كان شيخا يزيد في الرقم، ويدعي سماع أجزاء لم يسمعها، وكان يلحق اسمه في الأجزاء، ويمحو اسم بعض الناس، ويثبت اسمه مكانه، وهو شيخ عامي غير أنه يفعل في الأجزاء هذا، وربما كان سماعه صحيحا في ذلك الجزء، فيلحق اسمه مع طبقة أخرى ويكتب اسمه
ولم يكن موثوقا به، وله سماع صحيح لا شك، غير أنه أفسد سماعاته والله يرحمنا وإياه ... سمعت منه " مجلسا من إملاء أبي عبد الله بن مندة "، سمعت منه من أصل سماعه بخط غيره
ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ
الفائدة الرابعة عشرة ومائة (3/ 1722)
كان يتورع عن أكل طعام والده لأنه يخالط أصحاب السلطان
سبب تسميته أشعاره بالسَّحريَّات
ترجمة أبي المحاسن مسعود بن محمد بن غانم بن محمد ابن أبي الحزم بن أحمد بن علي بن إبراهيم الأديب الغانمي الجراحي من أهل هراة
ولد بطوس، ونشأ بنيسابور، وتفقه ببلخ، وسكن هراة، كان إماما فاضلا ورعا، كثير العبادة، تفقه ببلخ على الإمام أبي جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وقرأ الأدب على والده الأديب أبي العلاء الغانمي، وكان يتورع عن أكل طعام والده لاختلاطه بأصحاب السلطان، عُمِّرَ العُمُرَ الطويلَ في طاعة الله، وكان سريع النظم كثيره، ويسمي أشعاره بالسَّحريات، يعني جمعها وأنشأها وقت السَّحر
... سمعت منه حديثا أو حديثين في الرِّحلة الأولى إلى هراة، وأكثرت عنه في النَّوبة الثَّانية، فمن جملة ما سمعت منه:
1 - كتاب " شمائل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " للترمذي
2 - وكتاب " المسند " للهيثم بن كليب القدر الذي كان عند الخليلي وهو قدر ثلاث مجلدات بروايته عن الخليلي عن الخزاعي عنه.
أنشدني مسعود بن محمد الغانمي لنفسه إملاء:
كتمت هوى ليلى فأفشته عبرتي ... وكِتمان حب الغانيات عسير
تجور ولا عدل لدي وإنني ........... أسير هواها، والمحب أسير
أنشدني مسعود لنفسه إملاء:
أضعنا عمرنا في غير شيء ... فيا لهفي على تلك الإضاعه
وكلُّ بضاعة لا ربح فيها .... فلا كانت لنا تلك البضاعة
وأنشدنا مسعود الأديب لنفسه:
إذا ما النَّاس تابوا عن ذنوب ... فإنَّي عن عباداتي أتوب
إذا فكرت في أيام عمري ....... فإني من خطيَّاتي أذوب
ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ
الفائدة الخامسة عشرة ومائة (3/ 1728)
التحسر على زمن الخير
أعتقه وردَّة لسيدة بسبب أبيات قالها
ترجمة أبي الفرج مسعود بن المطهر بن المظفَّر بن أحمد السميرمي، من أهل سميرم بلدة بين أبها وشيراز
لقيته بأصبها في دار الشيخ أبي القاسم إسماعيل الحافظ، وكنا ننتظر خروجه فعلقت عنه شيئا من الشِّعر في سنة إحدى وثلاثين:
أنشدنا أبو الفرج السميرمي إملاء من حفظه بأصبهان أنشدنا أبو المؤيد محمد بن المطهر بن غانم الحسناباذي أنشدني أبو عبد الله ابن الفتى الأديب لنفسه:
تَعَطَّلَتِ المَجَالِسُ وَالمَدَارس ... وَرِيْحُ الخَيْرِ أَصْبَحَ وَهْوَ دَارِس
وَزَالَتْ دَوْلَةُ الأَحْرَارِ طُرّاً ..... فَأَنْجُمُهُم وَإِنْ طَلَعَتْ مَنَاحِس
(أنى) بَعْدَ الْوَزِيْرِ أَبِي عَلِيٍّ ..... يُرجَّى الخَيْر فِي زَمَنِ الأَبَالِس
فَقُلْ لِلأَعْوَرِ الدَّجَّالِ بَادِرْ ..... فَمَا لِلدِّيْنِ وَالإِسْلاَمِ حَارِس
سمعت أباالفرج السميرمي من حفظه يقول:
كان معبد له غلام اشتراه صغيرا، حتى نشأ وترعرع في داره، فاحتاج معبد إلى شيء، وصفرت يداه، فباعه.
فأنشد:
وما كنت أخشى معبدا أن يبيعني ........ بشيء ولو أضحت أنامله صفرا
أشوقا ولما يمض لي غير ليلة ............... فكيف إذا سار المطي بنا شهرا
أخوكم ومولاكم وصاحب سركم ... ومن قد نشا فيكم وعاشركم دهرا
فلمَّا سمع المشتري بهذه الأبيات أعتقه وردَّه إلى معبدٍ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 02 - 10, 09:11 م]ـ
شيخنا الكريم
هل بالإمكان أن أجد هذا الكتاب يباع في المكتبات .. ؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 10, 10:51 م]ـ
وإنا لقوم ما نعود خيلنا .............. إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الورع ألوان خيلنا ... من الطَّعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها ....... صحاحا ولا مستنكر أن تعفرا
فقلت عند ذلك: ما رأيت كاليوم!، ثلاثة بلغوا من عسكر فيه من في عسكرنا ما بلغ هؤلاء!
فقال الحريش: فما يمنعك من مثلها أبا خالد؟
فقلت: بمن؟
فقال: بي وبك وبمولاي هذا
وشددنا ثلاثة، فصنعنا بصفهم كما صنعوا بصفنا، ثم خرج الحريش، وأخذ بزج رمحه يجره وهو يقول
حتى خرجن بنا من تحت كوكبهم ... حمرا من الطعن أعناقا وأكفالا
تلك المكارم لاقعبان من لبن ............ شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
فمثل هذا فأفعلوا وانذروا، ولا تنذروا نذر العجائز والضعاف.
ثم قال: ادن يا شيخ فأوف بنذرك فدنا فقبل رأسه. [/ INDENT]
وننكر يوم الروع .................. الأبيات وهي من قصيدة للنابغة الجعدي قيلت أمام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وايضا الأبيات التي أنشدها الحريش كذلك للنابغة الجعدي ....
متابع مستفيد فجزاك الله عني خيراً ..... كتاب ليس في يدي تنتقى منه الفوائد وتهدى إلي ................... لله دركم يا أهل الحديث
¥