أهل الرواية اليوم يفتقر –وبشدة- إلى نقاد الرجال بعدل وإنصاف، فلا زلنا بحاجة إلى من تقوم به الكفاية في هذا الباب، فينقد الرواة رجلاً رجلاً بعدل وانصاف، مبيناً:
(1) سلامة دينه.
(2) وسلامة روايته.
وهذان هما المطلبان العظيمان في هذا الفن.
فلو تكرم أهل العلم والاتقان، بتصنيف الكتب في تمييز أحوال الرواة اليوم، والتفتيش عن سلامة مروياتهم، مع بيان سلامة دينهم من عدمه، فإن هذا من أعظم الجهود وأنفعها لأهل الحديث، مع الوصية الدائمة البليغة بالعدل والانصاف، ومعرفة الحق لأهله، وعدم التحامل على صاحب البدعة بما ليس فيه، فلا تغلب سلامة دين السني فتُزكى بها مروياته الساقطة، ولا يغلب فساد دين المبتدع فيرد به مروياته الصحيحة، فالعدل عليه قامت السموات والأرض، والظلم حرمه الله تعالى على نفسه وجعله بين عباده محرما، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الفقير إلى ربه العلي
بدر بن علي بن طامي العتيبي
الرياض الخميس العاشر من شهر صفر 1430هـ
ـ[ماجد الشيحاوي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 06:16 ص]ـ
الأسانيد كلها إن لم أقل أكثرها تمر عن طريق الإمام ابن حجر الصوفي الأشعري
فهل ياترى نترك الرواية عن طريق السند والإجازة!!!!
ـ[عبد الله سفيان]ــــــــ[06 - 02 - 09, 10:18 ص]ـ
هكذا علمك شيخ الطريقة النقشبندية على أن ابن حجر العسقلاني كان صوفيا أشعريا
ما هي الطريقة الصوفية التي كان يتبعها ابن حجر؟
هذا هو ردك العلمي يا دكتور (كما تدعي) على كل ما كتب
الحمدُ للهِ الذي عافاني مِمّا ابتَلَى بِهِ آخَرينَ و فَضّلني على كثيرٍ ممَّن خَلَقَ تفضيلا!
أسأل الله العظيم أن يجيزي الشيخين الرياض، والبدر خير الجزاء
ـ[نواف البكري]ــــــــ[06 - 02 - 09, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا على ما كتبتم وساهمتم
يا ماجد الشيخاوي:
اعتراضك تجد جوابه هنا:
ولكن قد يروى عن بعض من وصم ببدعةٍ لمصالح تدعو إلى ذلك كجلالتهم في الحفظ والرواية، أو انفرادهم بعلوٍ أو إسناد، ونحو ذلك.
وقد كانت أمثال هذه الدوافع متحققة في زمن النقل والرواية، ولا تزال أشباه تلك الدوافع موجودة إلى زماننا بإباحة الرواية عمن علم بالبدعة عند الحاجة إلى ما عنده من علمٍ أو شرف علوٍ صحيح، ولكنّ هذا لا يعني التنازل عن المبادئ العقدية، أو المغالاة في الثناء على صاحب البدعة
[/ size]
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 10:40 م]ـ
الأسانيد كلها إن لم أقل أكثرها تمر عن طريق الإمام ابن حجر الصوفي الأشعري
فهل ياترى نترك الرواية عن طريق السند والإجازة!!!!
وهل إذا تركتها تأثم؟!!
في الحقيقة لا ينكر عاقل تأثر الحافظ ابن حجر بالأشاعرة والصوفية ولكنه رد عليهم كثيراً في الفتح وغيره مما يدل على أنه ليس أشعرياً صوفياً صرفاً كما يوهم البعض
وإليك البراهين
¥