تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكما هو معلوم لدى الإخوان أن الشيخ الأجل المحدث المباركفوري، قد كف بصره قبل أن يكمل شرحه (تحفة الأحوذي)، وكان بحاجة إلى عالم له مناسبة خاصة بعلوم الحديث، وفنونه يساعده في عمله ذاك، فاختار الشيخ المباركفوري - رحمه الله - لذلك فضيلة والدنا الشيخ عبيد الله الرحماني المباركفوري لمساعدته، فأرسله الشيخ عطاء الرحمن اقتراح الشيخ المباركفوري - رحمه الله - إليه، فقضى لديه سنتين خير مساعد له في تكميل الجزئين الأخيرين لشرح جامع الترمذي-تحفة الأحوذي- مع زميليه الفاضل الشيخ عبد الصمد المباركفوري، والعالم الشيخ محمد اللاهوري البنجابي، وقرأ عليه أطرافاً من الصحاح الستة، وغيرها، وبذل جهده في الاستغراف من بحار علومه، والتأدب بآدابه، والاستفادة من فوائده، ثم استدعاه الشيخ عطاء الرحمن للتدريس في دار الحديث الرحمانية، وفوض إليه تدريس كتب الحديث، خاصة جامع الترمذي، وسنن أبي داود، والصحيحين للإمام البخاري، وللإمام مسلم، والموطأ للإمام مالك، مع خدمة الإفتاء، فاشتغل به إلى أن انقسم الهند إلى الدولتين الباكستان والهند في أغسطس عام (1947) م الموافق لعام (1366) هـ، وقفلت دار الحديث الرحمانية لأجل هجرة مشرفه الشيخ عبد الوهاب نجل الشيخ عطاء الرحمن - رحمهما الله - إلى كراتشي (الباكستان).

وهو مرجع للمسلمين فيما يشكل عليهم من الأمور الدينية، والمسائل الشرعية لما أن فتاواه تكون مدعمة بالدلائل من الكتاب والسنة، ولا يبالي في ذلك لومة لائم، وقد طبع كثير منها في مجلتي " محدث " و " مصباح " وغيرهما.

وقد بدأ تأليف شرح المشكاة - مرعاة المفاتيح - الذي بأيدي القارئين في عام (1948) م الموافق لعام (1367) هـ بأمر الحافظ محمد زكريا اللائلبوري - رحمه الله - وأمر والده التقي الورع الزاهد الشيخ محمد باقر - أطال الله حياته - وهو إلى الآن مشتغل به حسبما تسنح له فرصة، ويجد إفاقة من الأمراض التي لازمته مدة طويلة - عجل الله شفاءه ووفقه لخدمة سنة رسوله، وتكميل الشرح- إلى جانب رده المسائل التي ترد إليه كل يوم، وله بحوث قيمة في بعض المسائل طبعت في أجزاء، منها " بيان الشرعة في بيان محل أذان خطبة الجمعة " عين فيها محل أذان خطبة الجمعة من المسجد، وبحث بسيط في عقد التأمين، وغير ذلك.

وقد وفقه الله لزيارة الحرمين الشريفين أربع مرات: الأولى في رمضان سنة (1366هـ) الموافق لعام (1947) م، مع العلامة الشيخ خليل بن محمد بن حسين بن محسن الأنصاري، وفدا إلى الملك عبد العزيز - برد الله مضجعه - في شأن مدرسة دار الحديث الأهلية بالمدينة المنورة، فقابل الوفد الملك عبد العزيز، ونائبه في الحجاز إذ ذاك جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز - حفظه الله -، ولقى في الرياض الشيخ محمد بن عبد اللطيف، ومحمد بن إبراهيم، وعمر بن حسن، وفي الطائف عبد الله بن حسن آل الشيخ، وفي المدينة عبد الله بن زاحم، وغيرهم من المشائخ، واعتمر أولا في آخر رمضان، ثم في شوال حين رجوعه من المدينة، ورجع الوفد بعد قضاء مهمته، ونجاحه فيها في أوائل ذي القعدة في نفس السنة، ثم إن والدنا الشارح طالت حياته في صحة وعافية قد أدى فريضة الحج عام (1375) هـ الموافق لعام (1956) م عن نفسه، وبعده في عام (1382) هـ الموافق لعام (1963) م، وعام (1391) هـ الموافق لعام (1971) م نيابة، تقبل الله حجه ومد في أجله، ووفقه لإتمام عمله، آمين.

وهو قائد جماعة أهل الحديث في شبه القارة الهندية شغل منصب نائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند بالإضافة إلى عضويته وقيادته لعدد من المؤسسات التعليمية والدينية،وله مؤلفات عديدة على رأسها شرح مشكاة المصابيح، توفي سنة 1414_ 1994رحمه الله ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=42#_ftn1)).

وقد حدثني شيخنا السيد صبحي أن بعضا من مرعاة المفاتيح قد أملاه على تلاميذه من حفظه وكان شيخنا يصف العلامة عبيد الله الرحماني بالتواضع والأدب وحسن السمت بل قال مرة وسألته من أعلم مشايخه فأجاب ما رأيت أعلم من الشيخ الصاعقة ومن الشيخ عبيد الله الرحماني رحمهم الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير