يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرِّجل
ترجمة أبي الفتوح ناصر بن الحسن بن مسعود الغساني السرخسي الواعظ.
كان واعظاً كثير المحفوظ، جاري اللسان، غير أنه يقع في أعراض الناس، يتعصب تعصباً فاحشاً في مجالسه وكلامه، ويسرف في ذلك، ويخالط الناس على حسب مرادهم، ولا يتورع عن شيء مما يعرض عليه.
كتبت عنه حديثاً واحداً من " معجم " أبي القاسم الدمشقي
وقتل بهراة ليلة الاثنين الرابعة من رجب سنة خمسين وخمسمئة، قتله بعض الأتراك الفلكية لما بلغه أنه أساء القول فيه عند السلطان سنجر بن ملكشاه.
ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ
الفائدة الثَّانية والعشرون ومائة (3/ 1809)
كَانَ عَسِرَ الخُلُق، بَسِرَ الوَجْهِ، لم يسمع أحد منه أكثر من ابن السَّمعاني
أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر ابن أبي عمر محمد بن الحسين ابن محمد بن القاسم بن ملك ابن أبي الهيثم البسطامي المعروف بالسيدي من أهل نيسابور.
ختن أبي المعالي الجويني على ابنته، كان من بيت العلم والتقدم، وهو في نفسه فقيه عالم، خيّر كثير العبادة والتهجد، ولكن كان عسر الخلق، بسر الوجه، لا يشتهي الرواية، ولا يحب أصحاب الحديث، وكنا نقرأ عليه بجهد جهيد وبالشفاعات.
... كتبت عنه الكثير، وظنِّي أن أحدا لم يسمع منه أكثر مما سمعت، فمن جملة ما سمعت منه:
1 - كتاب " الموطأ " لمالك بن أنس، إلا كتاب " المساقاة والقراض " ...
2 - وكتاب " التوكل " لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام ...
3 - وكتاب " شعار أصحاب الحديث " للحاكم أبي أحمد الحافظ ...
4 - وسبعة أجزاء ضخمة على الولاء من " انتقاء أبي عمرو البحيري على أبي عمرو بن حمدان " ...
5 - وسمعت منه قريباً من " عشرة أجزاء من حديث الحاكم أبي أحمد الحافظ " مشتملة على " حديث هشام بن عمار، وغيره " ...
6 - وسمعت منه " خمسة أجزاء من حديث أبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني " ...
7 - والجزء الرابع والخامس من " حديث عبدان الجواليقي" ...
8 - وجزئين من " مسند الحسن بن سفيان " من " مسند عبد الله بن عباس " ...
9 - وجزءاً من " حديث أبي عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي " ...
10 - ومجلساً من " إملاء أبي سهل الصعلوكي " ...
11 - والنصف الآخر من كتاب " مناقب الشافعي " بروايته عن مصنفه أبي بكر البيهقي.
12 - وكتاب " فوائد الحاج " في أربعة أجزاء لأبي عمرو بن حمدان ...
13 - وجزءاً من " مسند الأنصار الذين شهدوا بدراً والعقبة " لأبي العباس الحسن بن سفيان بروايته عن أبي عثمان عن أبي عمرو بن حمدان عنه
وكانت ولادته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وأربعمئة بنيسابور، هكذا ذكر لي لما سألته
وتوفي بها وقت الضحى يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمئة، ودفن بالحيرة.
ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ
الفائدة الثَّالثة والعشرون ومائه (3/ 1822)
الحث على إعارة الكتب وعدم إخفائها عن محتاجها
ترجمة أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن ابن البوقي الواسطي.
فقيه فاضل، حسن السيرة، سمع أبا الكرم خميس بن أحمد ابن علي الحوزي الحافظ، وجماعة بعده، لقيته بواسط، وكتبت عنه شيئاً يسيراً في شوال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمئة.
أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي املاء من حفظه بواسط وأنا سألته، قال وجدت بخط شيخنا خميس بن أحمد بن علي الحوزي من شعره في إعارة الأجزاء:
كُتُبِي لأَهْلِ العِلْمِ مَبْذُوْلَةٌ .... أَيْدِيْهِمُ مِثلُ يَدِي فِيْهَا
مَتَى أَرَادُوْهَا بِلا مِنّةٍ ........... عَارِيَّةً فَلْيَسْتَعِيرُوْهَا
حَاشَايَ أَنْ أَمنَعَهَا عَنْهُمُ ... كَلاَّ كَمَا غَيْريَ يُخْفِيْهَا
أَعَارَنَا أَشْيَاخُنَا كُتْبَهُم .... وَسُنَّةُ الأَشْيَاخِ نُمْضِيْهَا
ـ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ•ــ
الفائدة الرَّابعة والعشرون ومائة (3/ 1833)
كتب عنه لغرابة اسمه
ترجمة أبي بكر لامع بن عبد الله بن علي الصائغ المعروف بالحكيم من أهل مرو
كان من المختصين بي، وسمع معي الحديث من جماعة، مثل الإمام أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، والفقيه أبي طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي، وغيرهما، وكان راغبا في الخير وصحبة العلماء، خفيفا، سمعت منه حديثا أو حديثين لغرابة اسمه
¥