تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: ثم إن مالكا عزم على تصنيف الموطأ فصنفه، فعمل من كان بالمدينة يومئذ من العلماء الموطآت، فقيل لمالك: شغلت نفسك بعمل هذا الكتاب، وقد شركك فيه الناس، وعملوا أمثاله، فقال: ائتوني بما عملوا، فأتى بذلك فنظر فيه، ثم نبذه فقال: لتعلمن انه لايرتفع إلا ما أريد به وجه الله،قال: فكأنما ألقيت تلك الكتب في الآبار، وما سمع لشيء منها بعد ذكر يذكر،

قال ابن عبد البر: وبلغني عن مطرف بن عبد الله الأصم صاحب مالك قال: قال لي مالك: ما يقول الناس في موطئي؟ قلت له: الناس رجلان، محب مطر، وحاسد مفتر، فقال لي مالك: إن مدّ بك عمر فسترى ما أراد الله به،

• في الأصل بمنفتق

• في الأصل عن الله

(ا) و (ب) و (ج) زيادات من التمهيد

ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[26 - 12 - 09, 01:46 ص]ـ

\ [ U\5"] الباب الأول [/\

[\فيما للعلماء في مدح موطأ الإمام\/ U

] وما اشتمل عليه من شفوق الفضل والمزايا العظام، وفيه مسائل منها ما ذكر، ومنها مالهم في اختصاصه بهذا الاسم، وتحليته بهذه التحلية، وما السبب في وضعه، وما جاء فيه من البشائر النبوية، وما وصفه به في الصحة الأئمة الكبار، وما الموجود فيه بعد التخلص من الأحاديث والآثار، ومن روى عنه الموطأ من ذوى الرسوخ، وعمن رواها هو من أئمة الشيوخ،

فأما للناس في مدحه:

فاعلم أن كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة المجمع على جلالته، من اجلّ المصنفات، وأنفس المؤلفات،

قال القاضي أبوبكر بن العربي في شرح الترمذي: الموطأ هو الأصل الأول واللباب، وكتب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب، وعليهما بنى الجميع، كمسلم والترمذي، قال: وذكر ابن اللبان أن مالكا روى مائة ألف حديث، جمع منها في الموطأ عشرة ألاف، ثم لم يزل يعرضها على الكتاب والسنة، ويختبرها بالآثار والإخبار، حتى رجعت إلى خمسمائة،

وقال الكيا الهراسي في تعليقه في الأصول إلى موطأ مالك: كان اشتمل على تسعة ألاف حديث، ثم لم يزل ينتقى حتى رجع إلى سبعمائة،

واخرج الحسن بن فهر* في فضائل مالك عن عتيق بن يعقوب، قال: وضع مالك الموطأ، وفيه أربعة ألاف حديث أو أكثر، ومات وهى ألف حديث ونيف، يخلصها عاما عاما بقدر مايرى أنه أصلح للمسلمين، وامثل في الدين، ثم إن هذه العشرة ألاف حديث التي اسقط أكثرها من الموطأ ما تركها وأهملها رأسا، بل يحّدث كل قوم بما يفهمونه منها، بل ولا المائة ألف التي رواها عن شيوخه، (ا) وكتبها بيده، فقد رواها عنه أصحابه، وعملوا بها على قدر افهماهم ودياناتهم وصدقهم، فقد روى أنه أخذ عنه عشرون ألف مجتهد، ولكل من خواص أصحابه اجتهاديات، وأمور مستنبطات من أصول مخرجات، وهي سبب اتساع مذهبه المشبه بالعراق، وغالبها موجود في دواوين مذهبه السبع المعروفة، فالذي في خصوص مدونة سحنون منها خمسون ألف حديث، ثلاثون ألفا مرفوعة، وعشرون ألفا موقوفة،مما غالبها لامجال للرأي فيه، وكل واحد من الستة الباقية فيها جملة وافرة، فلله دره من إمام، فما أتقنه للسنة، واعرفه بوضعها في محالها وأدائها رجالا ومكانا وزمانا، فكان لايتهور بالأحاديث ويرمى بها جزافا، ولا يعطيها إلا لمن يستحقها، فقد قال ابن هرمز: لازمته خمس عشرة سنة من الغدّو إلى الزوال في علم لم أبثه لأحد من الناس،

واخرج ابن عبد البر عن عمر بن عبد الواحد صاحب الأوزاعى قال: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوما، فقال: كتاب الفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما! ما أقل ماتفهمون فيه،

• في الأصل ابن فهد وإنما هو أبو الحسن بن فهر المصري،

(ا) نقل الزرقانى أنه كتب بيده الشريفة مائة ألف حديث / أوجز المسالك 1/ 101

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي خليد قال: أقمت على مالك فقرات الموطأ في أربعة أيام، فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام!! لا فقهتم أبدا،

وقال سعدون الورجبي يمدح الموطأ وصاحبه:

أقول لمن يروي الحديث ويكتب ويسلك سبل الفقه فيه ويطلب

إذا شئت أن تدعى لدى الخلق عالما فلا تعد ما تحوى من العلم * يثرب

أتترك دارا كان بين بيوتها يروح ويغدو جبرائيل المقرب؟

ومات رسول الله فيها وبعده بسنته أصحابه قد تأدبوا

وفرق شمل العلم في تابعيهم وكل امرئ منهم له فيه مذهب

فخلصه بالسبك للناس مالك ومنه صحيح في المقال * وأجرب

فأبرى لتصحيح *الرواية داءه وتصحيحها فيه دواء مجرب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير