تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إمام، فما أتقنه للسنة، واعرفه بوضعها في محالها وأدائها رجالا ومكانا وزمانا، فكان لايتهور بالأحاديث ويرمى بها جزافا، ولا يعطيها إلا لمن يستحقها، فقد قال ابن هرمز: لازمته خمس عشرة سنة من الغدّو إلى الزوال في علم لم أبثه لأحد من الناس،

واخرج ابن عبد البر عن عمر بن عبد الواحد صاحب الأوزاعى قال: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوما، فقال: كتاب الفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما! ما أقل ماتفهمون فيه،

• في الأصل ابن فهد وإنما هو أبو الحسن بن فهر المصري،

(ا) نقل الزرقانى أنه كتب بيده الشريفة مائة ألف حديث / أوجز المسالك 1/ 101

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي خليد قال: أقمت على مالك فقرات الموطأ في أربعة أيام، فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام!! لا فقهتم أبدا،

وقال سعدون الورجبي يمدح الموطأ وصاحبه:

أقول لمن يروي الحديث ويكتب ويسلك سبل الفقه فيه ويطلب

إذا شئت أن تدعى لدى الخلق عالما فلا تعد ما تحوى من العلم * يثرب

أتترك دارا كان بين بيوتها يروح ويغدو جبرائيل المقرب؟

ومات رسول الله فيها وبعده بسنته أصحابه قد تأدبوا

وفرق شمل العلم في تابعيهم وكل امرئ منهم له فيه مذهب

فخلصه بالسبك للناس مالك ومنه صحيح في المقال * وأجرب

فأبرى لتصحيح *الرواية داءه وتصحيحها فيه دواء مجرب

ولو لم يلح نور الموطأ لمن سرى بليل عماه مادرى أين يذهب

فبادر موطأ مالك قبل فوته فما بعده إن فات للحق مطلب

ودع للموطأ كل علم تريده فان الموطأ الشمس والعلم كوكب

هو الأصل طاب الفرع منه لطيبه ولم لايطيب الفرع والأصل طيب؟

هو العلم عند الله بعد كتابه وفيه لسان الصدق بالحق معرب

لقد أعربت آثاره ببيانها فليس لها في العالمين مكذب

ومما به أهل الحجاز تفاخروا بأن الموطأ بالعراق محبب

وكل كتاب بالعراق مؤلف نراه بآثار الموطأ يعصب (ا)

ومن لم تكن كتب الموطأ ببيته فذاك من التوفيق بيت مخيب

أبعجب منه إذ علا في حياته؟ تعاليه من بعد المنية أعجب

جزى الله عنا في موطأه مالكا بأفضل ما يجزى اللبيب المهذب

لقد أحسن التحصيل في كل ما روى كذا فعل من يخشى الإله ويرهب

لقد رفع الرحمن بالعلم قدره غلاما وكهلا ثم إذ هو أشيب (ب)

فمن قاسه بالشمس يبخسه حقه كلمع نجوم الليل ساعة تغرب (ج)

يرى علمهم أهل العراق مصدعا إذا لم يروه بالموطأ يعصب (د)

وما لاح نور لامرئ بعد مالك فذمته من ذمة الشمس أوجب* (ه)

• في الأصل الكتب والتصحيح من التمهيد

• في الأصل الجليس

• في الأصل بتعمييم

(ا) و (ب) و (ج) و (د) و (ه) زيادة من التمهيد 1/ 63

لقد فاق أهل العلم حيا وميتا فأضحت به الأمثال في الناس تضرب

وما فاقهم إلا بتقوى وخشية وإذ كان يرضى في الإله ويغضب

فلا زال يسقى قبره كل عارض بمنبعق* ظلت غرابيبه* تسكب

ويسقى قبورا حوله دون سقيه فيصبح فيها بينها وهو معشب* (ا)

وما بي بخل أن تسقى كسقيه ولكن حق العلم أولى وأوجب* (ب)

فلله قبر دمعنا فوق ظهره وفي بطنه ودق السحائب تسكب* (ج)

وأما تسميته بهذا الاسم، فقد قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكنانى الأصبهاني: قلت لأبى حاتم الرازي، موطأ مالك، لم سمي موطأ؟، فقال: شيء قد صنعه ووطأه للناس، حتى قيل: موطأ مالك، كما قيل: جامع سفيان،

وقال أبو الحسن بن فهر بسنده إلى بعض المشايخ، قال: قال مالك: عرضت كتابي هذا على سبعين فقيها من فقهاء المدينة، فكلهم واطأنى عليه، فسميته الموطأ،

قال ابن فهر: لم يسبق مالكا أحد إلى هذه التسمية، فان من ألف في زمانه، بعضهم سمى بالجامع، وبعضهم بالمصنف، وبعضهم بالمؤلف، ولفظة الموطأ، بمعنى الممهد والمنقح، انتهى،

واخرج ابن عبد البر عن المفضل بن محمد بن حرب المدني، قال: أول من عمل بالمدينة على معنى الموطأ عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وعمل ذلك كلاما بغير حديث، فجئ به مالكا فنظر فيه، فقال: ما أحسن ما عمل!! ولو كنت أنا الذي عملت لابتدأت بالآثار ثم ثنيت ذلك بالكلام،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير