ـ[أم حفص المغربية]ــــــــ[23 - 08 - 07, 08:22 م]ـ
أختي في الله:
إن مما يُقطع القلب ويُحزنه ومما يؤسف له أننا نرى من الكثير من المسلمات – هداهن الله وأصلح قلوبهن وأعمالهن – الاستهانة بالذنوب والمعاصي كبيرها وصغيرها وعدم الورع عنها.
فإننا إذا ألقينا نظرة على لباس الأخت المسلمة لا نكاد نُصدق أن هذه هي بنت الإسلام وحفيدة أمهات المؤمنين.
فنرى النقاب الذي اتسع شيئاً فشيئاً وهو نذير لبداية نزع الحجاب فإلى الله المشتكى.
ونرى العباءة على الكتفين، وهذا الفعل من التشبه بالرجال. ونرى ما قذفه لنا نتن الحضارة الغربية الكافرة ما يسمى بالبنطال "البنطلون ".
والغريب في الأمر أننا نرى سرعة تهافت المسلمات على شرائه ولبسه، ونرى التبرج والسفور و الحجاب الذي استُهين به.
ونرى كثرة الخروج للأسواق، ومما يزيد الأمر خطورة أن يكون باللباس الفاتن والروائح الجذابة العطرة، ونرى الخلوة المحرمة مع السائقين، ونرى التحدث مع الرجال الأجانب من الباعة وغيرهم، ونرى شراء أشرطة الأغاني، وأشرطة الفيديو تيب، الفاسدة والمجلات الهدامة والهابطة التي عمت بها البلوى التي لا خير فيها ... والله المستعان.
وإذا ألقينا نظرة على حياة الأخت المسلمة في بيتها ومجتمعها نرى كيفية قتل الوقت وضياعه بغير جدوى وفائدة وعدم استغلاله واستثماره فيما يرجع عليها بخيري الدنيا والآخرة؛ فهذه أمام شاشة التلفاز تجلس الساعات، وأخرى تُطالع مجلة هابطة تُتابع فيها أخبار الفنانين والفنانات الساقطين والساقطان وما نزل في الساحة من الأزياء والموديلات.
ألا تعلمين – أيتها الأخت الفاضلة – أنك ستُسألين عن عمرك مرتين الأولى عن العمر عموماً والأخرى عن وقت الشباب خصوصاً، فأعدي للسؤال جواباً و للجواب صواباً.
أختي العزيزة ..
هل حمدت الله – عز وجل – على أعظم نعمة أنعم بها عليك ألا وهي نعمة الإسلام؟ كيف أن غيرك كافرة وأنت مسلمة موحدة؟ وكيف أن غيرك يتخبط في ظلمات الشرك والضلال وأنت تهتدين بنور الإيمان، وأنه من مات على غير ملة الإسلام فهو خالد مخلد في نار جهنم؟
الله أكبر ما أعظمها من نعمة وأجلَّها من منَّة {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (البقرة: من الآية269)
هل تؤدين الصلوات الخمس على وقتها؟ لأن أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة: الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدة فسد سائر عمله.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن بين الرجل وبين الكفر، ترك الصلاة)) رواه مسلم.
هل تخشعين في صلاتك وتطمئنين في ركوعها وسجودها؟
هل تقرأين القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب؟ وهل جعلت لك كل يوم حزباً معيناً من القرآن؟ وهل تعملين به؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري.
هل سألت الله أن يقيك شح نفسك؟ {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (التغابن: من الآية16)
هل أنت بارة بوالديك؟ هل تصلين أرحامك؟ هل راقبت الله في السر والعلن؟
هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر؟ هل أحببت الخير للمسلمين؟
هل تكرمين الأيتام والأرامل والضعفاء والفقراء والمساكين وتتواضعين لهم وترحمينهم وخصوصاً الأقارب؟ هل حافظت على أذكار الصباح والمساء؟
هل تحافظين على حجابك الشرعي الذي أمرك به الله خالقك رب العالمين؟
هل أديت زكاة أموالك؟ هل صمت الصيام المشروع وحفظت جوارحك عن المفطرات الحسية والمعنوية؟ هل أديت فريضة الحج؟
هل اتخذت جليسات صالحات تذكرك بالله رؤيتهن واستفدت من ذلك بعقد زيارات في الله وتخصصين درس علمي لذلك وحرصت على رفع الجهل عنك؟
هل تجنبت رفيقات السوء؟ لأنهن سبب الضلال والضياع فاحذريهن حفظك الله.
هل سألت العلماء وطلبة العلم عما أشكل عليك من أمور دينك؟
هل أسهمت في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؟ فلعل ريالاً واحداً منك ينقذ كافراً من النار.
هل تجنبت الاختلاط بالرجال؟ هل قللت الخروج إلى الأسواق.
هل تجنبت مزامير الشيطان "الغناء "؟ فإنها محرمة بالقرآن والسنة وهي بريد الزنا وهي سبب رئيس لقسوة القلوب وسبب لسوء الخاتمة. نعوذ بالله من سوء الخاتمة.
هل أنت تكثرين من ذكر الله عز وجل {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: من الآية28)
هل أنت ممن قال الله فيهم {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذريات:18) هل ربيت أبناءك تربية إسلامية؟ لأنك مسؤولة عنهم يوم القيامة أمام الله ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته)) متفق عليه.
هل تجنبت الإكثار من المزاح وكثرة الضحك؟ هل بكيت من خشية الله؟
هل طهرت قلبك من أمراض ((النفاق، الرياء، العجب، الغل، الحقد، الحسد، البغضاء))؟
هل نظفت قلبك من أمراض (الشرك، الكذب، الغيبة، النميمة، الجدل، اللغو))؟
هل تخلقت بالأخلاق الفاضلة من ((حلم، صبر، ورع، تقوى، رحمة، توكل، إخلاص))؟
هل تفكرت في خلق السموات والأرض، والشمس و القمر و النجوم والشجر والبحار والأنهار والحيوانات والحشرات والطيور وسائر المخلوقات؟
هل تفكرت في خلقك وأنك خُلقت من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم عظام ثم كسيت العظام لحماً، أنشأك الله خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين؟
هل تعلمين بماذا تعصين ربك؟ إنك تعصينه بنعمه التي امتن عليك بها، فتعصينه بسمعك وبصرك ورجليك وجميع جوارحك، وتعصينه فوق أرضه وتحت سمائه وفي ملكه وهو قريب منك يطلع على السر وأخفى، فخير الله عليك نازل وشرك إليه طالع {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} (التوبة: من الآية78) ما أحلم الله!!
هل أخذت حذرك من المكالمات الهاتفية، فكم من القصص المؤلمة التي شهدتها الساحة بدأت بمكالمة وانتهت بمأساة، والضحية الأخت المسلمة فاحذري الذئاب البشرية.
هل أنت تكثرين من دعاء الله {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} (غافر: من الآية60
محبتكمن المخلصة لكن ابتسام المغربية اسالكن الدعاء
¥