وما الهجوم الظالم الذي يتعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم والتخرصات التي يسوقها عليه اعداء الاسلام اليوم سوى محاولات لتقويض قوة ديننا الحنيف وتفتيت أمتنا الاسلامية وهي محاولة قديمة جديدة لن نستطيع مواجهتها والتصدي لها الا بمزيد من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذود عن دعوته، ومن النافل ان نقول ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ربا يحميه ويثبت حبه في قلوب المؤمنين والناس عامة، لكن حب رسول الله ينبغي ان يكون ممارسة وعقيدة وسلوكا يوميا.
فنحن في عصر الغزو الثقافي والفكري والديني عصر الفضاءات والسماوات المفتوحة وارتجاجات المفاهيم والقيم وليس من حصن حصين لنا ولاجيالنا سوى نهج حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بدعوته والذود عنها.
فلا يكفي أبدا ابداء الاهتمام بدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام ومحبته دون ان يكون لذلك ترجمة حقيقية في حياتنا وذلك من خلال.
1 - الفهم العميق لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - ترجمة هذه المبادئ إلى واقع نطبقه في حياتنا ولا نخاف في الله لومة لائم.
3 - الأمر الثالث والأخير وهو الاختبار الحقيقي لنا أن نقدم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته على مصالحنا الدنيوية الفانية.
فهل نحن فاعلون؟
واختم كلمتي بحادثة للإمام مالك رحمه الله تعالى وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه
قال عبدالله بن مبارك:
كنت عند مالك وهو يحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلدغه عقرب ست عشرة مرة ومالك يتغير ويصفر ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من المجلس، قلت له يا أباعبدالله لقد رأيت منك عجبا قال نعم إجلالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عبادة غالية
بعد ذلك ألقى شاعر المجالس الشيخ محمد فال الشنقيتي قصيدة رائعة بهذه المناسبة، وكان الختام مع كلمة الشيخ أنور الحمد مدير مكتب الشؤون الفنية في قطاع المساجد قال فيها بعد الحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
إخواني الكرام من العلماء والمتعلمين والمتعلمات: لقد منَّ الله علينا وأكرمنا وشرفنا حين عقدنا النية في استكمال مسيرة مجالس القراءة والسماع، والحمد لله حين تضافرت جهود السابقين واللاحقين في دعم مشاريع طلب العلم تلك العبادة الغالية: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) فهنيئاً لمن بدأ بالنية وانتهى عليها (فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
وهنيئاً لكم جميعاً حين حفتكم الملائكة وذكركم الله فيمن عنده، وحين حبستم أنفسكم كل يوم خمس ساعات ونصف الساعة في زمن يكثر فيه المضيعون لصلاتهم وتلاوة كتاب ربهم، وهنيئاً لكم وضوح الغاية وهمتكم العالية في طلب الجنة.
يقول صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة».
انكم تعلمون وتعمدون في هذه المجالس على إضاءة طريقكم إلى الجنة وعبور الصراط: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
ونوصيكم أيها الاخوة الكرام الأعزاء بالالتزام التام بالقدوة الحسنة قولاً وعملاً ومواصلة طلب العلم الشرعي والابتعاد عن مواطن الخلاف وتعليم شبابنا ذكورا وإناثا بالحكمة والموعظة الحسنة أصول ومقاصد الدين وتفسير القرآن الكريم وشروح الأحاديث النبوية الشريفة ومطالعة سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته الطيبين الطاهرين والتابعين والصالحين رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الختام:
أتقدم بالشكر والتقدير وعظيم الاحترام وباسمكم جميعا إلى الشيخ الكريم عبدالوكيل بن عبدالحق الهاشمي والسيد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والسيد الوكيل المساعد لشؤون المساجد الأستاذ وليد خالد شعيب والشيخ الكريم د. وليد العلي والأستاذ فيصل العلي والشيوخ الكرام والقراء المميزين والأستاذ رئيس قسم البرامج الثقافية الأخ طلال العباسي واخوانه الأبطال، ولكم كل الشكر والتقدير والحمد لله رب العالمين.
مسند الدارمي
شعر الشيخ: محمد فال أبوالشنقيطي
أترغب في حافظ عاصم
من النفس في جهلها الغاشم
فهذا الحديث يفوح شذاه
بقول النبي أبى القاسم
نماه إمام حفيظ أمين
لعلامة صائم قائم
فجاء كتاباً فريداً بديعاً
تمثل في مسند الدارمي
فسارع وبادر إلى مسجد
ورابط بجمع به زاحم
فمن بعد عصر إلى مغرب
لوقت العشا بغية الحالم
صلاة تقام وبعد حديث
فهذا غذاء الفتى الطاعم
فيا عين قري بمجلس علم
تداعى له نخبة العالم
بدورةِ فقه وعلم وفهم
تفقه للعالم الفاهم
تقوم الوزارة مشكورة
بها للمقيم وللقادم
ففرض الكفاية قامت به
ففازت بتقديرنا الدائم
تعرفنا سنة المصطفى
تذود عن الشرع بالصارم
ومنهجها مهيع مستقيم
يعز على الناثر الناظم
بناء مشيد تعهده
وزير يوجه من حاكم
طريق قويم يعبده
وكيل يساعد من طاقم
سعى (فيصل) قبل في رسمه
وسار الخليفة كالراسم
خطى خلف يقتفى خطوة
على منهج هادف حازم
فيمسك عبد الوكيل الشغاف
بملحوظة من فتى راقم
تعلم بالثدي منذ صباه
وما منع الثدي من فاطم
ورثت المكارم من ماجد
وفهامة ضابط عالم
وأعطيت حفظا وفهما وسمتاً
وفيضا من الواحد الدائم
فأنت العصامي أنت العظامي
في المنتدى أيها الهاشمي
ويا (أنور الحمد) المجتبى
أنرت دروب المدى القاتم
وصححت فاء وعينا ولاما
لمعتل فعل من السالم
فجاء السماع بصدق سماعا
بصوت فصيح ند ناعم
جزيت من الله ما تستحق
على سنة أيها الحاتمي
ونرجو انتجاعا قبيل المصيف
من (الدارقطني) و (الحاكم)
وأهدي صلاة بأزكى سلام
على (أحمد) الحاشر الخاتم
¥