تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لقاء الأكابر_مقال للشيخ عبد الوهاب الطريري في ختم البخاري على سماحة الشيخ العقيل]

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:34 م]ـ

http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-125534.htm

لقاء الأكابر

الأربعاء 20 محرم 1431 الموافق 06 يناير 2010

عبدالوهاب بن ناصر الطريري

كم شعرتُ بعظمةِ هذا الإرث، ونفاسة ذاك الميراث ونقائه، وأنا أرى تداولَ الأجيال لهذه الحفاوة والرعاية لهذا الميراث العظيم المقدَّس.

كان ذلك وأنا أحضر المجلس الأخير لختم صحيح البخاري والأحاديث تُقرأ على شيخنا العالم المبارك المعمَّر، وكان يتابع القراءة بكامل اليقظة، وهو الذي يبلغ السابعة والتسعين من عمره المبارك أو يزيد، في رحلة مديدة مع العلم والتعليم.

وكان هذا المجلس من مجالس العلم المباركة، ورسوم التعليم العتيقة؛ ففي مثل هذا المجلس كان الجلوس عند الإمام مالك، والإمام أحمد، والدارقطني، والبيهقي، وابن الصلاح، والعراقي، وابن حجر، وغيرهم في نمط فريد من التوثيق العلمي، ظلت أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وفيةً له في حقب الزمن المتتابعة، و إلى يوم الناس هذا.

ولقد ازدحمت في نفسي معانٍ كثيرة من تلك الأمسية الماتعة المباركة:

أولها: بركة العلم والتعليم؛ فإن شيخنا وهو يخوض عشر المئة من عمره لا يزال يجد متعة نفسه في نشر العلم والتعليم، والجلوس للطلبة ومحبي رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك فإنه يعيش تجدُّدًا في أيام عمره، وسعة في ساعات حياته؛ فهو في هذا العمر يعقد في كل يوم سبعة مجالس علمية، يُقرأ فيها عشرات الكتب، فأين هذا النمط من الحياة المباركة والحيوية العلمية ممن تفترسهم الكآبة بمجرد أن يتقاعدوا من وظائفهم؟!

ثانيًا: نظرت في هذا المجلس إلى لطيف صنع الله يوم قال شيخنا قد أجزت الحاضرين بروايتي لصحيح البخاري عن شيخنا علي أبو وادي عن شيخه نذير حسين -رحمهم الله- بإسناده المعروف، فإن الشيخ في تلك الليلة كان يجيز الحاضرين بالإجازة التي تلقَّاها قبل أربع وسبعين سنة، فقد أجازه شيخه المعمَّر الشيخ علي بن ناصر أبو وادي عام 1357 في عنيزة، والذي كان قد أخذ الإجازة من شيخه الشيخ نذير حسين في عام 1299 هجرية في الهند، فهل كان يدور في ذهن الشيخ نذير حسين وهو يجيز في بلدةٍ نائية في الهند لشاب نجدي أن إجازته ستُروى عن تلميذه عنه بعد أكثر من (130) سنة في عمق نجد، وأن تلميذ تلميذه سيجيز بإجازته، ويذكر اسمه، ويترحم عليه، بعد أكثر من مئة وثلاثين سنة؟! ما أعظم المسافة الزمانية والمكانية بين الإجازتين!! إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم.

ثالثًا: وكان مما لاحظه الجميع حفاوة الشيح بطلابه؛ فقد فتح لهم بيته وقلبه واحتفى بهم، ولما انتهى المجلس دعاهم إلى وليمة كبيرة كريمة، وكان ينادي: لا أسمح لأحد بالتخلّف، الكل يحضر، لا يتخلّف أحد، فعجبت أن مسارات الكرم في نفس الشيخ متوازية؛ فهو كريم بوقته، وكريم بعلمه، وكريم بماله.

رابعاً: ومما رأيته فأكبرته حفاوة أبناء الشيخ بتلاميذ أبيهم؛ فلقد كانوا قيامًا على رأس الشيخ يبالغون في إكرام تلاميذه والحفاوة بهم، فقُرّة عينٍ للشيخ بصلاح بنيه، وحُسْن خلقهم مع محبّيه. إن أبناءه يُشكرون على هذا الموقف شكرًا مضاعفًا؛ فقد كانوا نعم العون للشيخ على مشروعه العلمي، وعطائه الوافر الكريم، ويزيد إكباري لهم أني رأيت بعض العلماء الذين أصبح أبناؤهم حجابًا بينهم وبين الناس، وعائقًا من عوائق التواصل بينهم وبين محبي علمهم.

خامساً: من لطائف الرواية أن رواية شيخنا عن شيخه علي أبو وادي عن شيخه نذير حسين وقعت كل واحدة في قرن؛ فرواية شيخنا في عام 1431هـ في القرن الخامس عشر، ورواية شيخه في القرن الرابع عشر 1357هـ، ورواية الشيخ نذير حسين في القرن الثالث عشر 1299هـ.

ومن اللطائف أن بين سماع الشيخ وروايته نحو ثلاثة أرباع قرن، وهذا نادر في القرون المتأخرة.

وبعد فقد كانت القراءة على شيخنا العلاّمة الفقيه المسند عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل؛ حيث تمّت قراءة صحيح البخاري في ستة وثمانين مجلساً بقراءة حفيده الشيخ أنس بن عبد الرحمن العقيل، والشيخ زياد بن عمر التكلة، وحضر مجلس الختم ليلة الجمعة 8/ 1/1431هـ الشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ، والشيخ د. عبد الله بن حمود التويجري، والشيخ الفقيه عبد العزيز بن إبراهيم القاسم، والشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد؛ وجمع غفير من طلبة العلم، وسمع أيضاً عدد من النساء، وذلك في دارة شيخنا العامرة بمدينة الرياض.

نسأل الله أن يبارك لشيخنا في عمره، وينسأ في أجله، ويقرّ عينه بصلاح ذرّيته، ويجزيه عن العلم وأهله خير ما جزى عباده الصالحين، والحمد لله رب العالمين.

ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:46 م]ـ

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات،

بارك الله للشيخ العقيل في علمه وعمره وولده وماله ووللقائل والناقل مثل ذلك،

وجزاك الله شيخنا الفاضل زياد التكلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير