[تمت ختم قراءة وسماع صحيح الإمام مسلم ليلة أمس الأول]
ـ[بالحارث]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:39 م]ـ
ياشيخ عندي موضوع جديد كلما احببت وضعه تعذر لعلكم تضعونه بدلا عني
تمت ختم قراءة وسماع صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى ليلة أمس الأول في المسجد الكبير بدولة الكويت
وقد كانت أياما مباركة وليال جميلة تلك التي عشنا فيها مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال هذا السفر العظيم وخاصة الترتيب البديع الذي صنف فيه الإمام مسلم صحيحه واختاره وانتقاه من ثلاثمئة ألف حديث حتى جاء ديوانا جامعا لأحكام الإسلام وأموره فيه بيان العقيدة ومراتب الدين وأعمال الإيمان وشعائر الإسلام وفرائضه وآدابه وفضائله وأحكام معاملاته الدينية والأسرية والمالية والسير والمناقب وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه ومع أهله وأزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين في بيته الشريف ومع صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين مثنى وفرادى جماعة وأشتاتا في السراء والضراء أيام الدعوة في مكة وبعد الهجرة في المدينة وفي المغازي والأسفار
حقا ما أعظمها من حياة تلك التي أنعم الله بها على خيرة الأمة وصفوتها من الصحابة الذين اختارهم الله جل وعلا وتفضل عليهم بصحبة نبيه وسيد خلقه صلى الله عليه وسلم
ورحم الله الإمام مسلما إذ بلغ الغاية في حسن تصنيفه وأجاد في تسلسل كتبه وأحاديثه حتى لكأنما نستعرض أحداثا متتالية من بدء الرسالة النبوية وبيان ماهيتها وأحكامها والصعاب والشدائد التي اعترضتها وكيف جاهد في الله حق جهاده صاحبها خاتم النبيين والمرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
كيف كان النصر مع الصبر واليسر مع العسر والفرج بعد الكرب
وكل ذلك في ذات الله وفي سبيله لإعلاء كلمته وتبليغ دينه
كيف كانت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين تبؤوا الدار والإيمان
والذين اتبعوهم بإحسان (نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا منهم)
فإذا ما قرأ المسلم هذه الأحاديث عزم على اللحاق بهذا الركب لمبارك فاقتفى آثار هم وهم السلف الصالحين فتأدب بآداب الدين وفضائله وأكثر من ذكر الله جل ذكره واستغفاره والتوبة إليه ليصل بأمان وسلام إلى الدار الآخرة
وليتحقق هذا الإيمان خالصا من أي شائبة جاء كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ليكون المسلم منها على بصيرة فلا يشابههم بشيء من صفاتهم وليلقى الله عز وجل مخلصا له الدين
ولكل شيء إذا ماتم نقصان
فجاء ت أحاديث صفة القيامة حيث يأتي أمر الله إيذانا بانتهاء أمر الحياة الدنيا
و ناسب أن يتبعه الإمام مسلم رحمه الله تعالى بصفة النار ثم حسن المآل في الجنة وصفة نعيمها وأهلها
(نسأل الله جل وعلا أن يدخلنا الجنة وآباءنا وأهلينا بلا حساب ولا سابقة عذاب)
فإذا ما كان نظر المسلم إلى نتيجة الجزاء إما الجنة وإما النار اختار طريقه في العمل الصالح الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين
وقبل الختام
جاءت أحاديث الفتن وأشراط الساعة
وهي واقعة لا محالة ولا عاصم فيها إلا الله عزوجل ومن هداه للحق وتزكى بالعلم كما أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم وكما عمل الصحابة الكرام رضي الله عنهم
ثم لم يبقى من أمر العلم إلا أن يختم الإمام مسلم رحمه الله صحيحه بتفسير القرآن الذي لا ينضب معينه وهو الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماذا عساي أن أقول
رحم الله الإمام
أهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوه أنفاسه صحبوا
جزى الله خيرا كل من أعان على هذه المجالس المباركة
وجزى الله عنا أئمة الدين الذين حفظوا وتعبوا وجاهدوا وبلغوا
رحم الله الإمام مسلما وأئمة الهدى والحديث
وجزى الله خيرا السادة العلماء والمسندين النبلاء الذين تكبدوا مصاعب السفر ووعثائه رغم تعبهم ونصبهم ووصبهم وكبر سنهم وحالهم
جزاك الله خيرا ياشيخنا أحمد علي السورتي
(والشيخ يسألكم الدعاء له)
فجزاك الله خيرا وتولاك برحمته وشفاك الله وألبسك لباس الصحة والعافية والإيمان وختم الله لنا ولك بالحسنى
أطال الله عمرك على طاعته وفي طاعته ونفع المسلمين بكم ومشايخنا أجمعين
الشيخ صبحي السامرائي
والشيخ محمد قاسم الوشلي
والشيخ ثناء الله عيسى خان المدني
والشيخ غلام الله رحمتي
والشيخ محمد الأنصاري الأعظمي
و الشيخ محمد إسرائيل الندوي
والشيخ عبدالوكيل الهاشمي
والشيخ عبدالله بن عمر الأهدل
والشيخ وليد المنيس
كما لا أنسى المسند الكبير الشيخ عبدالرحمن بن عبدالحي الكتاني
والشيخ زهير الشاويش حفظهما الله وأثابهما
وكذا من شارك
ومنهم الشيخ حامد البخاري
والشيخ صفوان داودي
والشيخ عبدالله بن ناجي المخلافي الذي كان آخر من غادر القاعة كما في سماع صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى وهذا من كرم الشيخ وتواضعه أن فرغ نفسه لطلبة العلم نحسبه على ذلك من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون والله حسيبه ولانزكي على الله أحدا وهذا ما لمسناه في المشايخ المسندين ترى أثر بركة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على محيى كل من ذكرت منهم ولا أبالغ في ذلك ومن حضر علم
ومنهم شيخنا الحبيب محمد زياد التكلة حفظه الباري ووفقه وزاده من فضله وأحسن إليه وأعلى مقامه في الدارين
وجزاه الله خيرا على ما قدم وعلى قراءته المباركة وكذا الشيخ أنس العقيل وصالح الغريري وغيرهم ممن يضيق الوقت عن ذكرهم
ومن وراء ذلك جزى الله خيرا كل من كان له دور في عقد هذه المجالس
وعلى رأسهم الشيخ فيصل العلي
والإخوة المنظمون والشيخ طاهر خذيري وهداية الله نثار
أعاد الله علينا هذه المجالس في بلاد الإسلام أجمعين
ويسر الله حضورها لطلبة العلم من الخافقين
وأعاننا الله على تحمل أمانة تحمل هذه السنة المباركة ونشرها وتبليغها وقبل ذلك العلم والتفقه بها والعمل بأحكامها
لتصل إلى أبنائنا وأحفادنا كما حرص على ذلك سلفنا الصالح
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥