وهذا يذكرني بموقوف عبدالله بن سلام رضي الله عنه كما في البخاري: لما أسلم عبد الله بن سلام وقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي فَجَاءَتْ الْيَهُودُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ قَالُوا خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَأَفْضَلُنَا وَابْنُ أَفْضَلِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَتَنَقَّصُوهُ قَالَ هَذَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ)، فأنا كنت أمينا لما كنت لا أعلم، فلما قلت لم يقرأ كامل القرآن صرت خائن للأمانة؟
ثانيا: صحيح أنا قرأت عليك وأخذت منك إجازات ولكن قبل أن أعرف حقيقة أمر إجازاتك، والمؤمن وقَّاف عند الحق، فلمّا تبّين لي الحق بيّنته للناس ولم أكتمه، سيما أن الكثير مثلي يظن كما كنت أظن سابقا، فكنت أصدق قولك قرأت القرآن يعني ختمةً كاملةً، ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من النَّار.
ثالثا: الإخوة الذين يقولون لا يجوز الكلام بالشيوخ حتى وإن تبيّن كذبهم أو تدليسهم، فإني أنقل كلام علماء في القرون الأولْ الذين هم أتقى مني وأعلم، ومع ذلك تكلموا في غيرهم نصرة ً للدين والإسناد:
قال الإمام مسلم في صحيحه - (1/ 12):
باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة. ثم قال:
(حدثنا حسن بن الربيع حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد وحدثنا فضيل عن هشام قال وحدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد بن سيرين قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)
(وحدثنا عمر بن علي أبو حفص قال سمعت يحيى بن سعيد قال سألت سفيان الثوري وشعبة ومالكا وابن عيينة عن الرجل لا يكون ثبتا في الحديث فيأتيني الرجل فيسألني عنه قالوا أخبر عنه أنه ليس بثبت)
(وقال محمد حدثنا عبدالله بن عثمان قال قال أبي قال عبدالله بن المبارك انتهيت إلى شعبة فقال هذا عباد بن كثير فاحذروه)
(وحدثني محمد بن رافع وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا عبد الرزاق قال قال معمر ما رأيت أيوب اغتاب أحدا قط إلا عبد الكريم يعني أبا أمية فإنه ذكره فقال رحمه الله كان غير ثقة لقد سألني عن حديث لعكرمة ثم قال سمعت عكرمة)
(حدثنا الحسن الحلواني قال حدثنا نعيم بن حماد قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان وحدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا نعيم بن حماد حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن يونس بن عبيد قال كان عمرو بن عبيد يكذب في الحديث)
صحيح مسلم-ن - (1/ 12)
(قال الحلواني سمعت عبدالصمد وذكرت عنده زياد بن ميمون فنسبه إلى الكذب)
وقال الإمام مسلم: (ومن ذهب في العلم هذا المذهب وسلك هذا الطريق فلا نصيب له فيه وكان بأن يسمى جاهلا أولى من أن ينسب إلى علم).
رابعاً: قول الشيخ توفيق ضمرة: (فقال: أن تكتب في أسانيدك أنك قرأت بعض القرآن وأجزت بالباقي، فقلت (القائل الشيخ توفيق) وما أسهل ذلك وبك أبدأ،).
فقل هل الأمر بسيط فقط تعدل عبارة (قرأت بها القرآن) بـ (قرأت بعض القرآن) هذا إستخفاف من الشيخ بقيمة السند فالأمر ليست بهذه البساطة.
و قول الشيخ توفيق لي: (أنت أول من أجيزه بصيغة بعض القرآن) دليل واضح على أن الشيخ مشى بكامل أسانيده القديمة بدون عبارة (بعض القرآن).
خامسا: إدعاء الشيخ توفيق أنه أخبر أنه في ترجمته يقول: أنه يصرح ببعض القرآن عليها عدة تنبيهات:
1_ هل هذا التصريح قبل فضيحته على النّت أم بعدها؟ وأنه لم يقرأ على الشيخ بكري أم لا؟
¥