تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه بعض أقوال علمائنا الكبار في الألباني، فماذا يريد العسكر من الخروج عن سبيلهم؟ إنهم – رغم ردهم على الألباني في هذه المسأئل الفرعية – لم يتهموه في عقيدته ومنهجه؛ لأنهم بالله أعرف، وله أخشى، فلا يقولون إلا ما يرضي الله تعالى، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

لقد ضم الدكتور العسكر قلمه – بتلك المقالة – إلى أقلام الجهمية والصوفية والقبورية الذين ينطقون ويكتبون: " الألباني وهابي " " الألباني من الوهابية " ولا أظن مقالاتهم تخفى على الكاتب وقد تخصص في " العقيدة " إن الألباني غير معصوم - كبني البشر – وله أخطاء لا يوافقه علماؤنا الكبار عليها، ونحن تبع لهم في ذلك؛ لأننا نعتقد أن أدلتهم أقوى، لكن لم يكت أحد من علمائنا الكبار: أن الألباني ليس بسلفي أو هو مبتدع، وإنما يختلفون معه كما يختلفون العلماء من لدن الصحابة إلى يومنا هذا في الفرعيات الشرعية، ويبقى الحب لأهل السنة والتوحيد، كما قال الإمام إبراهيم النخعي: " كانوا يتزاورون وهم مختلفون " رواه يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتأريخ ". (3/ 134).

إن الألباني يختلف تمام الاختلاف عن الأحزاب والتنظيمات والجماعات. فهو عالم، يربي بالعلم الشرعي، ويحرم التحزب وتنظيمه .. كما يرى أن الدولة السعودية هي دولة إسلام وبلاد توحيد، وأنها لا تسلم من أخطاء البشر، إلا أنها الآن أفضل دولة إسلامية على الإطلاق. ويرى في قوله الأخير – أن تعدد الئمة عند الضرورة جائز، فتتعدد بذلك الدول – فمحاولة الكاتب أن يوهم القراء بأن الألباني له تنظيم؛ كذب وافتراء، وقد صعد الكاتب صراحة إلى ماهو أسوأ من ذلك، حيث قال: إنه سبب ما يق في الأمة من مشكلات – هذه فحوى عبارته – وأقول: سبحان الله. وايم الله لقد علم الدكتور العسكر – ومنه سمع الناس ذلك – أن سبب الافتراق ونحوه قوم يعرفهم الدكتور جيدا بل هم الذين غذوه ومعهم نشأ، وهؤلاء القوم أشد أعدائهم: كتب الألباني. بل بعضهم يتعدى ويصف كتبه والكتب القديمة عموما: بأنها كتب " صفراء " فمن سبب الافتراق والاختلاف إذن؟ لعل الدكتور لا يتغير – لتغير الظروف – فيخرج بقول ثالثٍ!!

وأخيرا: أدعو الكاتب إلى الرجوع إلى الله، والمحافظة على لحوم العلماء من الأكالين، وأن لا يكون سببا لجلب عدواة الناس للبلاد والعباد، وليكن بين ناظريه: أن مَن رام الشُّهْرَة على أكتاف العلماء سقط فكسرت عنقه.

قد تجاوزت الحد!!

((الحلقة الثانية))

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد.

فيتابع الدكتور العسكر انتقادته على الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، حيث نشر الحلقة الثانية من مقاله " أي سلفية يدعيها الألباني ... ؟ " في جريد " عكاظ " 29/ 11/1418هـ وهنا أحب ان أبين أن الكاتب غير أمين في النقل، وأنه يغمض عينه عمدا عما هو جدير بإبرازه أمام أعين القارئ ليحيط علما صافيا بما طُرح حول موضوع الألباني، فأقول:

هناك عبارات متناثرة في كتب الألباني، وتحقيقاته، وأشرطته، فيها الثناء الصريح على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – وفيها وصف الشيخ محمد بن عبدالوهاب بأنه شيخ الإسلام، فهل ترى نفسك – أيها الأخ الكريم – مشتاقا إلى النظر فيها؟ إنها كثيرة جدا، أقتصر على نقلين منها، ثم أبين لك لماذا كتمها عنك " العسكر " مع معرفته بها وبمواضعا، وما حقيقة ما نقله العسكر ما زعم أنه قدح من الألباني في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله -.

1 – قال الشيخ الألباني في الرد على من ذم الشيخ محمد بن عبدالوهاب لكونه من " نجد " ونزل على حديث " نجد قرن الشيطان ":

(بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد عبدالوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد " نجد " المعروفة اليوم بهذا الاسم. وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليس هي المقصودة بهذا الحديث، وإنما هي العراق كما دل عليه أكثر طرق الحديث، وبذلك قال العلماء قديما ...... ) اهـ. كلام الألباني من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (ج5/ص305) الطبعة الأولى عام 1412هـ مكتبة المعارف بالرياض.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير