وذات يوم فوجئ بأنه قد فقد بصره نهائياً
فلما فقد بصره بكى أياما ً بكاء كثيراً لأنه أصبح لا يرى المصحف فكان يخاف أنه ينسى القرآن أو أن يقرأ آية على غير وجهها ...
ولكن الله رزقه بزوجه صالحة صابرة تقية صالحة، وهي (أم بايرام) الذي أصبح فيما بعد شيخاً حافظا عالما قد ورث علم أبيه وقد قامت هذه الزوجة بمساعدته بشكل كبير، وعدته أن تراجع له كل يوم جزء حتى يتقن حفظ القرآن. وقد أتقن القرآن فكان يشارك في مسابقات حفظ القرآن فما كان يرجع من المسابقة إلا بإحدى الجوائز الأولى.
كان يخشى من أن ينسى القرآن بسبب فقدانه لبصره لذا كان يقرأ يومياً مئات الصفحات ويكررها فبهذه الطريقة في مراجعة القرآن أصبح أشهر حافظ على مستوى دولة يوغوسلافيا السابقة
وقد ختم القرآن آلاف المرات ومما سجل عنه أنه ختم القرآن في 9 ساعات ونصف متواصلة، وهذا من العجائب.
إمامته وصلته التراويح بالناس
وقد عين إماما في سراييفو عاصمة البوسنة وكان يقوم بالمقابلة والمقابلة (قراءة القرآن أمام المصلين في رمضان) أكثر من عشرين سنة في سارايفو عاصمة البوسنة والهرسك.
ويصلي بالناس ويعلمهم دينهم ويفقههم بكتاب ربهم ويحببهم ويعلم أبناءهم القراءة والتجويد
جهوده في تعليم القرآن:
فلما تفرغ لتحفيظ أولاد قريته أيام الشيوعية وتجمع حوله الأولاد وبدأ ينير لهم الطريق إذا برجال النظام الشيوعي يزعجهم هذا الإقبال على كتاب الله فمنعوه وألزموه بدفع غرامة مالية عدة مرات وكانت الضريبة باهظة ومبالغاً فيها ليصدوه عن سبيل الله، فلم يأبه بهم واستمر ...
فلما رأوا أنه لن يتوقف سجنوه ولم يرحموا ضعفه فألقوه في زنزانة منفردة من زنازين سجون الشيوعية مرتين، وعذبوه بجميع أنواع العذاب المادي والمعنوي ليثنوه عن عمله وعن دعوته فلم يفلحوا، وعاملوه أسوأ معاملة، وما نقموا عليه شيئا إلا أنه يقول ربي الله ويربي الشباب على الإيمان بالله.
تلاميذه:
وقد حفظ على يديه القرآن أكثر من 40 حافظاً كلهم أصبحوا من كبار القراء وبعض منهم اشتهروا بحسن تلاوة القرآن على مستوى البلقان مثل تلميذه عزيز خليلي - Aziz Alili. وابنه بايرام آيتي – Bajram Ajeti اذليس أصبح أستاذ القرآن في عدة جامعات،
قال يحيى: وقد التقيت بهذين الشيخين الحافظين عدة مرات، وكانت قراءتهما في قمة الجمال
كما حفظت القرآن ابنته وتلقته على يديه حتى تمكنت من حفظه، فاختار لها أنبه تلامذته من حفظة القرآن الكريم فزوجها إياه وقضت معه أجمل حياة عمرها لأنه كان من حفظة القرآن فولدت منه أربعة أولاد كلهم حفظوا القرآن وجودوه وأتقنوه (ذرية بعضها من بعض)
شدته وحرصه في تربية أبنائه على القرآن
. وكان حريصاً في تحفيظ القرآن لأولاده. كما كان يشدد عليهم في مراجعة القرآن. فلما ودع ابنه في سفر له لطلب العلم إلى ساراييفو قال له: يا ابني راجع القرآن ولا تنساه ... لا بارك الله لك في كليتك إن نسيت القرآن ...
وفاته وجنازته:
وبعد عمر مديد قضاه معلما لكتاب الله تعالى ومربياً، وفارسا من فرسان القرآن في منطقة البلقان وبعد أن بلغ الثمانين من عمره وفي يوم الجمعة 19 - مارس آذار 2010 م الموافق 4 ربيع الآخر1431 هـ توفي رحمه الله
وقد صلى عليه عدة آلاف من المسلمين على مستوى الدول البلقانية، وشيعت جنازته المهيبة بكل هذه الجموع، فكان خبر وفاته مؤلماً، وبموته قد فقدت المنطقة أكبر قرائها وعلمائها رحمه الله وجعل مثواه الجنة
قال يحيى: هذه الترجمة قام بها أحد أحبابي وهو الأخ أبو خالد المقدوني اقتبسها من مقابلة قام بها مع الشيخ أثناء زيارة له في بيته وليس لي فيها إلا بعض التعديلات واللمسات
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:00 م]ـ
رحم الله تعالى الشيخ رفيق آيتي وغفر له وأسكنه فسيح جناته
وأسأل الله تعالى أن يحشره مع زمرة أهل القرآن
وشكر الله لشيخنا الغوثاني - وفقه الله - هذه التراجم النَّادرة لأهل القرآن، أسأل الله أن يثيبه على ذلك، وأن يكتب له أحره ذلك
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[10 - 06 - 10, 10:28 م]ـ
العفو أخي أبا إسحاق
صدقت فهذه الترجمة لهذا الشيخ يندر أن تجدها
بل يندر أن تجد من العرب من يعرف هذا الشيخ أو سمع به مع أن له نشاطاً استمر سنين متطاولة في منطقة البلقان
رحمه الله
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:56 م]ـ
رحمه الله تعالى وجزى الله عنا شيخنا يحيى خير الجزاء.
ـ[أم البخاري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 01:28 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
وجعل الجنة مثواه
ـ[السيد السيد على]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:29 ص]ـ
رحمه الله تعالى واسكنه الفردوس الاعلى
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:34 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه واخلف على المسلمين خيرا
وأسأل الله تعالى أن يحشره مع زمرة أهل القرآن
ـ[أبو أسماء السني المغربي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 12:57 م]ـ
رحمه الله وغفر له وعفا عنه
وأسكنه فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه
وأسأل الله تعالى أن يحشره مع زمرة أهل القرآن