و قيل: إن جماع قريش إلياس بن مضر بن نزار. و قيل: بل جماعهم أبوه مضر.
و هما قولان لبعض أصحاب الشافعي، حكاهما أبو القاسم عبد الكريم الرافعي في شرحه، و هما وجهان غريبان جداً.
فأما قبائل اليمن كحمير و حضرموت و سبأ، و غير ذلك، فأولئك من قحطان ليسوا من عدنان. وقضاعة فيها ثلاثة أقوال: قيل: إنها من العدنانية، و قيل: قحطانية، و قيل: بطن ثالث لا من هؤلاء و لا من هؤلاء، و هو غريب، حكاه أبو عمر و غيره.
فصل ذكر نسبه صلى الله عليه و سلم بعد عدنان
و هذا النسب الذي سقناه إلى عدنان لا مرية فيه و لانزاع، و هو ثابت بالتواتر و الإجماع، و إنما الشأن فيما بعد ذلك، لكن لا خلاف بين أهل النسب و غيرهم من علماء أهل الكتاب أن عدنان من ولد إسماعيل نبي الله، و هو الذبيح على الصحيح من قول الصحابة و الأئمة، وإسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليه أفضل الصلاة و السلام، و قد اختلف في كم أب بينهما على أقوال:
فأكثر ما قيل أربعون أباً، و أقل ما قيل سبعة آباء، و قيل: تسعة، و قيل: خمسة عشر، ثم اختلف في أسمائهم.
و قد كره بعض السلف و الأئمة الانتساب إلى ما بعد عدنان، ويحكى عن مالك بن أنس الأصبحي الإمام رحمه الله أنه كره ذلك.
قال الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإنباه و الذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا: عدنان بن أدد، بن مقوم بن ناحور، بن تيرح، ابن يعرب، بن يشجب، بن نابت، بن إسماعيل، بن إبراهيم خليل الرحمن، بن تارح ـ و هو آزر ـ بن ناحور، بن شاروخ، بن راعو، بن فالخ، بن عيبر، ابن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح بن لامك، بن متوشلخ، بن أخنوخ ـ و هو إدريس النبي عليه السلام فيما يزعمون، و الله أعلم، و هو أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم و شيث، و أول من خط بالقلم، بن يرد، بن مهليل، ابن قينن، بن يانش، بن شيث، بن آدم صلى الله عليه و سلم. هكذا ذكره محمد بن إسحق بن يسار المدني صاحب السيرة النبوية، و غيره من علماء النسب. و قد نظم ذاك أبو العباس عبد الله بن محمد الناشي المعتزلي في قصيدة يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد أوردها الإمام أبو عمر، و شيخنا في تهذيبه، و هي قصيدة بليغة أولها:
مدحت رسول الله أبغي بمدحه ـــــــــــــــــــــــ وفور حظوظي من كريم المآرب
مدحت امرءاً فاق المديح موحداً ـــــــــــــــــــــــ بأوصافه عن مبعد و مقارب
فجميع قبائل العرب مجتمعون معه في عدنان، ولهذا قال الله تعالى: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى "، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يكن بطن من قريش إلا و لرسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم قرابة.
وهو صفوة الله منهم كما رواه مسلم في صحيحه " عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [إن الله اختار كنانة من ولد إسماعيل ثم اختار من كنانة قريشاً، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم] "
وكذلك بنو إسرائيل أنبياؤهم و غيرهم يجتمعون يجتمعون معه في إبراهيم الخليل عله الصلاة والسلام، الذي جعل الله في ذريته النبوة و الكتاب، و هكذا أمر الله سبحانه بني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام، و هو في التوراة كما ذكره غير واحد من العلماء ممن جمع بشارات الأنبياء به صلى الله عليه و سلم، إن الله تعالى قال لهم ما معناه: [سأقيم لكم من أولاد أخيكم نبياً كلكم يسمع له، و أجعله عظيماً جداً]. و لم يولد من بني اسماعيل أعظم من محمد صلى الله عليه و سلم، بل لم يولد من بني آدم أحد و لا يولد إلى قيام الساعة أعظم منه صلى الله عليه و سلم، فقد صح أنه قال: " أنا سيد ولد آدم و لا فخر، آدم فمن دونه من الأنبياء تحت لوائي " و صح عنه أنه قال: " سأقوم مقاماً يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم " .. و هذا هو المقام المحمود الذي وعده الله تعالى، و هو الشفاعة العظمى التي يشفع في الخلائق كلهم، ليريحهم الله بالفضل بينهم من مقام المحشر، كما جاء مفسراً في الأحاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه و سلم.
و أمه صلى الله عليه و سلم: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.
يتبع بمشيئه الله
ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 10 - 07, 12:52 م]ـ
بارك الله فيك اختي الفاضلة على هذه المشاركات الطيبة النافعة.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 - 11 - 07, 01:49 ص]ـ
مدحت رسول الله أبغي بمدحه ـــــــــــــــــــــــ وفور حظوظي من كريم المآرب
مدحت امرءاً فاق المديح موحداً ـــــــــــــــــــــــ بأوصافه عن مبعد و مقارب
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد.
جزاك الله خيرا أخيتي ذات النطاقين.
ـ[الظفيرية]ــــــــ[23 - 10 - 09, 01:06 ص]ـ
بوركت
ـ[مسلمة من الحجاز]ــــــــ[03 - 02 - 10, 05:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا