(1) قال الذهبي في التذكرة: أنه كان إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه، ويسدل طرفها بين كتفيه، وقال الزبيري كان مالك يلبس الثياب المدنية، والجياد الخراسانية والمصرية، ويتطيب بطيب، ويقول: ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا أن يرى أثر نعمته عليه،
(2) وكان يقول: أحب للقارئ أن يكون أبيض الثياب،) أوجز المسالك 1/ 100
(3) وكان لايأكل ولا يشرب حيث يراه الناس أوجز المسالك 1/ 102
(4) وكان له حاجب يأذن أولا للخاصة، فإذا فرغوا أذن للعامة، وكان رحمه الله كثير الصمت، قليل الكلام، متحفظا للسانه / أوجز المسالك 1/ 101
ومناقب هذا الإمام وفضائله رضي الله عنه تخرج عن أن تحصى، ولا يمكن فيها الحصر ولا الاستقصاء،
قال الحافظ الذهبي: قد كنت أفردت ترجمة الإمام مالك في جزء، وطولتها في تاريخي الكبير،
وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره:
احدها: طول العمر وعلو الرواية
وثانيها: الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم
وثالثها: اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية
ورابعها: تجمعهم على دينه وعدالته وإتباعه السنن
وخامسها: تقدمه في الفقه والفتوى، وصحة قواعده،
نفعنا الله والمسلمين به وبأمثاله، وأدار علينا مدرار كرمه وأفضاله،
وأما من روى عنه من مشايخه وغيرهم، فقد قال ابن عبد البر: روى عن مالك رحمه الله جماعة من شيوخه الذين روى عنهم، منهم: يحي بن سعيد الأنصاري، وأبو الأسود القرشي المعروف بيتيم عومرة، وزياد بن سعد، وروى عنه من الأئمة دون هؤلاء أبو حنيفة، وسفيان الثوري، وابن عيينة، وشعبة بن الحجاج، والأوزاعي، والليث بن سعد، وكلهم مات قبله إلا ابن عيينة، وقيل: انه روى عنه ابن شهاب، ولا يصح، وإنما روى عن عمه أبى سهيل نافع بن مالك حديثا واحدا، فقال: حدثني مالك عن نافع مولى اليمنيين، وقد روى عن مالك أنه قال: ليته لم يرو عنا شيئا،
قال ابن عبد البر: مازال العلماء يروى بعضهم عن بعض، ولكن رواية هؤلاء الجملة عن مالك وهو حىّ دليل على جلالة قدره، ورفيع مكانه غي علمه ودينه وحفظه وإتقانه،
وأما الذين أخذوا عنه الموطأ، والذين رووا عنه الحديث ومسائل الرأي فأكثر من أن يحصوا، فقد بلغ فيهم الدارقطنى في كتاب جمعه في ذلك نحو ألف رجل، (1)
(1) قال الدارقطنى: لا أعلم أحدا ممن تقدم أو تأخر اجتمع له ما اجتمع لمالك، روى عنه رجلان حدثا واحدا بين وفاتيهما نحوا من مائة وثلاثين سنة، الزهري شيخه توفى سنة خمس وعشرين ومائة، وأبوحذافة السهمي توفى بعد الخمسين ومائتين، رويا عنه حديث الفريعة بنت مالك في سكنى المعتدة شرح الزرقانى 1/ 58
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:25 ص]ـ
قال أبو عمر بن عبد البر بسنده إلى مطرف بن عبد الله قال: سمعت مالكا يقول: أدركت جماعة من أهل المدينة، ما أخذت عنهم شيئا من العلم، وإنهم لممن يؤخذ عنهم العلم،
وبسنده إلى إسماعيل بن أبى أويس قال: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين، وأشار إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فما أخذت عنهم شيئا، وان أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لكان أمينا، إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه،
وبسنده إلى معن بن عيسى، ومحمد بن صدقة قالا: كان مالك بن أنس يقول: لايؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ ممن سواهم، لايؤخذ من سفيه، ولا من صاحب هوى يدعو إلى بدعته، ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس، وان كان لايتهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة، إذا كان لايعرف ما يحمل وما يحدث به،
ومن كلامه رضي الله عنه، ما حدث به مطرف قال: سمعت مالكا يقول: قلّما كان رجل صادق ولا يكذب في حديثه، إلا متّع بعقله ولم تصبه من الهرم آفة، ولا خرف،
ومن كلامه: الدين من الباطل هلكة، والقول بالباطل بعد عن الحق، ولا خير في شيء وان كثر من الدنيا يفسد المرء ومرؤته، (*)