قال الحافظ بن حجر: وهكذا أطلق بن المديني والنسائي أن القعنبي أثبت الناس في الموطأ،
وقال أبو حاتم:أثبت أصحاب مالك و أقومهم معن بن عيسى، وقال بعض الفضلاء: اختار أجمد بن حنبل في مسنده رواية عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري رواية عبد الله بن يوسف التنيسي، ومسلم رواية يحي بن يحي التميمي النيسابوري، وأبو داود رواية القعنبي، والنسائي رواية قتيبة بن سعيد،
قال الحافظ السيوطي: قلت يحي بن يحي المذكور ليس هو صاحب الرواية المشهورة الآن، وهو يحي بن يحي بن بكير بن عبد الرحمن التميمي الحنظلى النيسابوري أبو زكريا، مات في صفر سنة ست وعشرين ومائتين، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما،
وأما يحي بن يحي صاحب الرواية المشهورة فهو يحي بن يحي بن كثير بن وسلاس، أبو محمد الليثي الأندلسي، مات رحمه الله في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى،
قال القاضي عياض في المدارك: لم يعتن بكتاب من كتب الحديث والعلم اعتناء الناس بالموطأ، ثم ذكر نحو عشرين شرحا لأناس عدهم وسردهم الإمام السيوطي في حاشيته،
ثم قال القاضي: وممن ألف في شرح غريبه البرني وأحمد بن عمران الأخفش، وأبو القاسم العثماني المصري،
وممن ألف في رجاله القاضي، وأبو عبد الله بن الحذاء، وألف مسند الموطأ قاسم بن أصبع،وذكر معه تسعة أيضا، وألف مسند الموطأ رواية القعنبي أبو عمر الطليطلي، وإبراهيم بن نصر السر قسطي، وألف أبو الحسن الدار قطني كتاب اختلافات الموطآت، وكذا أبو الوليد الباجي، ولابن جوصا جمع الموطأ من رواية ابن وهب، وابن القاسم، ولابن الحسن بن أبي طالب كتاب موطأ الموطأ، ولابن بكير بن ثابت الخطيب كتاب أطراف الموطأ، ولابن عبد البر كتاب التقصي في مسند حديث الموطأ ومرسله، ولابن عبد الله بن عيشون الطليطلي توجبه الموطأ، ولابن محمد يربوع كتاب في الكلام على أسانيده، وسماه تاج الحلية وسراج البغية،
أما من روى عنهم مالك فكثيرون، فقد أخذ – كما مر – عن تسعمائة شيخ، ثلاثمائة من التابعين، وستمائة من تابعيهم،ممن اختاره وارتضاه لدينه وفهمه وتيقظه، وقيامه بحق الرواية،
وعدة رجال مالك ممن روى عنهم في الموطأ تنيف على التسعين، قال الغافقي:وعدة رجال مالك الذين روى عنهم في هذا المسند، وسماهم خمسة وتسعون رجلا،
وعدة من روى له فيه من رجال الصحابة خمسة وثمانون رجلا، ومن نسائهم ثلاث وعشرون امرأة، ومن التابعين ثمانية و أربعون رجلا، كلهم من أهل المدينة، إلا ستة رجال: أبو الزبير من أهل مكة، وحميد الطويل وأيوب السختياني من أهل البصرة، وعطاء بن عبد الله من أهل خراسان، وعبد الكريم من أهل الجزيرة، وإبراهيم بن أبي علية من أهل الشام،
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:06 ص]ـ
الباب الثاني
في التعريف بمؤلف الموطأ رضي الله عنه
فاعلم أن فضل هذا الإمام الشهير، وعظم شأن قدره خطير، قد أفردت ترجمته كما قال الزرقانى بالتآليف العديدة، والمصنفات المديدة،
وقال ابن عبد البر: قد ألف الناس في فضله كتبا كثيرة، ومصنفات شهيرة، والمذكور من ذلك هاهنا قدر يسير، للتبرك بجنابه الأثير، وهو مسائل قليلة، للإشارة إلى نزر من تعريفه وفضائله الجزيلة، وذكر نسبه ومولده وحليته ومن روى عنه، وثناء أهل الفضل من أقرانه ومشايخه عليه، وهيبته ووقاره وشدة تعظيمه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،وسبب محنته في الله ووفاته وما رثي به بعد مماته،وما قاله قرب احتضاره، خصوصا فيما يتعلق بلزوم الكتاب والسنة والحث عليهما، والعض بالنواجذ، وترجمة صاحبه يحي بن عيسى صاحب الرواية الشهيرة والطريق الأثيرة،
فأما التعريف به ونسبه فأقول: هو الإمام الحافظ فقيه الأمة، وإمام الأئمة، قدوة الأنام، وشيخ الإسلام أبو عبد الله الأصبحى المدني، إمام دار الهجرة مالك ابن أنس، بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان، ((بغين معجمة وياء تحتها نقطتان)) ويقال عثمان، كالجادة ابن جثيل، بجيم وثاء مثلثة وياء ساكنة تحتها نقطتان، وقيل: بالخاء المعجمة، وقيل: انه بالجيم تصحيف، ابن عمر بن ذي أصبح واسمه الحارث بن حمير بن سباجره الأعلى أبو عامر، صحابي جليل، شهد المغازى كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلا بدرا، وابنه مالك جد الإمام مالك من كبار
¥