[الطبعة السلطانية للجامع الصحيح: تراجم محققيها وأسانيدهم]
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن الناس في زماننا قد أجمعوا - أو كادوا- أن أصحَّ طبعات الجامع الصحيح، لأبي عبد الله البخاري، هي الطبعة التي أمر بها السلطان عبد الحميد الثاني، والتي طبعت بالمطبعة الأميرية ببولاق:
وقد أمر السلطان عبد الحميد كما جاء في تقرير الشيخ حسونة النواوي (بأن يتولى قراءة المطبوع بعد تصحيحه في المطبعة جمعٌ من أكابر علماء الأزهر الأعلام الذين لهم في خدمة الإسلام قدمٌ راسخةٌ بين الأنام، وفي التاسع عشر من شهر رمضان المبارك من سنة 1312للهجرة النبوية – على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، أبلغ صاحب الدولة الغازي أحمد مختار باشا المندوب العالي العثماني في القطر المصري هذه الأوامر السلطانية إلينا، لنجمع من حضرات أكابر العلماء الزهريين من يُعتمد عليهم في هذا الباب، ونقوم معهم بهذه الخدمة الشريفة والأعمال المنيفة، ثم بعث دولته إلينا بالنسخة اليونينية والنسخ المطبوعة على يد صاحب السعادة عبد السلام باشا المويلحي للمقابلة عليها كما قضى بذلك الأمر الهمايوني الكريم، وقد كان، وجمعنا ستة عشر ممن عمَّ فضلُهم واشتُهِر وأبلغناهم هذه الأوامر السلطانية، فتلقوها بصدور رحبة، وأفئدة فرحة لعلمهم أنها خدمة من أجل الخِدمِ الدينية، وأعظمها قدرا، وأكبرها نفعا، خصوصا وقد أمر بها جلالة سلطان المسلمين، وحافظ حوزة الدين، وأظهروا غاية القبول لهذا العمل المأمول، وعلى ذلك، جمعنا أيضا ما أمكن جمعه من نسخ هذا الصحيح القديمة من المكاتب العامة والخاصَّة، مما عني به المتقدمون ضبطا وتصحيحا، وبدأنا مع حضراتهم في العمل بغاية الجد، والاجتهاج حتى تمت قراءته ومقابلته في مدة يسيرة من الزمان، مع بذل ما في الاستطاعة من العناية بضبط الحروف وشكلها وتحري أسماء الرواة وضبطها وأوجه الروايات، فجاء هذا الكتاب الجليل بحمد الله على غاية ما يراممطابقا لما أراده مولانا أمير المؤمنين ..... )
هذا وقد سمى الشيخ حسُّونة النواوي شيخ الأزهر العلماء الأفاضل الذين خدموا الصحيح، فقال:
(أما حضرات العلماء الأعلام الذين خدموا صحيح هذا الإمام فهم:
- حضرة الأستاذ الشيخ سليم البشري شيخ السادة المالكية
- حضرة الأستاذ السيد علي الببلاوي من علماء السادة المالكية بالأزهر ونقيب السادة الأشراف بالديار المصرية
- حضرة الأستاذ الشيخ أحمد الرفاعي من علماء السادة المالكية بالأزهر وشيخ رواق السادة الفِيَمَةِبالأزهر
- حضرة الأستاذ الشيخ إسماعيل الحامدي من علماء السادة المالكية بالأزهر وشيخ رواق السادة الصعايدة بالأزهر
- حضرة الأستاذ الشيخ أحمد الجيزاوي من علماء السادة المالكية بالأزهر شيخ الجيزاوية بالأزهر
- حضرة الأستاذ الشيخ حسن داود العِدْوِيّ من علماء السادة المالكية بالأزهر وإمام راتب بالجامع الأزهر
- حضرة الأستاذ الشيخ سليمان العبد من علماء السادة الشافعية بالأزهر
- حضرة الأستاذ الشيخ يوسف النابلسي من علماء السادة الحنابلة بالأزهر
- حضرة الأستاذ الشيخ بكري عاشور الصِدْفيّ من علماء السادة الحنفية بالأزهر مفتي بيت مال مصر والمجلس الحسبي
- حضرة الأستاذ الشيخ عمر الرافعي من علماء السادة الحنفية بالأزهر مفتي مديرية الجيزة
- حضرة الأستاذ الشيخ محمد حسين الابريري من علماء السادة الشافعية
- حضرة الأستاذ الشيخ محمد أبو الفضل الوراقي من علماء السادة المالكية
- حضرة الأستاذ الشيخ هارون عبد الرازق من علماء السادة المالكية
- حضرة الأستاذ الشيخ حسن الطويل من علماء السادة المالكية
- حضرة الأستاذ الشيخ حمزة فتح الله مفتش اللغة العربية بالمعارف المصرية
- حضرة السيد محمد غانم من أهل العلم الشافعية بالأزهر الذين لهم دراية بعلم الحديث)
هذا، وقد كنت عزمت على جمع ما تيسر من تراجم هؤلاء العلماء الأفاضل وأسانيدهم بالجامع الصحيح، وما تيسر من أسانيد صالحة إليهم،
على حلقات إن شاء الله تعالى، ولعلي أبدأ - إن شاء الله تعالى - بترجمة الشمس الأنبابي شيخ الأزهرساعة صدور الأمر الهمايوني، والشيخ المعمر حَسُّونة بن عبد الله النواوي (ت24 شوال 1343هـ) وكيل الجامع الأزهر (1312هـ) - ويبدو أنه كان قائما بأعمال المشيخة عند صدور الأمر الهمايوني بسبب إصابة الشمس الأنبابي بشلل - ثم شيخ الأزهر (الثامن من شهر الله المحرَّم 1313هـ) الذي أتم المهمة وكتب التقرير، بعد توليه المشيخة ببضعة أسابيع، حيث احتُفِل بإتمام الكتاب طبقا لتقريره 20 صفر 1313هـ
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:36 م]ـ
بارك الله فيك وأعانك على هذا العمل، وهو شيء من حق هؤلاء العلماء على طلبة العلم.
¥