تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الطويلبة]ــــــــ[10 - 01 - 08, 06:28 م]ـ

إنني بهذه المشاركة لا أعبر عن رأي شرعي وإنما أود التذكير ببعض الأمور التي قد نغفل عنها ونتسرع في الحكم والعمل وما ينبغي لنا ذلك أبدا ... بل علينا التمسك بفتاوى أهل العلم (والتي هي واضحة في هذا الشأن) حتى لا يحدث النزاع والتشتت بإذن الله.

يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/ 239): ((ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً ... )).

ما أعظم ديننا القيم الذي من مقاصده سعادة وراحة البشر، إذ كان من الأصول: درء المفاسد أولى من جلب المصالح، والضرورة تقدر بقدرها. إننا عندما نقبل على شيء بزعم أنه "ضرورة"، علينا أن نتحلى أولا بالخشية والخوف من الله لا أن نقدم عليه بجرءة كأنه حق سلب منا فما أكثر القائلين "هذا الزمان، أصبح كذا وكذا ضرورة، هذا الزمان لا بد من كذا وكذا"، والحاصل أن هذا الدين، صالح إلى يوم القيامة!

نعم الدين يسر! وليس عسر! الدين قد راعى الضرورة فوضع لها ضوابط، لكن ليس الحق ما يتبعه أغلب الناس ولكن الحق هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم

من هذا الباب أخياتي الفاضلات، نضع القاعدة العامة نصب أعيننا وهي أن درء المفاسد أولى من جلب المصالح ومفاسد الاختلاط خطيرة لا تخفى على عاقل (وقد شاهدت بأم عيني افتتان الفتيات المسلمات، وعواقب أليمة ولا يخفى عنكم فساد الغرب!)، ومفاسد المكوث بين المنكرات عظيمة والأعظم أن تهون علينا تلك المنكرات فيزول الإنكار حتى في القلب فالإنسان ضعيف ... والأدهى الكف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. حتى يقول كل مسلم "لكم دينكم و لي دين"! فلا بنيان مرصوص ولا أيد متكاتفة تحث على الخير.

قضية الاختلاط قضية كبيرة لها جوانب عديدة وحالات الناس تختلف فلا يمكن أن نعمم ونشجع كل المسلمات بالدراسة المختلطة (إن افترضنا أنها جائزة للضرورة القصوى)، فليست كل الفتيات سواء في العلم الشرعي والالتزام والدعوة وهذه الأشياء إن لم تتحلى بها الفتاة فهي في خطر. أن تختار المسلمة مجالا ينفع الأمة شيء طيب لكن ليس على حساب دينها. فالأولى التفقه في الدين خصوصا في هذا الزمن وإن كانت المسلمة جامعية فعليها بطلب العلم بجانب الدراسة قدر المستطاع لتسدد وتقارب. وهذا يعني مراقبة الله وتنظيم وقتها فلا تقول مثلا (أنا طالبة في الجامعة، ليس لدي وقت لطلب العلم الشرعي .. ).

الأولى أن نشجعها على أن تتأهل لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فالفساد في الجامعات كبير .. لا أن نشجعا لتكون صامتة عن الحق بين أخواتها المسلمات .. صامتة طوال السنين حتى يعتاد قلبها المنكر فيضعف إيمانها.

الأولى أن تسأل كل مسلمة نفسها هل دخولي للجامعة ضرورة حقيقية فتنظر كل مسلمة في وضعها الخاص ولا تعمم ولا تفعل لأن الكل يفعل .. ولا تختار مجالا من أجل الشهرة أو أي سبب غير أن يكون خالصا لوجه الله فيه نفع للأمة. والحمد لله، من بحثت وجدت البديل فهناك جامعات غير مختلطة وهناك جامعات مفتوحة.

ليس من السهولة مقارنة حالنا بالصحابيات في المغازي فذلك جهاد في سبيل الله ونحن لسنا في أرض معركة!

وليس من السهولة المقارنة لأننا الآن نعكف أعواما نطلب العلم الدنيوي ولا نعطي العلم الشرعي حقه من الوقت بهذه الأعذار أما الصحابيات فلله درهن تعلمن دينهن ولزمن بيوتهن ولم يكثرن مخالطة الرجال وتحلين بكثير من التقوى لهذا سهل الله أمورهن ووفقهن. أما نحن، فمقصرات في ديننا ثم نختلط وقت الدراسة ونختلط في العمل ونسرد الأعذار وما هذا إلا ركون إلى الدنيا وغفلة عن الآخرة.

وليس من السهولة مقارنة جيلنا بالصحابة رضي الله عنهم فقلوبهم أنقى وأتقى، يغضون أبصارهم ويتحلون بالحياء وشتان بين جيلنا وجيلهم.

لقد أصبح ترك طلب العلم الشرعي أمرا عاديا فلا نعاتب من قصرت في دينها .. ونلتمس لها الأعذار مع أننا لم نخلق إلا للعبادة والتوحيد.

الأولى أن تبحث المسلمة عن جامعة غير مختلطة وتعمل في مكان خاص بالنساء لأن الاختلاط أثره عظيم وسبق أن ذكرنا القاعدة الفقهية (درء المفاسد ... )

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير