تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فضل الإسناد]

ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:56 ص]ـ

قال محمد بن حاتم بن المُظَفَّر: "إن الله أكرم هذه الأُمَّة وشَرَّفَها وفَضَّلها بالإسناد، وليس لأحدٍ من الأُمَم كلها، قديمهم وحديثهم إسناد، وإنَّما هي صُحُف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبِهم أخبارَهم، وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل مما جاءهم به أنبياؤهم، وتمييز بين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوا عن غير الثِقات.

وهذه الأُمَّة إنَّما تَنُصُّ الحديث من الثِقة المعروف في زمانه، المشهور بالصدق والأمانة عن مِثلِه، حتى تتناهى أخبارُهُم، ثُمَّ يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ، والأضبط فالأضبط، والأطول مُجالسةً لِمَن فوقه ممن كان أقل مجالسة، ثُمَّ يكتبون الحديث من عشرين وجهاً وأكثر، حتى يُهَذِّبوه مِن الغلط والزلل، ويضبِطوا حروفه ويعدُّوه عداً.

فهذا من أعظم نِعَم الله تعالى على هذه الأمة، نستوزع الله – شُكر هذه النعم، ونسأله التثبيت والتوفيق لما يقرب منه ويزلف لديه، ويُمسكنا بطاعته، إنه ولي حميد.

فليس أحد من أهل الحديث يُحابي في الحديث أباه ولا أخاه ولا ولده؛ وهذا علي بن عبد الله المديني – وهو إمام الحديث في عصره – لا يُرْوَى عنه حرفٌ في تقوية أبيه، بل يُرْوَى عنه ضِد ذلك. فالحمد لله على ما وفقنا".

رواه: الحافظ المؤرخ، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، الشهير بـ"الخطيب البغدادي".

من كتاب: شَرَفُ أَصْحابِ الحديثِ؛

باب ذِكْر بيان فضل الإسناد، وأنه مما خَصَّ الله به هذه الأُمَّة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير