ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:00 ص]ـ
وقال بعض العلماء: إن البخاري إذا وجد حديثا يؤثر عن مالك لايكاد يعدل به إلى غيره،
وأما الموجود فيه بعد التلخيص من الآثار، فقد قال أبوبكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي ?، وعن الصحابة والتابعين، ألف وسبعمائة وعشرون حديثا، والمسند منها ستمائة حديث، والمرسل مائتان واثنان وعشرون حديثا، والموقوف ستمائة وثلاثة عشر، ومن قول التابعين مائتان وخمسة وثمانون،
قال ابن حزم في كتاب مراتب الديانة: أحصيت ما في موطأ مالك، فوجدت فيه من المسند خمسمائة ونيفا، وفيه ثلثمائة ونيف مرسلا، وفيه نيف وسبعون حديثا قد ترك مالك نفسه العمل بها، وفيه أحاديث ضعيفة،وهّاها جمهور العلماء.
وأما من روى عنه الموطأ،
فقد قال الحافظ صلاح الدين العلائي: روى الموطأ عن مالك جماعات كثيرة، وبين رواياتهم اختلاف، من تقديم وتأخير، وزيادة ونقص، وأكثرها رواية القعنبي،ومن أكبرها وأكثرها رواية أبي مصعب،فقد قال ابن حزم: في موطأ أبي مصعب زيادة على سائر الموطآت نحو مائة حديث،
وقال الغافقي في مسند الموطأ: اشتمل كتابنا هذا على ستمائة حديث وستة وستين حديثا، وهو الذي انتهى إلينا من مسند موطأ مالك، قال: وذلك أنى نظرت الموطأ من اثنتي عشرة رواية رويت عن مالك، وهي رواية عبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن مسلم القعنبي، وعبد الله بن يوسف التنيسى،ومعن بن عيسى، وسعيد بن عفير، ويحي عبد الله بن بكير، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ومصعب بن عبد الله الزبيري، ومحمد بن المبارك الصورى، وسليمان بن برد، ويحي بن يحي الأندلسي، فأخذت الأكثر من رواياتهم، وذكرت اختلافهم في الحديث والألفاظ، وما أرسله بعضهم أو وقفه وأسنده غيرهم، وما كان من المرسل اللاحق بالمسند،
قال الحافظ السيوطي:وقد وقفت على الموطأ من روايتين أخريين سوى ما ذكر الغافقي،
أحداهما رواية سويد بن سعيد، والأخرى رواية محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة،وفيها أحاديث يسيرة زيادة على الموطآت، منها: حديث (إنما الأعمال بالنيات،،، الحديث)، وبذلك يتبين صحة قول من عزى روايته للموطأ،ووهم من خطأه في ذلك، قال: وقد بنيت الشرح الكبير على هذه الروايات الأربع عشرة،
قال الحافظ السيوطي:والرواة عن مالك فيهم كثرة جدا بحيث لايعرف لأحد من الأئمة رواة كرواته،
وقد أفرد الحافظ أبوبكر الخطيب كتابا في الرواة عن مالك، أورد فيه ألف رجل الا سبعة،
وذكر القاضي عياض أنه ألف في رواته كتابا ذكر فيه نيفا على ألف اسم وثلاثمائة اسم،
قال: وقد سردت أسماء الجميع في مقدمة الشرح الكبير،
أما الذين رووا عنه الموطأ فقد عقد لهم القاضي عياض بابا في المدارك، وسمى منهم غير الأربعة عشر السابقين، الإمام الشافعي، وعدّ معه نحو أربعين رجلا،
قال القاضي عياض:فهؤلاء الذين حققنا أنهم رووا عنه الموطأ،ونص على ذلك أصحاب الأثر والمتكلمون في الرجال،
وقد ذكروا أيضا أن محمد بن عبد الله الأنصاري البصري أخذ الموطأ عنه كتابة، وإسماعيل بن اسحا ق أخذه عنه مناولة، وأما أبو يوسف القاضي فرواه عن رجل عنه،
وذكروا أيضا أن الرشيد وبنيه الأمين و المأمون و المؤتمن أخذوا عنه الموطأ، وقد ذكر عن المهدي والهادي أنهما سمعا منه ورويا عنه، وأنه كتب الموطأ للمهدي،
ولا مرية في أن رواة الموطأ أكثر من هؤلاء، ولكن إنما ذكرنا منهم من بلغنا نصا سماعه له منه، أو من اتصل اسناديا له فيه عنه، والذي اشتهر من نسخ الموطأ مما رويته،أو وقفت عليه، أو كان في روايات شيوخنا، أو نقل منه أصحاب اختلافات الموطآت نحو عشرين نسخة
وذكر بعضهم أنها ثلاثون نسخة، هذا كلام القاضي عياض،
وقد بلّغهم ابن ناصر الدين في كتابه الذي ألفه في رواة الموطأ إلى تسعة وتسعين،ونظمهم في أبيات له،
وقال الخليلي في الإرشاد: قال أحمد بن أحمد: كنت سمعت الموطأ من بضعة عشر رجلا من حفاظ أصحاب مالك، فأعدته على الشافعي لأني وجدته أقومهم،
وقال أبوبكر بن خزيمة: سمعت نصر بن مرزوق يقول:سمعت يحي بن معين يقول:وسألته عن رواة الموطأ عن مالك فقال: أثبت الناس في الموطأ عبد الله بن مسلم القعنبي، وعبد الله بن يوسف التنيسي بعده،
¥