قَوْله " الْمُتَشَبِّع " أَيْ الْمُتَزَيِّن بِمَا لَيْسَ عِنْده يَتَكَثَّر بِذَلِكَ وَيَتَزَيَّن بِالْبَاطِلِ؛
كَالْمَرْأَةِ تَكُون عِنْد الرَّجُل وَلَهَا ضَرَّة، فَتَدَّعِي مِنْ الْحَظْوَة عِنْد زَوْجهَا أَكْثَر مِمَّا عِنْده، تُرِيد بِذَلِكَ غَيْظ ضَرَّتهَا،
وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الرِّجَال". ا. هـ
قال الإمام النووي رحمه الله:
" ((المُتَشَبِّعُ)): هُوَ الَّذِي يُظْهِرُ الشَّبَعَ وَلَيْسَ بِشَبْعَان.
ومعناهُ هُنَا: أنْ يُظْهِرَ أنَّهُ حَصَلَ لَهُ فَضيلَةٌ، وَلَيْسَتْ حَاصِلَةً.
((وَلابِسُ ثَوْبَي زُورٍ)) أيْ: ذِي زُورٍ، وَهُوَ الَّذِي يُزَوِّرُ عَلَى النَّاسِ،
بِأنْ يَتَزَيَّى بِزِيِّ أهْلِ الزُّهْدِ أَو العِلْمِ أَو الثَّرْوَةِ، لِيَغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ، وَلَيْسَ هُوَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ.
وَقَيلَ غَيرُ ذَلِكَ واللهُ أعْلَمُ". ا. هـ من "رياض الصالحين" بتحقيق الالباني رحمه الله (ص 551 و552).
وقال القاضي عياض رحمه الله في شرح الحديث الثاني (مَنْ اِدَّعَى دَعْوَى كَاذِبَة لِيَتَكَثَّرَ بِهَا؛ لَمْ يَزِدْهُ اللَّه إِلَّا قِلَّةً):
"هُوَ عَامٌّ فِي كُلِّ دَعْوَى يَتَشَبَّع بِهَا الْمَرْءُ بِمَا لَمْ يُعْطَ:
مِنْ مَالٍ يَخْتَال فِي التَّجَمُّل بِهِ مِنْ غَيْره
أَوْ نَسَب يَنْتَمِي إِلَيْهِ ليس مِن جَذْمِه
أَوْ عِلْم يَتَحَلَّى بِهِ لَيْسَ مِنْ حَمَلَتِه
أَوْ دِينٌ يُرائي به لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْله
فَقَدْ أَعْلَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ غَيْر مُبَارَك لَهُ فِي دَعْوَاهُ، وَلَا زَاكٍ مَا اكْتَسَبَهُ بِهَا.
وَمِثْله الْحَدِيث الآخَر (الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ مَنْفَقَة لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ) ". "إكمال المعلم" (1/ 391).
وقد استدل الالباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة بهذا الحديث
(حديث التشبع) على مسألة العزو هذه، فقال رحمه الله بعد أن ذكر "قول العلماء: "مِن بركةِ العلمِ عَزْوُ قولٍ إلى قائله":
"لأن في ذلك ترفُّعًا عن التزوير الذي أشار إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قوله:
(الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ)، متفق عليه". ا. هـ من مقدمة "الكلم الطيِّب" ص11 و12
وأحمد الله أن هداني لهذا فتركت البحث عن الإجازات التي لا تزيد صاحبها لا اشتغالا عن التحصيل، وأجدها فرصة لقول كلمة حق أن الشيخ أبا الحجاج قد تفضل علينا بإقرائنا متون وأجازنا في مرويات له، وله علي أفضال، كما أشكر الشيخ نادر العنبتاوي فقد فرغ نفسه ووقته للإقراء والتعليم فجزاهما الله خير الجزاء، كما لا أنسى الشيخ محمد بن عبدالله الشجاع أبادي و قتيبة الغزي و مسعد الحسيني، فهؤلاء أخذت منهم سماعاً، والحمدلله
هكذا التشكيك في نيات عباد الله بالجملة وما أدراك أخي الكريم بما تنطوي عليه الصدور؟؟؟؟؟؟؟
أما قولك وأحمد الله أن هداني لهذا فتركت البحث عن الإجازات التي لا تزيد صاحبها إلا اشتغالا عن التحصيل،
فيرد عليه قولي إن الإجازة التي يسرها الله تعالى لي عن طريق هذا الملتقى المبارك من الشيخ العلامة ماهر الفحل لم تزدني والحمد لله إلا إقبالا على علم الحديث الشريف ورغبة فيه وأسأل الله تعالى أن يزيدني وجميع المسلمين همة في طلب العلم
ـ[أبو صالح العسكري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 01:24 م]ـ
زادك الله علما وفهما.
أيها الإخوان إن الفكرة التي كتبتها من البداية لم أقصد منها الإساءة لأحد تالله، ولكنها راعني وأهمني ما فيه الإخوة والأحباب من الانشغال بالبحث عن الإجازات، وقليل من هم يبحثون عن العلم بعد الإجازة.
خاصة إجازات الأحاديث أو القرآن أو المتون، فأنت أيها المباركي قد من الله عليك بالعلم بعد الإجازة، فهل شعرت بحلاوتها كذلك، فكيف لو أخذتها بعد العلم؟! ثم ماذا لو لم تتعلم الحديث والاصطلاح؟! هل كنت ستفرح؟!
إن البلاء الذي حط على إخواننا من الإجازات والتعالي بها كبير كبير، وقليل من ينتبه أخي لمثل كلامك، فكما قلت أنت واد في ظل زخام.
والعجبُ أن أحد إخواننا يقرئ متون التجويد بزعم أنه مجاز، وللأسف لم يضبط الأبيات أصلا، ولا يعرف لا وزنا ولا قافية، ولا وزنا ولا إعرابا، فهو مجاز ولا تتكلم معه لأنه مجاز.
أسأل الله أن يهدي إخواننا للحق، وأن ييسر لنا أمورنا، وأعتذر لإخوانني إذ سببت لهم خلافا شديدا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[08 - 11 - 10, 02:27 م]ـ
الإخوة الأفاضل: يجب التنبه هنا لنقاط لا يغفل عنها إلا متغافل:
1 - الإجازة عبر النت يجب الكلام عليها ضمن سياقها الصحيح وهو أنها تندرج ضمن ما يكاد للنيل من هذا الدين وطمس معالمه والتلاعب بعلومه.
والمشتغلون بها واحد من اثنين:
أ - مخطط آلة في يد أعداء الله تعالى يمارسها ويدعو لها عن دراية ومعرفة بآثارها؛ ويعرف من الشبه ما يخدع به العوام في هذا لإطار.
ب - مخدوع نيته سليمة ولكن انطلت عليه الشبه؛ فصار من غزية إن غوت غوى وإن ترشد يرشد.
2 - أهل العلم لا يغترون بالإجازات فلو أتيتهم وعندك ملايين الإجازات يختبرونك؛ واختبار أهل العلم للإمام البخاري وغيره من أهل معروفة.
وعند الاختبار يكرم المرء أو يهان.
3 - هلع كاتب المقال في محله فجزاه الله خيرا عليه؛ ولقد شاهد كثير من طلبة العلم وشاهدت بنفسي من أخذ إجازة في القراءات العشر في سفرة واحدة لمدة شهر و15 يوما، وهو لا يتقن رواية حفص؛ وصار يدرس في مدينة معروفة الشاطبية والطيبة، ويفتح أمام الطلاب شرحا من شروحهما ويبدأ يمنة ويسرة ..
إذن لا ينخدع أحد بالإجازات "النتية" وعليه أن يختبر من يحملها؛ وأنصح طلاب العلم بعدم الاهتمام بها وقد شاهدوا أعظم منها وسيشاهدون أمكر منها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
¥